"الداخل مفقود والخارج مولود" هكذا يردد البسطاء الذين يعانون من إهمال العاملين بالمستشفى الرئيسى الجامعى بالإسكندرية. ينتشر داخل طرقات وخارج أقسام المستشفى الرئيسى الجامعى بالإسكندرية مياه الصرف الصحى والقطط والقمامة والنفايات الطبية والكارثة الكبرى آثار الدماء على الأسرة والروائح الكريهة التى تجعلك تشعر أنك في مقلب للقمامة وليس مستشفى. وقد تجولت "الوفد" داخل أقسام المستشفى حيث وجدت عددا من أشكال الإهمال الطبي والبدائية في علاج المريض، بالإضافة إلى استفحال أشكال التلوث الطبي الأمر الذي يساعد على انتشار الأمراض ومياه المجاري والقمامة حول سور المستشفى وإلقاء المخلفات الطبية من أدوات العلاج والقطن والشاش فضلا عن رصد إلقاء القطن الطبي وأدوات قمامة الطبيب على أرض المستشفى داخل عنابر المرضى إلى جانب تجول الحيوانات الضالة داخل أروقة وسلالم المستشفى بشكل طبيعي، دون إبداء الأطباء والمرضى أي نوع من الانزعاج بتواجد حيوانات، من المفترض أنها تساعد على نقل الأمراض والفيروسات، عند اختلاطها بالمستلزمات الطبية المستخدمة الملقية على أرض العنابر، ناهيك عن تلوث دورات المياه وعدم أدميتها وتكسير الأسرة . وفيما يخص قسم الطوارئ والاستقبال، نجد أن أهالي المرضى يفترشون الأرض أمام القسمين، لانتظار دور ذويهم في الكشف وتلقيهم العلاج، نظرا لقلة أعداد السرائر المتاحة، في منظر يخلو من أبسط مطالب حقوق الإنسان وتكريمه، فضلا عن معالجة المرضى وحالات الحوادث داخل الطرقات لعدم تواجد سرير متاح للمريض، وقد تم ملاحظة أن المريض يذهب إلى غرفة العمليات على أرجله بدلا من توافر له سرير ينقله أو كرسي متحرك، بجانب انتشار بقاع الدم على الأرض دون تطهيرها. وأكد العاملون بالمستشفى أن مستوى الخدمة بالمستشفى الرئيسي الجامعي سيئ جدا، من حيث قلة الإمكانيات الطبية والعلاجية حتى تعقيم غرف العمليات، حيث أنه يقوم بعلاج مرضى محافظات الوجه البحري الإسكندرية والبحيرة ومطروح وكفر الشيخ، وبالتالي فهو يعاني من الضغط العالي عليها، من حيث ضرورة توفير كافة السبل العلاجية مع قلة إمكانيات ودعم الدولة لها، المتمثلة في وزارة الصحة، وبالتالي يوجد بها العديد من حالات الإهمال الطبي يصاحبه تقديم خدمة مستوى ثالث للمريض، وكل الحالات التي تعالج بها يوجد بها سوء في المستلزمات الطبية". ويضيف أحد الأطباء بالمستشفى رفض ذكر اسمه: "سوء الخدمة الطبية يتم دائما تحميله على الأطباء داخل المستشفى الجامعي، وبالتالي يتم وقوع حالات اعتداء من أهالي المرضى مع الأطباء نتيجة سوء الخدمة الطبية، على الرغم أن الطبيب ليس بقدرته تقديم أي خدمة كافية لقلة الإمكانيات، وبالتالي تضع الدولة الطبيب في مواجهة المريض". وشدد على أن مشكلة سوء الخدمات الطبية ليست في المستشفى الجامعي"الميري"، وإنما في جميع مستشفيات الدولة، لكنها تزداد بصورة أكثر وضوحا في "الميري" عن نظائرها، نظرا لاستيعابها أعدادا أكبر من كافة المحافظات المحيطة بها، وبالتالي تزداد معها صور الإهمال الطبي والتلوث. وطالب - بزيادة ميزانية الصحة السنوية من 3,8% من ميزانية الدولة إلى 15%، حتى يتم توفير سبل الرعاية الصحية والوقائية، وخلق منظومة صحية كاملة ذات جودة عالية، مؤكدا الأطباء في مصر جميعهم قد دخلوا في إضراب مفتوح عدة مرات للتأكيد على حق المريض في العلاج المجاني على نفقة الدولة بمستوى صحي جيد وكفاءة عالية، وأن يتم وضع المنظومة الصحية المتهالكة في أولويات الدولة، وبالتالي تحقق الثورة أهدافها المطلوبة". ومن جانبها أكدت عطيات محمد إحدى المرضى – أنها ذهبت للعلاج بالمستشفى الجامعى من مرض حساسية الصدر فظلت لعدة ساعات تنتظر جهاز الأوكسجين لكى تستطيع التنفس في ظل غياب تام للأطباء والممرضين وهو ما أدى إلى سوء حالتها وتم نقلها إلى مستشفى خاصة. وأكدت رشا محمود ربة منزل – ذهبت إلى مستشفى الشاطبى الجامعى للولادة ولكن فوجئت بأنه لا يوجد أى عناية هناك إلى جانب المعاملة السيئة من جانب الممرضات والأطباء وقد تصل إلى تلفظهم بألفاظ خارجة في حق المريض. وأكد محمد السيد موظف – ذهبت للعلاج بالمستشفى الرئيسى الجامعى فوجدت قسم الاستقبال غير نظيف، والقطن الملوث بالدم كان يرمى على الأرض، بالإضافة إلى تدني العناية الطبية سواء في التجهيزات الطبية أو الكوادر التي تتعامل مع المرضى وأكد أن القطاع الاستثمارى (المبنى الجديد) المجاور لمباني أقسام العلاج بالمستشفى الجامعي مستوى الرعاية فيه والخدمة الطبية أفضل من العلاج على نفقة الدولة.