وتمضي قوافل الشهداء الذين سقطوا فداء للوطن.. الألم يعتصر قلوبنا والغصة في كل حلق حزناً علي فراق الأحباب.. شباب طاهر شريف ذهب إلي سيناء ليلبي نداء الوطن.. وهب حياته دفاعاً عنه ولكن لله في خلقه شئون يختار من يريده إلي جواره.. فكانت العملية الإرهابية الخسيسة في منطقة «كرم القواديس» وسقط 30 شهيداً من خيره شبابنا وأولادنا الكرام البررة.. وأصيب ثلاثون آخرون عاهدوا الله علي العودة إلي أرض سيناء الحبيبة ليستكملوا مسيرة تطهيرها من دنس الإرهابيين.. عاهدوا الله رغم إصابتهم علي العودة والقتال مرة أخري، فإما النصر وهو قادم لا محالة بإذن الله وإما الشهادة.. فهذه هي عقيدة الجندية المصرية النبيلة التي لا تعرف اليأس لأنها في رباط إلي يوم القيامة.. كما قال الرسول الكريم محمد صلي الله عليه وسلم.. إنهم فتية آمنوا بربهم في حرب بلا هوادة ضد العناصر الإرهابية المفسدين في الأرض. منذ ثورة 30 يونية 2013 وتحالف الأوغاد في الداخل والخارج لا يريدون لنا أمناً ولا استقراراً ولا نماء.. أعلنوا الحرب علي الشعب والجيش والشرطة.. ولكنهم نسوا أن هذا الشعب الصامد الصابر وجيشه وأمنه لا يلين له عزم ولا يرضي لنفسه الدونة أبداً.. تحالف الأوغاد في أمريكا والاتحاد الأوروبي وإسرائيل وتركيا وقطر وصبيانهم من جماعة الإرهاب الإخوانية في الداخل والخارج.. قرروا النيل من مصر وشعبها وجيشها العظيم.. فكانت العمليات الإرهابية القذرة المتتالية منذ 14 أغسطس 2013 حين دبروا مذبحة رفح الثانية التي سقط فيها 25 جندياً.. كانوا في طريقهم لوحدتهم لاستلام شهادة إتمام الخدمة العسكرية.. شهدوا خلال خدمتهم الوطنية الكثير من المعاناة، ولكنه معدن الرجال أدوا واجبهم لآخر يوم.. وسقطوا شهداء للغدر والخيانة والخسة من شياطين الإنس التي لا تعرف قلوبهم رأفة ولا رحمة.. حين قيدهم المجرمون وأطلقوا عليهم الرصاص من الخلف.. وتوالت قوافل الشهداء في سيناء في عمليات جبانة بهدف إسقاط الجيش المصري.. ولكن الجيش العظيم درع الوطن لا يلين له عزم تقبل صابراً سقوط شهدائه الأبرار.. حتي لا تسقط مصر علي يد الإرهابيين والتكفيريين والمجرمين في الداخل والخارج. مصر في حالة حرب حقيقية وفي حالة حصار من كل جانب ولولا يقظة الشعب والجيش لتحقق للأعداء والإرهابيين أغراضهم الدنيئة.. منذ سقوط ليبيا ومخازن سلاحها تم توجيهها إلي داخل البلاد علي يد جماعة الإرهاب الإخوانية خلال السنة التي حكم فيها مرسي.. أسلحة قتالية لا تستخدمها إلا الجيوش.. تم تهريب كميات كبيرة منها إلي غزة ليس لاستخدامها ضد العدو الصهيوني.. ولكن تم تخزينها لردها إلي سيناء مرة أخري لإعادتها إلي نحور الجنود المصريين البواسل.. تهريب السلاح يأتي من ليبيا والسودان والبحر الأحمر وغزة إلي داخل الحدود المصرية بغرض دعم الإرهابيين وإسقاط الدولة.. ماذا تفعل صواريخ ال «آر. بي. جي» ومضادات الطائرات في يد الإرهابيين والمجرمين في سيناء والصعيد.. هل يتصور أحد أن المشاجرات التي تقع بين العائلات في الصعيد يتم استخدام أسلحة متطورة لم تصل إلي يد الجيوش المنظمة حتي الآن.. إنه الإرهاب الذي يريد إسقاط مصر ويريد تفتيتها وتحويلها إلي دويلات