قال كريستوفر هارمر، محلل الشئون العسكرية البحرية الأمريكي والباحث في مؤسسة دراسات الحرب، ان امريكا عليها وضع خطة عسكرية قوية لمهاجمة تنظيم داعش في مدينة الموصل بحلول الربيع المقبل على اقصى تقدير ، بجانب تسيير قوات برية لضرب داعش ارضا وليس فقط جوا ، لان عدم إلحاق الهزيمة بالتنظيم في الموصل وسوريا يعني عدم نجاح المهمة العسكرية الامريكية او مهمة التحالف الدولى ، مشيرا الى ان الجيش الأمريكي يقصف طالبان منذ 13 سنة دون نجاح . وتابع هارمر فى حديث لل«سى ان ان» ، ان نشر واشنطن ل1500 مستشار عسكري إضافي بالعراق يظهر الامور وكأن امريكا بمرحلة توسيع للعملية القائمة ، ولكن عملية التوسع الحقيقية لا تتم الا بمضاعفة عدد الجنود في العراق وارسالهم إلى أماكن قريبة من مواضع القتال ، مشيرا الى ان الرئيس باراك اوباما عندما بدأ يتحدث عن إلحاق الهزيمة بداعش أو تدميره في العراق ، كان كل من لديه خبرة عسكرية يعلم بأن الموارد البشرية والعسكرية على الأرض لن تسمح بتنفيذ هذه المهمة، كما أن الجيش العراقي نفسه غير قادرعلى تنفيذ الانتصار ، وبالتالي إذا كان هناك رغبة حقيقية فى تدمير داعش ، فعلينا الزج بالمزيد من القوات في المعركة، ولاحل آخر أمامنا». وقال هارمر ان الجيش الامريكى يقصف حركة طالبان من الجو منذ 13 عاما، ولكن الحركة لم تستسلم أو توقف القتال، بل تواصل السعي إلى التوسع والسيطرة على المناطق وشن هجمات ضخمة في أفغانستان وباكستان، وبالتالى لن يمكن إلحاق الهزيمة بداعش عبر الضربات الجوية، اذ لابد من وجود قوات على الأرض تسمح بتحديد المواقع المراد قصفها بدقة». واوضح هارمر بأن المشكلة التي تواجهها امريكا والتحالف ، تتمثل فى أن عناصر داعش دخلوا وتمازجوا مع السكان ، بشكل يجعل من المستحيل على طيار يحلق على ارتفاع 30 ألف قدم التمييز بين المدنيين والمسلحين، الطريقة الوحيدة لضمان الدقة تكون عبر وجود عناصر مدربة على المراقبة الأرضية، وإلا فإن الحملة الجوية ستكون بلا معنى، لذا يجب ان يكون هناك استعداد جدي لدى امريكا ولدى القوات العراقية للتقدم نحو الموصل لضرب التنظيم في معقله ، وكذلك هزيمته في سوريا». وحذر هارمر بقوله: «إذا استمرت العمليات الخجولة فلن يكون هناك نتائج ملموسة. لقد تمكنت القوات الجوية الأمريكية من توفير الحماية للمناطق الكردية، وكذلك تحرير سد الموصل ووقف تقدم داعش نحو بغداد والحفاظ على كوباني، وهذه كلها نتائج جيدة، ولكنها لم تؤد إلى تراجع داعش، بل أوقفت بالكاد تقدمه، وفي مرحلة ما سيكون علينا دحر ذلك التنظيم، ولأجل القيام بذلك نحن بحاجة إلى المزيد من المستشارين العسكريين الأمريكيين الذين يمكنهم مساعدة الجيش العراقي للوقوف على قدميه.