،، بعد وكسة كرة القدم.. أبطال مصر في كمال الأجسام والكاراتيه والإسكواش ورفع الأثقال حصدوا 18 ذهبية،، في نهاية السبعينيات حصل اللاعب المصري المبهر «مصطفي مكاوي» علي بطولة العالم في كمال الأجسام المقامة بأمريكا.. وهناك عرضت عليه كندا الحصول علي جنسيتها ليلعب باسمها.. وقدمت له إغراءات كثيرة.. لكن «مكاوي» رفض.. وعندما عاد إلي مصر منحته الدولة شهادة استثمار قيمتها مائة جنيه فقط لا غير مكافأة له علي هذا الإنجاز الرياضي العالمي وانتزاعه الميدالية الذهبية من بين أنياب وحوش العالم في هذه الرياضة.. وذات يوم فوجئ «مكاوي» بأحد أبطال العالم الأمريكيين ممن شاركوا معه البطولة يطلب زيارته في القاهرة ليشاهد علي الطبيعة الأجهزة الرياضية التي يتدرب عليها «مكاوي» حتي وصل إلي هذا المستوي المبهر.. وعندما وصل الضيف الأمريكي إلي القاهرة أخذه «مكاوي» إلي حيث يتدرب.. نادي مراد بشارع الترعة البولاقية بشبرا.. وهو عبارة عن سطح منزل ذات طابق واحد حوَّله صاحبه إلي ناد لممارسة رياضة كمال الأجسام فقط.. ثم اصطحبه إلي مركز شباب الساحل بشبرا أيضاً.. واكتشف الصديق الأمريكي ان «مكاوي» يتدرب ب«كوزين أسمنت» أو ما شابه ذلك(!!).. اندهش الصديق الأمريكي بل ظل في حالة ذهول لفترة.. في صمت ظل الكابتن «مكاوي» يواصل تدريباته بصبر وإخلاص حتي فاز في العام التالي ببطولة العالم للمرة الثانية ويحتفظ باللقب.. لكن مع الأسف لم يجد «مكاوي» إلا كل جفاء من الدولة.. لم يهتم به أحد.. وحرموه حتي من المائة جنيه التي سبق وان كافأته بها الدولة.. وأخيراً استسلم للإغراءات وسافر إلي كندا ليحصل علي جنسيتها.. ليصبح مليونيراً يمتلك قصراً فخما مثل الذي نشاهده وسط البراري في الأفلام الأمريكية.. ولعدة سنوات احتكر مصطفي مكاوي بطولات العالم في كمال الأجسام حتي حصل علي لقب بطل أبطال العالم.. ثم اختفت أخباره منذ نهاية الثمانينيات.. طبعاً لا أحد في مصر يعرف مصطفي مكاوي ولا يتذكره. أقول هذا بمناسبة ما حدث مع بطل أبطال العالم في كمال الأجسام البطل المصري المبهر أيضا «عطية شعلان» الفائز ببطولة العالم المقامة في البرازيل منذ أيام والحاصل علي ميداليتين ذهبيتين من بين 5 ذهبيات حصلت عليها مصر.. عندما أعلن فوزه بالبطولة صرخ الأسد المصري صرخة هزت كل أرجاء القاعة.. وعندما تسلم الذهبية ورفع علم مصر وعزف السلام الوطني لمصر ظل يبكي فرحاً برفع علم بلاده.. صفقت له الجماهير بحرارة.. هتفت باسمه واسم مصر.. بينما هو مازال في البرازيل اتصلت به مقدمة برنامج «صباح دريم» لتهنئته.. فطلب منها طلباً واحداً: أريد أن تكون هناك تغطية إعلامية عند وصولنا إلي مطار القاهرة وحدد لها موعد وصول الرحلة من البرازيل.. وردت المذيعة علي سبيل المجاملة: مصر كلها مستنياك في المطار.. وعندما وصل «شعلان» حاملاً علي صدره الميداليتين الذهبيتين ورافعاً بيده علم مصر.. لم يتعرف عليه أحد.. ولم يجد من يقول له «حمدا لله علي السلامة يا ابني»(!!)... الأسد المصري «عطية شعلان» تحدث بمرارة: وزارة الشباب والرياضة هي سبب فشل الرياضة في مصر.. أتعرفون لماذا.. لأن المجتهد في مصر «مضروب بالجزمة».. شوفوا بتعمل معانا إيه واحنا أبطال عالم رفعنا علم مصر عالياً.. وشوفوا بتعمل إيه مع لاعبي كرة القدم.. مال وشهرة ومع ذلك لم يحققوا أي نجاح دولي يذكر.. وواصل كلامه المفجع: لكي أصل إلي هذا المستوي وأحقق لقب بطل أبطال العالم وميداليتين ذهبيتين أنفقت من مالي الخاص ما يقرب من 300 ألف جنيه علي التغذية والتدريب.. هل تعرفون ماذا ستمنحني الدولة من مكافأة نظير هذا الإنجاز الرياضي العالمي؟!.. سيدفعون