تواجه الدراما السورية مشاكل عديدة بسبب تأثر الإنتاج السوري بالأحداث الدامية، وتخبط القرارات السياسية واعتراض الشعب علي بقاء بشار الأسد في الحكم، وتخوين الفنانين الذين يؤيدون بشار، مما جعل المنتجين يؤجلون تصوير أعمالهم إلي حين استقرار الشارع السوري. وبدأ البعض تنشيط دعوتهم علي موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» لمقاطعة المسلسلات السورية الداعمة لبشار الأسد، من بينها صفحة تحمل عنوان «حملة مقاطعة شراء المسلسلات السورية رداً علي الفنانين الذين وقفوا ضد الثورة». ومن أبرز الصفحات التي أنشئت لذلك صفحة «قائمة العار السورية» و«قائمة الشرف السورية» و«قائمة الفنانين السوريين الشرفاء» وتتصدر هذه الأخيرة صور الممثلين فارس الحلو ومي أسكاف ومحمد آل رشي وجلال الطويل ونورا بلبل والكاتب التليفزيوني محمد عمر أوسو والمخرج السينمائي محمد ملص وغيرهم. نظراً لأن الدراما التليفزيونية تشكل حيزاً كبيراً من اهتمامات الجمهور في شهر رمضان، إلي الحد الذي جعل متظاهري الجمعة الأخيرة يكتبون لافتة تقول «تابعونا بشكل حصري في شهر رمضان خلال مسلسل الشعب يريد إسقاط النظام»، والعبارة بقدر ما تعلن تصميم المحتجين علي التظاهر اليومي فهي تؤكد إحجامهم عن مسلسلات رمضان التليفزيونية التي يقوم ببطولتها النجوم الذين يدعمون نظام بشار، لذلك تأثر إنتاج وتسويق الدراما التليفزيونية السورية بشكل كبير بسبب الأزمة السياسية بسوريا وللأحداث التي يمر بها الوطن العربي. فهناك صعوبات - حسب رأي الخبراء - تواجه الإنتاج السوري في تسويق مسلسلاتهم بعد أن تراجع عدد من الفضائيات العربية «الخليجية» في شراء الأعمال الدرامية السورية وأدارت فضائيات أخري ظهرها لكل ما عرض عليها من تلك المسلسلات. وسرعان ما ألقي ركود سوق الدراما السورية بظلاله علي الخطط الإنتاجية لعدد من شركات الإنتاج الخاصة، بالإضافة إلي المؤسسة العامة للإنتاج الإذاعي والتليفزيوني التي تمثل القطاع الإنتاجي العام والتي أعلنت صراحة عن تأجيل تصوير عدد من أعمالها إلي العام المقبل لأسباب تسويقية. وقررت الفضائيات الخليجية عرض المسلسلات التي تشارك في إنتاجها جزئياً أو كلياً مثل مسلسل «الفاروق» للمخرج حاتم علي عبر قناة «إم بي سي» أو «قطر»، ومسلسل «الزعيم» للأخوين بسام ومؤمن الملا علي «إم بي سي» و«دليلة والزيبق» للمخرج سمير حسين علي «دبي»، ومن المنتظر أن يعرض عدد من الفضائيات اللبنانية عدداً من الأعمال السورية الجديدة، إلا أن قوتها الشرائية تبقي الأضعف إذا ما قيست بمثيلاتها الخليجية. وكانت الدراما السورية تعرضت لأزمة تسويقية مشابهة منذ سنوات متأثرة بأجواء سياسية أيضاً قام خلالها التليفزيون السوري بتبني شراء الأعمال الدرامية السورية وبأسعار تشجيعية، الأمر الذي ينتظر أن يقوم به التليفزيون السوري أيضاً هذا العام دعماً للإنتاج الدرامي السوري، ودعم افتتاح قنوات تليفزيونية خاصة، كأحد الحلول لكسر الطوق الذي تفرضه أحياناً الفضائيات العربية الكبري علي الدراما السورية، ووقوع هذه الأخيرة رهينة رغبات سياسية.. وربما شخصية لأصحاب تلك الفضائيات.