لخدمة أمن واستقرار دولة العدو الإسرائيلي لتبقي هي الدولة الوحيدة القوية في المنطقة.. ولكن ثورة 30 يونية أفشلت المخطط وفشل مشروع الشرق الأوسط الكبير بيقظة الشعب والجيش المصري. نحن في معركة حربية حقيقية - كما قال الرئيس عبدالفتاح السيسي - وربما يطول أمد هذه المعارك مع الإرهاب لأنه يتلقي تمويلاً ودعماً خارجياً كبيراً.. بل هناك بعض الإرهابيين من دول مختلفة تسللوا إلي سيناء من أجل تحقيق وهم ما يسمي بالدولة الإسلامية.. التي يتحالف من أجلها جماعة الإخوان الإرهابية وتنظيم «داعش» وتنظيم القاعدة وتنظيمات أخري عديدة تدور في فلك المحظورة الإرهابية.. هل ننسي تهديدات قادة الجماعة الإرهابية أثناء اعتصام رابعة بأنهم سيحرقون ويدمرون ويقتلون حتي يعود «مرسي».. أعلنوا أنهم سيعيثون في الأرض فساداً حتي يعود رئيسهم المعزول.. أعلنوا أن الهدوء والاستقرار سيعود للبلاد بمجرد عودة «العياط» إلي سدة الحكم.. ولكن الشعب لا يخنع ولا يسقط ولا يخضع لأحد سار في طريقه متحدياً الإرهاب والعمليات القذرة مضحياً بأعز أبنائه من رجالات الشرطة والجيش.. قد تطول فترة المواجهة في سيناء وفي مناطق عدة بأرض الوطن.. ولكن النصر سيكون حليف الشعب وجيشه وما النصر إلا من عند الله. أهالي سيناء مواطنون شرفاء مصريون كاملو الأهلية.. لا يجب انتقاص شيئاً من حقوقهم في التنمية والتعليم والصحة والثقافة.. لذلك فتعمير هذه المساحات الشاسعة من أرض مصر هو خط الدفاع الأول عن سيناء من الإرهاب ومن المطامع الأمريكية الصهيونية ومن جماعة الإخوان الإرهابية.. البداية هي التعمير الذي طال غيابه رغم ما تحمله باطن هذه الأرض المقدسة من ثروات معدنية وإمكانيات زراعية ومواد خام للصناعة.. لابد من المواجهة بكل حسم للخطاب الديني التكفيري المتطرف علي أرض سيناء، وعدم تمكين الإرهابيين المتطرفين من اعتلاء المنابر وسيطرة الأوقاف علي المساجد الأهلية المنتشرة في رفح والشيخ زويد ونخل وبئر العبد والعريش.. الإجراءات الأمنية التي تتخذها قوات الجيش والشرطة في رفح المصرية ضرورة في المواجهة ضد الإرهابيين ولكن لا للتهجير القسري.. فلا يجب أن ينقل مواطن بعيداً عن أرضه إلا في أضيق الحدود للضرورات الأمنية حتي لا يتحول هؤلاء إلي قنابل موقوتة ضد الوطن. أتمني من حكومة المهندس إبراهيم محلب أن تركز استثماراتها في الأمن، فبدون الأمن لا تنمية ولا استثمار داخلي أو خارجي ولا سياحة.. لابد من تجفيف منابع تمويل الإرهاب.. فبدون هذه الأموال لن يحصلوا علي سلاح ولن يجندوا من يقوم بالمظاهرات والعمليات الإرهابية ولن يخرج طالب في مظاهرة داخل أو خارج جامعته.. جففوا منابع التمويل التي تتورط فيها بعض السفارات والجمعيات الخيرية الإسلامية وغير الإسلامية.. لابد من القصاص لكل شهداء مصر الذين سقطوا في ساحات العزة والكرامة حتي لا يسقط الوطن.. لا تأخذكم رحمة أو شفقة مع الإرهابيين في سيناء الذين خططوا ونفذوا عملياتهم القذرة ضد جنودنا البواسل.. لابد من الأخذ بيد من حديد علي المتظاهرين غير السلميين الذين يحرقون ويقتلون فهم معروفون في مناطقهم ولابد من اجتزازهم.. تحية للشهداء وألحقنا بهم علي خير يا الله. TALAAT