قبل ان تقرأ: يقينا فان ماجري في نهار ذلك اليوم لم يكن يخطر علي بال احد! المكان : قاعة مجلس الشعب المصري الزمان :يوم 20 فبراير 1989 الابطال: النائب الوفدي طلعت رسلان .. وهو من نواب حزب الوفد الذين لم يكن لهم قامة "علوي حافظ" او توهج "احمد الخواجه" ،او حتي "احمد ناصر" .. ولم يكن اسمه او رسمه معروفا علي نطاق واسع قبل حلول ذلك النهار ..لكنه فيما بعد اصبح حديث الجميع! -وزير الداخليه اللواء زكي بدر ..( ترتيبه الرابع بين وزراء داخلية مبارك)وهو احد اشهر وزراء الداخليه في تاريخ مصر، كونه موصوما بانه " وزير البذاءه"، فلم يكن يتورع عن التعبير عن رايه في الاخرين بشتي انواع السباب والبذاءات ،وبشكل غير مسبوق، كان فيه شهرته، وايضا كان فيه نهايته ! -فوق المنصه " المقدسه" التي تدير مايجري تحت القبه، كان" يربض" الدكتور رفعت المحجوب .. كالاسد الهصور..وهو استاذ في القانون وكان يمتلك هيبة ومهابة .. وايضا حضورا بلا حدود -القضيه: استجواب رباعي لوزير الداخليه من عدد النواب حول التجاوزات بحق المعارضين السياسيين ، والتعرض لحياتهم الخاصه ، وفي مقدمتهم الباشا فؤاد سراج الدين زعيم حزب الوفد الجديد واسطورة سنوات الغليان الممتده من سنوات الاحتلال البريطاني لمصر حتي اندلاع ثورة23 يوليو ، والتي اطاحت بالوفد من الحكم ،وبالملك فاروق من القصر الملكي منفيا الي ايطاليا، ونهاية لعهد اسرة محمد علي باشا، وبداية لحكم ثورة 23 يوليو في مصر .. ذلك الذي استهل بتولي اللواء محمد نجيب منصب الرئيس، ولكنه مالبث ان "ووري" الاقامه الجبريه، في فيلا تعيسه بمنطقة المرج ! وخلفه جمال عبد الناصر بكل ألقه وبريقه.. بكل حضوره وتوهجه، بكل ثقافته وتجاربه .. بكل ماتجلي فيه من كاريزما البطوله .. فقد عاش بطلا ومات بطلا .. فرغم اخفاقاته وهزائمه ..الا انها لم تكسره او تحني ظهره او ترصع تاريخ بما يشين.. فالحاصل انه رغم كل هذا الغياب الان منذ 28سبتمبر عام 1970 وحتي اليوم ،فان صوره تزين جدران البيوت وترتفع في التظاهرات وتملا كل الميادين.. مايؤكد حضوره الممتد كل هذه السنين. -وفجاه تكهرب الجلسه واندلعت شرارة النار وبدا الحريق يشتعل نارا وينفث سموما ودخانا تحت القبه المقدسه ! ***************************************** -جري كل هذا فجأه، بينما كان الباشا فؤاد سراج الدين ينفث دخان سيجاره الكوهيبا الكوبي الفاخر ، الذي استقر في وجدان الناس منذ امد بعيد ، انه يصنع فوق افخاذ العذاري من الفتيات الكوبيات، بعد ان اشاع هذه المعلومه في احد كتبه الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل . ----------------------------------- الكوهيبا .. علي افخاذ عذاري كوبا ------------------------------------- كان الباشا فؤاد سراج الدين اشهر سياسي في مصر يدخن السيجار .. ولكن الاستاذ هيكل فيما بعد نافسه علي اللقب بقوه.. فقد كان الباشا من الوجهاء والاثرياء وبحكم انتمائه الطبقي كان السيجار جزءا من صورته العامه وطابعه الشخصي وحضوره الاجتماعي .. اما الاستاذ هيكل فكان رئيسا لتحرير الاهرام ،وكان له ايضا موقع بروتوكولي في موكب الرئيس عبد الناصر ، حصل عليه بصداقته له وبموهبته وحرفيته كاحد ابرز الكتاب والسياسيين في العالم العربي وليس مصر وحدها، ولانه كان من الكتاب المعدودين في العالم ، فانه حقق لنفسه