للوهلة الأولي سيقول من يقرأ خبر فوز مصر بكأس العالم أنه غير صحيح مئة في المائة, لأن مصر لم تفز بكأس العالم مطلقا, بل وخرجت مؤخرا علي يد غانا من التصفيات المؤهلة لكأس العالم في البرازيل عام2014, ذلك لأننا لا نري في الرياضة إلا كرة القدم, ولكن المفاجأة أن هذا الخبر صادق تماما, فقد حصلت مصر علي كأس العالم في الكاراتيه للشباب والناشئين, التي جرت في أسبانيا خلال الفترة من7 إلي10 نوفمبر الحالي2013, دون أن يشعر أحد, لدرجة أن ذكر فوز مصر بهذه البطولة العالمية أصبح خبرا مثيرا للاستغراب, في ظل انشغالنا المحموم بمجرد اشتراكنا في بطولة كأس العالم في كرة القدم, بينما لدينا أبطال بلغت روعتهم أنهم يحصدون كأس العالم نفسها في رياضات أخري, وليس شرف المشاركة فقط, لكننا لانلتفت إليهم, ونتركهم طي النسيان, بينما هم الأجدر بكل حفاوة واحتفال. وحتي ندرك حجم هذا الإنجاز يجب أن نعرف أن اليابان جاءت بعد مصر في المركز الثاني وفرنسا في المركز الثالث ثم تركيا, وأسبانيا, حيث حصدت مصر خلال البطولة15 ميدالية متنوعة9 ذهبيات و6 برونزيات. بل أن أبطال مصر في الكاراتيه حصلوا أيضا علي البطولة نفسها في ماليزيا عام2011, لذا كان الواجب تكريمهم كنجوم فوق العادة, ولكن ما فعلناه معهم كان عكس ذلك, حيث لم نمنحهم سوي التجاهل الشعبي والرسمي علي مستوي الرأي العام والمسئولين معا, وحتي قاعة كبار الزوار بالمطار استكثرنا أن نفتحها لهم, كما لم يستقبلهم بالمطار أي مسئول سواء علي مستوي الدولة أو مستوي اللجنة الأوليمبية, وكأنهم عادوا مهزومين. لقد أغلقنا عيوننا عن كل الألعاب الرياضية عدا كرة القدم, وكانت النتيجة أننا منذ ربع قرن لم ندخل كأس العالم, فهل آن الأوان لنصحح مسارنا ونفتح عيوننا علي كل الألعاب في ظل رؤية شاملة للرياضة, ربما يصب هذا في النهاية في صالح كرة القدم, فنتمكن من المشاركة في كأس العالم لكرة القدم في روسيا عام.2018 لمزيد من مقالات د. عبدالغفار رشدى