طالب أعضاء الهيئة العليا لحزب الوفد وعدد من القوى السياسية بإعادة اعتبار «عيد الجهاد» عيداً قومياً كثورتي الخامس والعشرين من يناير والثلاثين من يونيو، مؤكدين أن خروج آلاف المصريين للوقوف بجوار زعيمهم المناضل سعد زغلول، وجمع التوكيلات الضاغطة علي المندوب السامى البريطانى لعرض القضية المصرية أمام مؤتمر الصلح بباريس، يمثل بداية شرارة لثورة 1919، وملهماً للمصريين إبان ثورة يونيو وعزل الرئيس مرسي من الحكم. ورأى أعضاء حزب الوفد أن إلغاء الاحتفال بعيد الجهاد عقب ثورة 23 يوليو، مثّل خطوة لمحو التاريخ من ذاكرة الشعب المصري، مشددين على ضرورة كتابة التاريخ بمساره الصحيح. وفي هذا السياق استنكر الكاتب الكبير عباس الطرابيلي، رئيس تحرير جريدة الوفد السابق، إلغاء أعياد الإنجازات المصرية منها عيد الجلاء وعيد الوحدة الوطنية السورية، وعيد الجهاد، مما قد يمحى التاريخ المصري في أذهان الأجيال القادمة. وأضاف «الطرابيلي» أن تاريخ أى أمة هو نتاج لعدة تواريخ تشير الى انتكاسات وانتصارات، مشيراً الى أن الأمة المصرية عندما احتفلت في 13 نوفمبر بعيد الجهاد كانت تحتفل بانتفاضة مصرية في وجه الاحتلال، كما ان هذا اليوم كان بداية انطلاق حزب الوفد الذي خرج الي النور رسمياً في 9 مارس 1919. ولفت عضو اللجنة العليا لحزب الوفد، الى أن القاعدة التاريخية تؤكد أن «من لا تاريخ له لا مستقبل له»، موضحاً ان الهدف من احياء عيد الجهاد هو تسليط الضوء علي ايام عظيمة من تاريخ النضال المصري الحديث. وأضاف الطرابيلي، انه لا يخفي علي أحد ان نضال الوفد الذي بدأ في هذا اليوم هو الذي مهد الطريق لثورة يوليو 1952، فالوفد المصري قد مهد الطريق للجلاء التام 1956م. ومن جانبه، أكد طارق تهامى، مساعد رئيس الوفد لشئون الشباب وعضو الهيئة العليا بالحزب، ان «عيد الجهاد» الذي جمع فيه سعد زغلول ورفاقه التوكيلات من الشعب المصري للضغط علي المندوب السامى البريطانى وعرض قضية استقلال مصر امام اعضاء مؤتمر باريس، يعد أبو الاعياد الوطنية المصرية، ويمثل بداية شرارة ثورة 1919 التى شكلت بداية حقيقية لمفهوم الدولة المصرية، مطالباً بضرورة اعتبار هذا العيد بمثابة عيد قومي كثورتي يناير ويونية. واوضح «تهامى» أنه في أعقاب حركة يوليو 1952 أصبح لدى النظام رغبة في محو تاريخ ما قبل 23 يوليو، فألغوا الاحتفال بعيد «الجهاد»، الأمر الذي نتج عنه إلغاء الشكل الايجابي للدولة بكل صوره، مشدداً علي ضرورة ان تصحح مصر بعد ثورتي يناير ويوينة مسارها، ويتم كتابة تاريخها بشكل سليم لمواجهة الاكاذيب التى اطلقت ضد تاريخ الوفد واعضائه. وطالب مساعد رئيس الوفد، بضرورة اعتبار «عيد الجهاد» عيداً قومياً وإجازة رسمية للشعب المصري مثلما كان قبل ثورة يوليو، قائلاً: «اعتبار عيد الجهاد اجازة قومية يمثل انصافاً للدولة ولحزب الوفد، فلا فرق بين عيد وآخر». وقال وكيل مجلس الشعب السابق محمد عبدالعليم داوود، عضو