الثراء والمكانه والوجاهه، ليس بالميراث - وبغيره طبعا من مزايا وسمات- كما كان الحال مع سراج الدين ، وانما بالطموح والداب والاصرار والاجتهاد والتالق المهني.. وكان من الطبيعي ان يكون هيكل مدخنا للسيجار الكوبي الفاخر ، عارفا باصله وفصله، خبيرا بانواعه عارفا بمناطق انتاجه واساليب صناعته .. وممايذكر في هذا السياق انه اذاكان الباشا سراج الدين مسموحا له بتدخين سيجاره في اي مكان يتواجد فيه، فانه كان لهيكل ايضا ان يتمتع بنفس المكانه، حتي في البيت الابيض الاميركي ! صدق او لاتصدق ولكن هيكل كان يدخن سيجاره الكوبي الفاخر في البيت الابيض ، وكاد ان يحدث ازمه عنيفه في احدي المرات ، علي حد روايته ،حينما كان علي موعد مع الرئيس الاميركي ( لااذكر اسمه الان) وبينما هو بانتظار ان يلتقيه ، فانه اخرج سيجاره الشهير وراح يشعله بهدوء الواثق وبثقة الهاديء، وان هي الالحظات حتي تحول المكان الي الخالي الي مكان عارم بالضجيج .. من وزير الخارجيه الي موظفي البيت الابيض، وكل هذا ليس اعتراضا علي تدخين الاستاذ هيكل لسيجاره الشهير ،ولكن اعتراضا علي رائحته المميزه جدا التي تنبيء عن صناعته الفاخره وعن انه سيجار كوبي وغير اميركي .. وقيل للاستاذ ان هذا الدخان لو تسرب الي مكتب الرئيس لتسبب في احراج بلا حدود .. فكوبا بلد منبوذ اميركيا ، مرفوض شعبيا ، ومحاصر سياسيا واقتصاديا ، ومن غير المقبول ان يكون الوضع كذلك ويسمح لضيف من ضيوف الرئيس الاميركي ان يجري تطبيعا مع الدوله المنبوذه اميركيا ، من خلال الترويج لمنتجها الرئيسي داخل " عرين" عدوها اللدود البيت الابيض الاميركي! ----------------------------------------------- من سيجار هيكل الي كوهيبا سراج الدين! ------------------------------------------------ من رائحة السيجار الكوبي العاصفه في البيت الابيض ، نعود ادراجنا الي " كوهيبا " سراج الدين ، للذي مان ينفث دخانه في بيت" الامه "..فالرجل -سراج الدين باشا- رغم هدوئه الشديد فانه "بشر" ، لاشك انه تاثر بانحطاط وزير داخلية مصر الي هذا الدرك الاسفل من البذاءه.. ومن دون ان يراعي الزماله واحكامها ، فمنصب وزير الداخليه هذا جلس عليه الباشا سراج الدين قبل زكي بدر بسنوات( ولعل هدا مادفع علي سلامه للرد بسرعه علي الوزير عندما ذكر اسم سراج بالفاظ بذئيه اذ قال له: فؤاد سراج الدين ده انت كنت بتبوس ايديه وانت لسه ظابط) وقد ترك الباشا هذا المنصب وعلامات التاريخ بارزه ومحفورة عليه ، فعيد الشرطه الذي "كانت" تحتفل به مصر كل عام انما هو ثمرة لبلاء حسن ابلاه رجال شرطة بلوكات النظام في الاسماعيليه الذين تحدوا الصلف البريطاني والانذار الذي وجهته اليهم القوات البريطانيه في منطقة الاسماعيليه باخلاء البلوكات وتسليم اسلحتهم للبريطانيين، وهو انذار رفضه الباشا بكل قوه وامر رجاله بقتال الانجليز حتي اخر قطره في دمائهم وبالفعل سقط منهم نحو 70 شهيدا وعشرات الجرحي وكان تلك البطوله في هذا اليوم المشهود سببا في اختيار 28 يناير من كل عام عيدا للشرطه المصريه لحظة الجنون التي مر بها زكي بدر في ذلك اليوم كانت في ذروتها .. فالمجلس مجلس رجال ونظام حسني مبارك.. له فيه الاغلبيه الساحقه.. وعدد نواب الوفد انذاك- بعد ان تم فض التحالف الذي كان قد ابرم بين الباشا والتلمساني مرشد الاخوان- لم يتعدي ال35 عضوا .. -------------------------------------------------- تاريخ الوفد وباشواته مع الاخوان.. و مع مبارك وانتخاباته ------------------------------------------------ ( في عام 84 نجح الوفد و" الاخوان المسلمون"وكانوا حلفاؤه في تلك الانتخابات التي جرت وقتها-في حصد 57 مقعدا في مجلس الشعب، وفي انتخابات العام 90 قاطع الوفد الانتخابات ، بسبب اصراره علي موقفه المطالب بتخلي الرئيس السابق مبارك عن رئاسة الحزب الوطني، وفي 2005 رشح الوفد 182 شخصا وفاز ب (5) مقاعد فقط !) عاد الباشا بجسده الي الوراء مرتاحا في جلسته - ربما لم يدر بخلده مطلقا ان يحدث ماحدث !! كان الرجل مشهورا بضخامة الجثه وتورد الوجه واستدارته، وبجسده الممتليء الي حد كان يصعب معه ان يتحرك بسهوله من دون مساعدة مساعده، بل لم يكن يجلس علي كرسي من اي نوع ،وانما كان له كرسي خاص يجلس عليه، واخر كان يحمله معه اثناء ذهابه الي الندوات والمؤتمرات الجماهيريه ..وفي جلسته تلك راح يتابع من شاشة التلفاز في قصره الرائع بجاردن سيتي، وقائع الجلسه الشهيره التي عقدها مجلس الشعب في 20 فبراير عام 1989 .. كان وزير الداخليه زكي بدر يعتلي منصة الحديث للرد علي استجوابات قدمها له نواب المعارضه. حضر الجلسه عاطف صدقي رئيس وزراء مصر الشهير ،والذي كان ضيفا اسبوعيا علي كاريكاتير اخبار اليوم ( كان يكتب فكرته احمد رجب ويرسمه بريشته مصطفي حسين ..و يلقبه-رجب- ب البيه عاطف) ،والدكتور احمد فتحي سرور وزير التعليم العالي( والقادم الي الوزاره من مقعد القانون والمحاماه وكان من اشهر محامي القانون الجنائي والذي روي لي عنه نائب رئيس تحرير الوفد قصه طريفه تقول وقائعها : ضبط ثري من اثرياء المخدرات متلبسا في غرفة نومه باحراز كميه من مخدر الحشيش، واقتيد الي النيابه للتحقيق، فحضر وكيل النيابه وقام بتحريز المضبوطات واصدر قرارا بحبس الرجل احتياطيا علي ان يراعي التجديد له في الميعاد! فلما اسقط في يد اسرته فانها لم تجد من تلجأ اليه من المحامين الكبار ل" تشد" له واحدا من فطاحلهم.. سوي فتحي سرور .. فلما رووا له- سرور- واقعة الضبط وانها تمت في غرفة النوم فانه وبسرعة المحترفين سالهم: هل تستطيعون في اقصر وقت ممكن تغيير هوية هذه الغرفه وتحويلها من غرفة نوم الي غرفة اخري .. مطبخ مثلا .. غرفة معيشه .. بمعني ان تغيروا معالم الغرفه لابطال محضر الضبط وحالة التلبس !! وبنجاح اسرة التاجر المحبوس في تنفيذ فكرة "سرور" في غضون ساعات قلائل، فان "تاجر الكيف" وجد نفسه بريئا وناعما بحريته في ساعات معدودات بفضل احد اساطين القانون .. الذي شغل فيما بعد منصب الوزير .. بل ورئيس مجلس الشعب خلفا لذلك الرجل ( الرابض ) فوق منصة الرئاسه في مجلس الشعب الذي نتحدث عنه وعن احدي اخطر جلساته الان!) الي جوار سرور جلس في مقاعد الوزراء وزير ثقافة مبارك فاروق حسني، ووزير اعلامه الاشهر صفوت الشريف، ووزير التنميه الاداريه وبائع الشركات المصريه وقلاع مصر الصناعيه العامه في بورصة الخصخصه الدكتور عاطف عبيد الذي شغل منصب رئيس الوزراء خلفا ل " البيه عاطف"! كل هؤلاء كانواحضورا في جلسة " بذاءات زكي ردح".. زكي بدر سابقا.. وبالطبع كانت هناك " عينا" كمال الشاذلي ، تعلوان فتنبئان عن رغبة ما، وتهبطان فتؤذنان بقرار ما، وتغمضان فتعنيان شيئا اخر تماما!.. ------------------------ مشهد عبثي جدا --------------------- -------------------------- اشعل الباشا سيجاره وراح يتامل سحب الدخان المنبعثه منه في اجواء الغرفه.. كان الي جواره السكرتير العام ابراهيم باشا فرج وكان لايفارقه في اللحظات الحرجه ،والدكتور ابراهيم الدسوقي اباظه احد اشهر قيادات الحزب في ذلك الوقت واول من فكر في انشاء قناه تليفزيونيه معارضه تبث ارسالها من الخارج باسم الوفد ،وحفيده الاغلي والاقرب الي نفسه والمسمي علي اسم جده ( فؤاد) بدراوي وآخرون.. وكل الانظار مصوبه تجاه التليفزيون ، في تلك الجلسه التاريخيه ،التي تحولت علي ايدي زكي بدر الي " عبثيه " تماما .. وكان هدفه منها التشهير برؤساء الاحزاب والنواب المعارضين لمبارك والحزب الوطني وسياساته، منتهزا فرصة تقديم المعارضه 4 استجوابات دفعه واحده عن اداء وزارة الداخليه.. والتجاوزات التي ترتكبها الاجهزيه الامنيه باستخدام قانون الطواريء. كانت الاستجوابات الاربعه مقدمه من الشيخ صلاح ابواسماعيل( والد الداعيه والمحامي السجين - حاليا- بتهمة التزوير في جنسية والدته( الاميركيه والتي ادعي انها مصريه فقط ليتمكن من خوض الانتخابات الرئاسيه عام 2012. 2012.. ولاندري لو كان الفارس الشيخ صلاح نفسه حيا ماذا كان سيقول عن نجله المزور؟!) ومجدي احمد حسين ( النائب عن حزب العمل .. وهو حزب صنيعة انور السادات ،لكن رئيسه واعضاءه " خدعوه " كالعاده .. وكانه رئيس خلق ليخدع فقط .. ولنراجع تاريخه مع كيسنجر ، ومع الرئيس الاميركي السابق جيمي كارتر ومن الجماعات الاسلاميه التي تحالف معها لكسر الناصريين والماركسيين واقصائهم من الجامعات والنقابات وتسيد الحركه العماليه وقيادتها، وانتهت الخدعه بان لقي مصرعه علي ايديهم -الجماعات الاسلاميه كما تطلق علي نفسها كذبا وزورا- وصولا الي خديعة ابراهيم شكري الذي اسس له السادات حزبا، حيث منحه من اعضاء الحزب الوطني اثنين وعشرين عضوا ، ليصبح - الحزب الجديد هذا-معارضته المستانسه، لكن ابراهيم شكري رسخ اقدامه بقوه في التحالف الاسلامي الذي ابرمه مع جماعة الاخوان وحزب الاحرار وابتعدوا عن السادات وارهقوه بصحيفة "الشعب".. بتوجهها المتطرف الي حد المغالاه والتشدد - حتي ندم اشد الندم علي " غلطته "......! كان من بين المستجوبين ايضا النائب عن التحالف الاسلامي وعضو حزب العمل مختار نوح ،وكذلك النائب الوفدي علي سلامه .. ---------------------------- البذاءات تتلو الايات البينات! ----------------------------------- وعلي الرغم من سلاطة لسانه ،وبذاءاته ،فان زكي بدر لم يتورع عن استهلال رده علي الاستجوابات بتلاوة آيه قرآنيه!! ( تقول الايه الكريمه:واذا قيل لهم لاتفسدوا في الارض قالوا انما نحن مصلحون الا انهم هم المفسدون ولكن لايشعرون صدق الله العظيم) .. ثم قام الوزير بقراءة تفريغ لاحد الشرائط المسجله بين ايمن نور والصحفي مصطفي بكري ..