مبلغ 67 ألف جنيه فقط لا غير.. بدل شحاتة ده ولا إيه؟!.. هكذا أنهي بطل أبطال العالم «عطية شعلان» كلامه!!!!!!! ورغم الخزي والعار الذي لحق بالمنتخب الوطني لكرة القدم.. إلا ان مصر حققت هذا الشهر إنجازاً رياضياً عالمياً.. حيث حققت نخبة من شباب وفتيات مصر 9 ميداليات ذهبية و3 فضية في البطولة الأفروآسيوية لرفع الأثقال التي عقدت في طشقند بأوزباكستان.. شباب وفتيات مصر نالوا إعجاب وتقدير الجمهور الأوزباكستاني.. رفع علم مصر عاليا وعزف السلام الجمهوري.. ورغم هذا الإنجاز الرياضي العالمي لم يستقبل أحد أبطالنا في مطار القاهرة.. لا حكومياً ولا شعبياً.. لم يجدوا في استقبالهم من يشد علي أيديهم ويقول لهم «حمدا لله علي السلامة يا أبطال»!!!!!! ورغم فضيحة المنتخب الوطني لكرة القدم.. إلا أن مصر حققت هذا الشهر الإنجاز الرياضي العالمي الثالث.. عندما حصل اللاعب المبهر والموهوب «رامي عاشور» علي بطولة العالم في الإسكواش للمرة الثالثة.. وهي بطولة أقيمت في قطر.. بينما حصل اللاعب المصري محمد الشوربجي علي المركز الثاني والميدالية الفضية.. ورفع علم مصر وعزف السلام الجمهوري لمصر.. ورغم ذلك لم يستقبل الأبطال في مطار القاهرة.. الحكومة غائبة.. ووزارة الشباب والرياضة تغط في نوع عميق. الإنجاز الرياضي العالمي الرابع الذي حققته مصر هذا الشهر أيضاً.. رغم المصيبة التي حلت بالمنتخب الوطني لكرة القدم.. هو ما حققه منتخب مصر للكاراتيه في بطولة العالم التي أقيمت مؤخراً في ألمانيا.. حصل شباب وفتيات مصر علي 3 ذهبيات وفضيتين و5 برونزيات.. وحققوا المركز الثاني عالمياً بعد اليابان.. بينما حققت فرنسا المركز الثالث.. وتركيا الرابع.. وألمانيا الخامس.. وإيران السادس.. وإيطاليا السابع.. وإسبانيا الثامن.. والبرازيل التاسع.. شوفوا ولادنا.. هؤلاء الأبطال جميعهم طلاب بالمدارس والجامعات.. وهذا لم يكن غريباً عليهم.. فهم يحققون كل عام ومنذ سنوات طويلة بطولات دولية.. هم أيضاً في الترتيب الأول علي العالم للشباب والناشئين.. وهم في الترتيب الأول أفريقيا .. والترتيب الأول عربياً.. والترتيب الأول لدول البحر المتوسط .. لقد حقق أولاد مصر الترتيب الثاني عالمياً في ألمانيا رغم مشاركة 117 دولة في هذه البطولة.. ورغم كل هذه الإنجازات المتواصلة لمنتخب الكاراتيه.. لم يستقبلهم - ولو لمرة واحدة - مسئول حكومي في مطار القاهرة.. وأستطيع القول إن الناس في مصر لا تعرفهم.. بل إن الفضائيات المصرية تتجاهلهم.. بينما تطارد لاعبي كرة القدم الفاشلين الذين وكسوا مصر في كل المحافل الدولية.. بل أصابوا الشعب المصري بالضغط والسكر.. وكنت أظن - وبعض الظن إثم - ان المهندس خالد عبدالعزيز وزير الشباب والرياضة سيكون وزيراً مختلفاً عما سبقه من وزراء.. وأنه بعد العار الذي لحق بكرة القدم المصرية.. ومئات الملايين من الجنيهات التي تنفق علي الملاعب والمدربين واللاعبين.. والنتيجة في النهاية صفر يا مولاي كما خلقتني.. كنت أنتظر من الوزير «عبدالعزيز» ان ينظر بجدية للرياضات الأخري وخاصة الفردية التي تحقق فيها الفرق المصرية إنجازات عالمية.. وأن تخصص لها ميزانيات محترمة لشباب وفتيات يستحقون فعلاً الاحترام.. ومن هنا أناشد الرئيس عبدالفتاح السيسي أن يلتقي بهؤلاء الأبطال الذين شرفوا مصر ورفعوا رأسها عالياً بين الأمم.. إنهم فعلاً يستحقون التكريم علي يد الرئيس. إن مصر زاخرة بالشباب الرائع والمبدع والمبهر.. واهتمام الدولة بالشباب هو أعظم استثمار.. لأن شباب مصر هو القادر علي أن يحقق لها الانطلاق والتقدم والرقي.. تحيا الرياضيات الفردية.. وتسقط كرة القدم.