أهل تونس أدرى بشعابها، اختاروا الحزب الذى يعبر عنهم فى مجلس النواب، سقط حزب النهضة الإخوانى، وصعد حزب نداء تونس، الصناديق قالت كلمتها، ومنحت الحركة الليبرالية المعروفة بنداء تونس والتى تأسست منذ عامين ونصف العام فى قلب مرحلة الانتقال المقدمة علي مقاعد مجلس النواب، واعترف راشد الغنوشى زعيم حركة النهضة الحاكمة بالهزيمة بعد حصول حركته علي المركز الثانى. إخوان تونس لا يختلفون عن إخوان مصر عندهم هوس الحكم، وعندما أعطوا فى تونس الأولوية للتنظيم الدولى للإخوان على حساب الشعب التونسى، ولم يحسنوا استغلال الثورة هب الشعب التونسى، وساعد حركة على تصحيح «السبسى» أخطاء الترويكا الحاكمة فى الفترة الماضية. عجرفة الغنوشى المهزوم تجعله مثل إخوانه فى مصر يخلطون بين الدين والسياسة، وإخوان مرسى شاهدوا النبى يصلى خلفه وسمعوه وهو يقدمه للإمامة، والغنوشى اعتبر خسارته فى انتخابات مجلس النواب مثل صلح الحديبية الذى عقد بين المسلمين وقريش فى العام السادس للهجرة، قال الغنوشى لا فض فوه «بعد مدة قليلة أدرك الجميع أن ما قبله النبى بألا يدخل مكة هذا العام ويدخل العام القادم هو فتح مبين، وما حدث هو فتح تونس، الغنوشى يظن أن الانتخابات هى صلح الحديبية لإعادة بناء النهضة، وترتيب الأوراق، والعمل علي افشال حكومة تونس الجديدة التي ستتكون من ائتلافات يقودها «نداء تونس». نقول أمام هزيمة النهضة إن صحوة الشعب التونسى بهزيمة الإخوان من الممكن أن تكون خطوة تنتشر فى الوطن العربى، وتنجح الشعوب فى اقصاء هذا الفصيل الإرهابى عن طريق صناديق الاقتراع، وعى الشعوب هو الرهان الأخير للرد علي هذه الجماعة الإرهابية التى تأخذ أسماء مختلفة وتمارس عملاً واحدًا هو سفك الدماء، الظروف متشابهة بين مصر وتونس، سبقتنا تونس فى القيام بثورة الربيع العربى، وتعثرت، وتعثرنا، ووقعنا تحت حكم الإخوان، كما وقعت تونس، وسبقناهم بالتخلص من حكم الإخوان بثورة جديدة، وأجرينا انتخابات رئاسية، وأجروا هم انتخابات برلمانية، ونستعد لانتخابات مجلس نوابنا، ويستعدون فى تونس لانتخاب رئيس جديد فى نوفمبر القادم. باق أمامنا فى مصر خطوة على استكمال منظومة الحكم، هذه الخطوة مهمة، لابد أن نتخلص من التيارات الإرهابية ونغلق أمامها الطريق الذى تريد أن تتسلل منه إلي البرلمان، إذا كان شعب تونس قد منح حزب نداء تونس مقاعد فى مجلس النواب تمنحه التفاوض مع قوى التقدم والحداثة لإقامة ائتلاف حاكم واقصاء الاسلاميين، فإننا فى مصر لا يجوز أن يحصل هؤلاء الإرهابيون على أى مقاعد فى البرلمان، لابد أن يقصى الشعب المصرى عن طريق إرادته جميع مرشحى التيارات الدينية، الأيادى التي تلوثت فى الدماء أو التى خططت أو التى صمتت أو التي أعلنت ارتياحها للإرهاب الذى يحدث للشعب المصرى لا يمكن أن تتحدث هذه التيارات باسم الشعب تحت قبة البرلمان. أدعو كل مواطن مصرى حر يعشق تراب هذا الوطن، وانفطر قلبه علي ما حدث لابنائنا فى سيناء أن يعود إلي كلمات رئيس مصر عبدالفتاح السيسى الذى أعلن فيها ثقته فى اختيارات الشعب المصرى عندما قال إن الشعب المصرى هو صاحب الكلمة الفصل، وهو قادر علي التمييز بين الغث والسمين، وطالب الناخب المصرى بأن يحسن ويدقق فى اختيار القادر علي العطاء والإنجاز فى انتخابات البرلمان، ورئيس مصر علي ثقة بأن الشعب لن يسمح لمن قتل أبناءه وحرمه قوت يومه أن يتحدث بصوته أو أن يعبر عن آرائه. وكان الرئيس واضحًا فى حواره مع رئيس تحرير صحيفة عكاز السعودية هاشم عبده هاشم بأن الشعب لن يسمح بالبقاء إلا للأصلح. سبقتنا تونس فى انتخاب مجلس النواب، وأعطت درسا للإخوان الإرهابية، وسوف يكون الدرس الأقوى فى مصر عندما يطرد الشعب المصرى هذه العصابة من تاريخه نهائيًا.