كما تناول الشريط عبارات بها مساسا بفواد باشا نفسه ، وبمديرة منزله السيده ليلي المغازي التي سبق ان تحدثنا عن دورها في ادارة بيت الباشا بعد رحيل السيده زوجته .. كما تناول ايضا احد الشخصيات المقربه من الباشا وتترددعلي بيته ويدعي اسماعيل ، والذي وصفه زكي " بذاءات" بانه " واد طري". ----------------------------------- اسكت ياعلي .. اخرس يابذيء ----------------------------------- ماان شرع زكي في قراءة تفريغ شريط ايمن قائلا ان الامن حصل عليه من احد المصادر لم يفصح عن اسمه،حتي اعترض عليه النائب مصطفي برهام قائلا هذا كلام فارغ .. فقال زكي بدر الموضوع يمس رئيس الحزب شخصيا.. وهنا وقف علي سلامه منفعلا وقال له ماسبق ذكره اعلاه،فرد بدر : سيبني اقولك كل حاجه علي فؤاد سراج الدين، فرد علي سلامه عليه قائلا متقدرش تقول حاجه ، واخذ طريقه نحو المنبر حيث يقف الوزير،محاولا النيل منه وايقافه وبدأ الجو يتكهرب الوزير : اقعدوا اسكت ياعلي علي سلامه :بتقولي ياعلي مصطفي برهام: وزير بذيء زكي بدر:سيبوني اقول عشان الصحافه وباقي الحديث خطير ويمس رييس الحزب شخصيا واسرته صوت رفعت المحجوب المميز بكل ماحاول استدعائه من هدوء ورصانه يقول: نكتفي بهذا القدر مصطفي برهام: هذا كلام بذيء وكلام فارغ وهنا غادر طلعت رسلان مقعده قافزا الدرج في انفعال شديد واتجه الي المنبر وامسك بكتف الوزير الايسر قائلا له في انفعال شديد كفايه كده .. اخرس ياكلب واعتدي علي الوزير بالضرب والصفع وجذبه بيده من كتفه ،فماكان من الوزير الا ان رد اللطمه عليه، ودارت مهزله وجلسه عبثيه ارتفعت فيها الاحذيه وكانت للبذاءه والصفعات الكلمه الاعلي! -------------------------------------------------- توقيت البذاءات.. وتبادل الصفع والركلات ------------------------------------------------ علي" يوتيوب" فيديو لهذا المقطع ، جري تداوله من جانب " فيسبوكيين" حاولوا ان " يؤقتوا" لبذاءات زكي بدر علي النحو التالي: قالوا في صدر الفيديو: وزير الداخليه كان رايح مجلس الشعب سنة 90 ف استجواب عن التعذيب جوا سجون الداخليه .. بدل ماسيادة الوزير يرد علي الانتهاكات الموجهه لوزارته جاب معاه تسجيلات لاعضاء مجلس الشعب اللي مقدمين فيه الاستجواب مع نسوان علي حد تعبيره في الدقيقه 3:17 وبدأوا- الفيسبوكيين - نشر البذاءات مقرونة بالتوقيت علي النحو التالي: الدقيقه 3:40 احد الاعضاء اعترض فوزير الداخليه ضربه بالقلم الدقيقه 7:00 وزير الداخليه بيقول علي العضو في المعارضه اسماعيل شكري " واد طري وفيه شوية نسونه" الدقيقه7:18 وزير الداخليه بيقول للعضو طلعت رسلان اقعد يا خ*ل يابن الش*طه"( نقلت كما كتبت علي فيس بوك) الدقيقه7:40 رفعت المحجوب رئيس مجلس الشعب يقرر طرد طلعت رسلان ( اللي اتشتم بامه) وتحويله الي لجنة القيم الدقيقه 11:23 وزير الداخليه يطعن علنا في شرف ليلي المغازي زوجة احد الاعضاء الدقيقه 11:47 احد الاعضاء يعترض و وزير الداخليه يرد: اقعد يلعن ابوك ابن كلب .. اقعد ياوسخ .. خليني اوريكو بيوتكم بيحصل فيها ايه" الدقيقه13:47 وزير الداخليه بيقول عاش الرئيس محمد حسني مبارك .. وبعدها بيقول ايه قرانيه .. وبعدها بيقول ع الاعضاء " دا انتو شوية خولا* ولاد كلب واختتم الفيسبوكيون الذين وضعوا التوقيت السابق مقارنة بماجري تحت القبه بكتابة الجمله التاليه عن الفيديو الذي يبدو انه لم يعد يظهر بسهوله علي اليوتيوب : قرر رفعت المحجوب رئيس مجلس الشعب تجديد الثقه في السياسه الامنيه للحكومه وتجديد الثقه في وزير الداخليه".