الهيئة العليا لحزب الوفد، ان البعض اراد ان يمحى «عيد الجهاد» من ذاكرة المصريين ومعاقبة حزب الوفد والشعب المصري بعدم الاحتفال بعيد الوطنيين الاحرار والباحثين عن استقلال الوطن من الاحتلال. وأضاف عبدالعليم أن الشعب المصري مازال يعتبر عيد الجهاد عيداً قومياً لما له من أثر نضالي بنفوس الآباء والأجداد، متسائلاً: «كيف للنظام ان يمحي من ذاكرة التاريخ والشعب المصري عيداً من افضل الاعياد التى مرت علي مصر». وطالب عضو الهيئة العليا لحزب الوفد، باعتبار «عيد الجهاد» عيداً قومياً واجازة رسمية، قائلاً: «إذا كان القائمون علي البلاد يقدرون معانى الجهاد والنضال الثوري، فعليهم دون تأخير إصدار قرارات بتحويل «عيدالجهاد» عيداً وطنياً ورسمياً للدولة». فيما وصفت كاميليا شكري، عضو الهيئة العليا وعميد معهد الدراسات السياسية بحزب الوفد، «عيد الجهاد» بنقطة التحول في الاوضاع المصرية قبيل ثورة 1919، فالشعب المصري اجتمع حول الزعيم سعد زغلول جامعين له التوكيلات لمساعدته في عرض قضية استقلال مصر أمام مؤتمر الصلح بباريس، وهو ما يعد شيئاً غير مسبوق في هذا الزمان. وأكدت «شكري» أن ما حدث في ثورة 30 يونية يمثل جزءاً مما حدث إبان عيد الجهاد رغم ظروف المحتل والفروق الزمنية، مطالبة بإعادته عيداً رسمياً وقومياً لمصر بعد إلغائه علي ايدى النظام المصري في اعقاب ثورة 23يوليو. ولفتت عضو الهيئة العليا، الى أن ثورة 1919 تمثل مسيرة شعب بأكمله، ومحو ذلك التاريخ من ذاكرة مصر يعد جريمة، قائلة: «عيد الجهاد فخر يضاف لمسيرة الانسان المصري في النضال والدفاع عن استقلاله». وقال عبد الغفار شكر، رئيس حزب التحالف الاشتراكى، إن يوم 13 نوفمبر أو عيد الجهاد قد استمر لفترة طويلة كعيد قومي ضمن أيام الأعياد التى تفتخر بها الأمة ضمن سجل إنجازاتها. وأضاف «شكر» أن تطورات المجتمع المصري هى التى أحالت دون تذكر تلك الأعياد كعيد الوحدة الذي تم الغاؤه أيضاً، معرباً عن فخره بتلك المناسبة التى كانت بمثابة الشرارة التى أشعلت ثورة 1919 ومن ثم الاستقلال عن الاحتلال الذي عانت تحت ظلاله الأمة لسنوات. وطالب رئيس حزب التحالف الاشتراكى، أعضاء حزب الوفد بمحاولة استعادة تلك الذكرى الجليلة من تاريخ الأمة، ودعوة جميع الأطراف الوطنية ومحاولة استعادة هذه الذكرى في ظل الظروف التى تمر بها الدولة. فيما أكد عمرو هاشم ربيع، الباحث السياسي بمركز الاهرام الاستراتيجى، أن عيد الجهاد من أهم الأعياد التى يجب أن يستعيدها الشعب بتخصيص تلك المناسبة للاحتفال، ولتذكير الأمة بأصولها ونبذ التفرق المصابة به الأطياف السياسية في الآونة الاخيرة. ووصف «ربيع» عيد الجهاد بأنه بداية الشعلة للالتفاف حول الزعامة الشعبية، ونبذ القيود التى قيدت بها الدولة الملكية المصريين في عصور محمد علي وأحفاده، مطالباً النظام بإعادة تلك المناسبة كعيد رسمي في إطار ميلاد تاريخ الأمة المصرية لأيام حسمت تاريخ الوطن.