لست ادري ما هو وجه السرعة في اجراء الانتخابات البرلمانية، في وقت تتعرض فيه مصرنا الحبيبة لاضطرابات وتفجيرات واغتيالات، قد تصل الي حالة حرب فعلية برا وبحرا وجوا. انني لم أسمع عن دولة في العالم، تعرضت لمثل ما تتعرض له مصرنا العزيزة، من اضطرابات تصل الي حد الحرب، ورغم ذلك أجرت انتخابات برلمانية أم غير برلمانية. ما أعرفه أن أي دولة تتعرض لمثل ما نتعرض له من إرهاب وترويع وتخريب، يجب أن تتفرغ كليا لمواجهة هذا الإرهاب. بدون القضاء علي الإرهاب والإرهابيين، فلا أمل في استقرار سياسي، أو استقرار امني. وبالتالي، فلا أمل في تقدم الاقتصادي المطلوب. صحيح لدينا ضغوط خارجية لإجراء الانتخابات البرلمانية، بحجة الاستقرار السياسي وتطبيق الديمقراطية، وصحيح أيضا أننا مرتبطون بخارطة طريق، نلتزم علي أساسها بإجراء الانتخابات البرلمانية. ولكن في تقديري، أنه لن يكون هناك استقرار سياسي، الا إذا كان هناك امن مستقر. وبالتالي، فمن العبث أن نسعي إلي الاستقرار السياسي، أملا في الاستقرار الاقتصادي والنمو التجاري والصناعي. فمن المعروف ان رأس المال جبان ولا يمكن لمستثمر أن يأتي الينا في الوقت الذي لا تنعم فيه البلاد بالاستقرار والأمن. ليس معني كلامي هذا أن نصرف النظر عن الانتخابات البرلمانية، ولا أن ننتظر حتي تنقشع الغمة تماما. ولكن الواقع يقول: إن هناك دولاً أجنبية تسعي إلي تخريب وتدمير منطقة الشرق الأوسط، وعلي رأسها مصر باعتبارها أعرق وأقوي دولة في المنطقة. فاذا كان هناك عدو لنا في الخارج، ولدينا أيضا عدو آخر في الداخل، فلا أقل من ان ننتهي أولا من القضاء علي أحد الأعداء حتي نبدأ في الاستقرار السياسي. نحن لدينا دستور تم استفتاء الشعب عليه، وحصل علي شبه اجماع شعبي، ولدينا أيضا رئيس دولة حصل أيضا علي شبه اجماع في انتخابات حرة وشريفة، فليس هناك مانع من الابقاء علي الأوضاع القائمة حاليا، حتي تستقر الأمور ويظهر الخيط الأبيض من الخيط الأسود. أعداؤنا في الخارج هم أم البلاء، وهم الذين يقفون من وراء الإرهاب علي مستوي الشرق الأوسط كله، بما في ذلك مصر، ولابد لنا من أن نتفرغ تماما لمواجهة أعدائنا في الخارج، وفي نفس الوقت نقاوم أعداءنا في الداخل، وبعد ذلك يمكننا ان نفكر في الانتخابات البرلمانية، والا فقد يحدث ما لا تحمد عقباه. لو كانت الاضرابات الداخلية قاصرة علي تظاهرات الطلبة، أم الطلبات الفئوية، أم الطلبات العمالية، لهان الامر وكان من الممكن اجراء الانتخابات البرلمانية، اما وأننا نواجه إرهابا شرسا، وتسانده قوي أجنبية كبري، وهو الآن قد وصل الي حالة الحرب الفعلية برا وبحرا وجوا. إذن، فالأمر الآن جد خطير ويصعب معه اجراء الانتخابات البرلمانية القادمة في الوقت الراهن، خاصة أن أعوان الدول الأجنبية تحيط بنا من كل جانب، فهم متواجدون غربا، ومتواجدون شرقا، ومتواجدون جنوبا، والآن اصبحوا متواجدين شمالا في البحر المتوسط. كل ما أرجوه السلامة لمصر العزيزة والأمن والامان للشعب المصري العظيم، وسلامة مصر وأمان شعبها يحتاج منا حاليا لوحدة الصف، والتعاون الكامل والتام بيننا، وأن نقف جميعا يدا واحدة ضد الإرهاب الداخلي والخارجي، حتي نستطيع القضاء عليه بعون الله تعالي. ففي التأني السلامة وفي العجلة.. الندامة، وتحيا مصر حرة مستقرة.