(...) ---------------------------------- حادثه قديمه توثق لفترتين! --------------------------------- هذا الفيديو الذي اعاد الفيسبوكيون اذاعته، وهذه الجلسه وما دار فيها حقيقة توثق لفترتين من تاريخ مصر.. ولنبدا بالفتره الحاليه.. فالحاصل ان الفيديو تداوله بعض من يسمون بالنشطاء .. وهذا مصطلح بحاجه الي ضبط .. فبعض المحامين والصحفيين والطامحين الي دور( وهم كثر حتي نفلت من فخ التعميم في واقع الامر) من كثرة استقدام الفضائيات لهم للحديث عن " فوران 25يناير " 2011 و30 يونيو 2013 " يحاولون اضفاء هاله( كاذبه حتما) عن دور يتمنونه ويتوهمونه في هذين اليومين.. فالاغراء التليفزيوني لايقاوم وعصر النجوم اللامعه( بتعبير هيكل في خريف غضبه عن انور السادات) لايزال سائدا بقوه وكل من هؤلاء يسعي اليه، وفي سعيه هذا فانه لايقترب ابدا " من حبل غسيل "ملابسه المنشاه، وحذائه "الاجلاسيه" اللامع وكرافته السينيه الملونه " تركواز حينا.. ومن قبلها الموف.. وحاليا الصفراء او الحمراء" الا اذا " اتزنق" فيه فريق الاعداد ..فلم يجدوا احدا ذو قيمه للحديث عن الاعتقالات وانتهاكات السجون، واضراب بعض ثوار واخوان يناير عن الطعام استجداء او الهابا او جذبا لتعاطف الشعب، واسترقاقا لقلبه وابتزازا لمشاعره وتحويلا لانظاره عن الجريمه الاصليه محل الموضوع والاتهام"..او اذا كان المذيع يسعي الي اضفاء بعض الحياديه علي مواقفه المنحازه غالبا الي النظام بالحق او الباطل لافرق، فيستقدم احد هؤلاء ليوجه الي النظام " وصلة اتهامات او انتقادات يكتسب بها كلاهما مصداقيه لا اساس لها في الحقيقه.. والحاصل ان عددا من امثال هؤلاء انما استخدموا " الشتام " وهذا الفيديو الموثق له لاسقاط مافيه علي وزارة الداخليه ، وكانه يجري الان وفي الفترات الحاليه، ومن هنا كانت الملاحظه المهمه التي تذيلت الفيديو واشار اليها الموقع الذي ينقلها تؤكد" ان وزير الداخليه المذكور مات وان هذا الفيديو قديم وانه يعود الي نهاية سنوات الثمانينات " ويلاحظ ايضا ان النشطاء اياهم لم يقرأوا التاريخ جيدا واختلط عليهم الامر ، فرغم توقيتهم للاحداث الا اانهم لم يعرفوا بدقه شخوص المتحدثين ،او من تطاول عليهم" زكي بذاءات" ، فالسيده المغازي مثلالم تكن زوجة احد اعضاء برلمان ذلك الزمان، بل كانت كما ذكرنا تدير منزل الباشا بعد الفوضي العارمه التي خلفتها رحيل زوجته ! و لايعرف حتي الان التفاصيل الخاصه بشان" الواد الطري اسماعيل " الذي وصفه زكي زكي بدر بهذا الوصف وانه من معارف فؤاد باشا.. لان " الخناقه وقعت قبل ان يكمل زكي حديثه. النائب الذي اعترض علي بذاءات زكي بدر وتجاوزاته تحت القبه مع زميله طلعت رسلان هو النائب الوفدي الشهير علي سلامه والنائب مصطفي برهام . لايشير الفيديو صراحة الي ان طلعت رسلان نائب الوفد تمكن من صفع زكي بدر فعلا، فهو وان ذهب اليه عند منصة الحديث، متاثرا بشده بما ساقه من تشهير وبذاءات فانه لطمه علي جسمه في اثناء محاولته ان ينتزع الاوراق من امامه ، الان زكي بدر فلم تاخذه المفاجاه او تربكه بل سرعان ما عاجل النائب بصفعه علي وجهه كانت واضحة في الفيديو رغم تجمهر الكثيرين حول الوزير لفض الاشتباك بين الاثنين . --------------------------------- شعور طاغ بالخزي والعار ---------------------------- كاتب هذه السطور لم يكن مأخوذا باجواء هذه الصفعه بقدر ماكان ماخوذا وقتها بما عرضه زكي بدر من تسجيلات ابرزها تسجيل لايمن نور زميلنا( ...) الصحفي في الوفد ( انذاك) فقد شعرت انه " يعرينا" جميعا امام الراي العام وليس امام زكي بدر ومجلس الشعب ومن يدلي اليه بالاعتراف المشين عن فبركة صور التعذيب وهو الزميل مصطفي بكري، الذي تردد انه استدرج ايمن لهذا الاعتراف كنت" عاريا" امام اعترافات ايمن،.. شعرت انني انا الذي " تعري" وليس هو .. لااعرف شعوره في تلك " الكارثه .. مايهمني في هذه اللحظه من استرجاع هذه الذكري بكل " حلوها " وبكل " مرارتها" هو انني " بكيت يومها بشده .. في ذلك النهار البعيد كنت عائدا من الاسكندريه ،ترافقني زميله من مكتب الانباء ،وكان علينا ان نكتب تفاصيل الجوله التي استعرضنا فيها شواطيء الاسكنديه وقلعتها واماكن التنزه فيها و استعداداتها القصوي لموسم سياحي ساخن، وبينما نحن غارقان في استرجاع التفاصيل ، حان وقت "ايمن نور"حيث اذاع ذكي بدر تسجيله..ولم ادر بنفسي الا ودموعي الساخنه تنهمر فتبلل وجهي .. بكيت حتي سمعت صوتي الدامع االباكي.. كنت اشعر كرجل بالخزي والعار امام زميلتي!وخالجني شعور عارم بانني " مش هاقدر اوري وشي للناس تاني" !! مع ان الجريمه والتسجيل ل" يمن نور وليس لي !.. تخيلت انني لن اقوي علي السير في الشارع في اليوم التالي، او اباهي بانني " صحفي" وفين ؟ في جريدة الوفد!( تركت الزميله المهنه بعدها بقليل وسعت للزواج من رجل لا يمتهن مهنة الصحافه!) ------------------------------ الصفعه شاهده علي عصر باكمله --------------------------------------- اذا نظرنا الي الفيديو .. او ماجري انذاك زاوية ما كان يجري في عصر مبارك فتلك قصة اخري مفجعه ومفزعه حقا ! فمما يلفت النظر ان حسني مبارك لم يقم باقالة وزيره الشتام او يعاقبه او يوبخه .. واذا كانت تلك احدي السقطات التي حدثت ومااكثرها في مجلس يتراسه الدكتور رفعت المحجوب ،فانه احدي ابرز سقطات وعناوين عصر مبارك .. انه يذكرني دوما باسلوب مبارك في التشهير بمعارضيه وارهاب كل من يخرج عن الطابور .. لقد كانت مخاوف رجل كمصطفي الفقي ، الذي خدم النظام ودافع عنه بالباطل او بالحق مثل مصطفي الفقي( وكان رئيسا للجنة العلاقات الخارجيه بمجلس الشعب وسكرتير مبارك السابق للمعلومات) وارتعابه الدائم خشية غدر مبارك ورجاله به ،كاشفة عن مخاوف عشرات ممن تعاملوا مع مبارك وزمانه، حتي ان الفقي اعترف بذلك علنا في احد تصريحاته قائلا :ان هذا النظام كان يمكنه تشويه وايذاء اي شخص ، باخراج البلطجيه له ( وكان يمكن ان يكونوا من الرجال او من النساء علي السواء ) للنيل منه ومرمطته علنا امام الجميع بدون وازع او ضمير ! لذلك لم يكن غريبا ان يعتبر مبارك ماحدث وكانه " قرصة ودن زايده حبتين" من وزير الداخليه ، ولذا فانه لم يفعل شيئا سوي ان يطلب من رئيس وزرائه عاطف صدقي ان يحاول كبح جماح وزير البذاءه .. ولكن كيف وقد انفلت عياره فيما بعد حتي انه قضي علي نفسه بنفسه كما سيرد لاحقا! استمع فواد باشا لبذاءات الوزير ووصلة الشيمه التي رصع بها جبين مجلس شعب مبارك - المحجوب.. وهو لا يكاد يصدق ما حدث .. ولم يفاجئه بالطبع ان رفعت المحجوب سوف يعلن تحويل طلعت رسلان الي لجنة القيم التي اسقطت عضويته فيما بعد .. جري اتصال او اكثر بين الساسه البارزين في مصر وخاصة ساسة الوفد بقيادة سراج الدين وورموز التحالف الاسلامي المكون من حزبي العمل بزعامة ابراهيم شكري وتقرر في الاتصالات ايفاد وفد منهم للقاء الرئيس وليتهم ماالتقوه! الاسبوع القادم نكمل القصه......