إعلان القائمة المبدئية لمرشحي الشيوخ بأسيوط واستبعاد مرشح - صور    الشروط والأوراق المطلوبة للتقدم لمعهد تمريض مستشفى الدعاة    خريج "هندسة المنصورة" يحصد جائزة دولية من منظمة الموارد المائية    أسعار الذهب اليوم الجمعة.. عيار 18 يصل إلى 3981.5 جنيه    محافظ بنى سويف يتفقد بدء التشغيل التجريبى الجزئى لمجمع المواقف الجديد    بدون خطوات.. كيفية تعويض المتضررين من حريق سنترال رمسيس تفعل تلقائيا    وزير النقل يجري جولة تفقدية موسعة بمشروعات مينائي الإسكندرية والدخيلة    قوات الاحتلال الإسرائيلية تسرق جثامين شهداء من المقبرة التركية فى غزة    رئيس وزراء إسبانيا: ممارسات إسرائيل ستبقى واحدة من أحلك فصول القرن ال21    رئيس لبنان: قرار حصر السلاح بيد الدولة لا رجعة فيه.. والتطبيع غير وارد    مصدر بوزارة الرياضة: تأجيل انتخابات الأندية لمدة عام طبيعي بعد تعديلات القانون    علي معلول يفاضل بين عروض الخليج وتونس بعد استلام جميع مستحقاته من الأهلي    لتوفير 2000 فرصة عمل.. المنيا تطلق أكبر ملتقى توظيفي بالصعيد غدًا السبت    جوردان هندرسون يعود للدوري الإنجليزي بعد تجربة السعودية    تحريات مكثفة لكشف ملابسات العثور على جثة شخص داخل شقة فى الهرم    بسبب لعب الكرة.. ضبط المتهم فى واقعة مقتل طالب وإصابة شقيقه في قنا    5 طرق.. السكة الحديد تعلن انتظام خدمة حجز تذاكر القطارات    كريم محمود عبد العزيز ملكا لمملكة الحرير في الحلقة الأخيرة    القومي للمسرح يعلن العروض المشاركة ويكشف عن لجنة المشاهدة والاختيار    مسؤولة بالاتحاد الأوروبى: توصلنا لاتفاق مع إسرائيل بشأن المساعدات فى غزة    لبنان: قوة إسرائيلية تتوغل قرب قرية كفر شوبا الحدودية وتطلق النار على رعاة الماشية دون إصابات    زينة تنعى المخرج سامح عبد العزيز بكلمات مؤثرة    الكشف الطبي بالمجان على 1216 مواطنا في قافلة طبية بدمياط    الإيجار القديم.. مصدر حكومي: إنشاء صندوق لتمويل فارق أسعار الإسكان البديل    أحمد السقا يشعل عرض «أحمد وأحمد» في دبي بتحدي أكشن وسط تصفيق الجمهور (فيديو)    يعرض حاليًا.. الجمهور المصري ينفق 133.7 مليون جنيه لمشاهدة فيلم (أبطاله وقصته)    قائد عسكري أمريكي: الصين فشلت في إرغام الدول للتنازل عن حقوقها في بحر الصين الجنوبي    الولادة القيصرية «المخطط لها» تزيد من خطر إصابة الطفل بسرطان الدم «دراسة»    بكين تنفي تخزين بيانات لمستخدمين أوروبيين في إطار تحقيق بشأن «تيك توك»    ضبط 125 كجم أغذية فاسدة في العبور وتوصية بغلق 3 منشآت غذائية بالقليوبية    حماس تدين عقوبات واشنطن على ألبانيزي    ‮«‬فوات ‬الأوان‮»‬‬ كتاب ‬يحرض ‬على ‬صنع ‬‬الصور    هل يجوز أن أنهى مُصليًا عَن الكلام أثناء الخُطبة؟.. الأزهر للفتوى يوضح    بعد فيديو عملية المقاومة بخان يونس.. يديعوت أحرونوت: فضيحة جديدة    مي كساب: الستات مظلومة.. واختفاء الرجالة مش هيزعلنا| حوار    مشروب طبيعي تناوليه مرة واحدة يوميا لإنقاص الوزن    ترقبوا خلال ساعات.. نتيجة الدبلومات الفنية 2025 بالمنيا والمحافظات فور اعتمادها رسميًا    النيابة تحقق في مصرع سائق إثر انقلاب تريلا محمّلة بالخرسانة في سفاجا    إصابة شاب سقط على جسم صلب أثناء الغطس على شاطئ الفيروز في مطروح    بيومي فؤاد يوجه رسالة رثاء ل سامح عبدالعزيز: "أعمالك حية بروح موهبتك وبصمتك"    بعد استقالته من النواب.. نائب عن مستقبل وطن يسحب أوراق ترشحه على الفردي بالشيوخ    الإفتاء توضح الحالات التي يُباح فيها للمصلي قطع الصلاة    «أزهر وأوقاف وإفتاء».. انطلاق قافلة دعوية إلى مساجد شمال سيناء    "قصص متفوتكش".. إمام عاشور في حفل محمد رمضان.. وزواج كريم بنزيما    توجيهات بتوفير المياه للمناطق النائية بمطروح وتحسين الخدمة    حسام موافي يحذر من أعراض خطيرة.. تنذر بمشكلة في المخ    ب«صيدلية جديدة وتحويل منتفعي 5 جهات».. عيادة التأمين الصحي تواجه الزحام ببني سويف    وزارة الأوقاف تفتتح 8 مساجد اليوم ضمن خطتها لإعمار بيوت الله    انخفاض التضخم والأسعار «محلك سر».. تراجع المعدل إلى 14.9% في يونيو 2025.. والبنك المركزي يكشف الأسباب    وزير الري: السد العالي حامي الحمى لمصر.. ولولاه لما استطعنا تحمل ملء سد النهضة    غرق سفينة يونانية ثانية في البحر الأحمر بعد هجمات حوثية مميتة    "الوشم مش حرام!".. داعية يرد على مراكز التجميل    كواليس طلب إمام عاشور تعديل عقده مع الأهلي    حديد عز ب39 ألف جنيه.. أسعار الحديد والأسمنت اليوم الجمعة 11-7-2025    عالم أزهري يوضح أعظم دروس الهجرة النبوية    مودريتش يودع ريال مدريد بكلمات مؤثرة    محمد كوفي يوجه رسالة خاصة ل شيكابالا بعد اعتزاله    لماذا حرم الله الربا؟.. أمين الفتوى يجيب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



علي محمد فخرو يكتب : تعامل الدولة العربية مع شبابها
نشر في الوفد يوم 23 - 10 - 2014

من المتفق عليه في الكثير من الأدبيات السياسية العربية أن نظام الحكم الذي تدار به الدولة العربية في أغلب الوطن العربي، ومنذ القدم، قائم على مفهوم حكم الغلبة .
من هذا المنطلق تصبح الدولة دولة ريعية تتوزع خيراتها من قبل الحكم، وعلى أساس مقدار الولاء والزبونية والانقياد لصاحب الثروة .
ولذا، عندما طرح في اجتماع ضمَّ خبراء ومفكرين سؤال يتعلق بماهية السياسات التي تتبنًّاها الحكومات العربية تجاه رعاية الشباب العرب وماهية نتائج تلك السياسات، كان جوابي الشخصي بأنه، في الواقع، لا توجد سياسات، وإنما توجد سياسة واحدة تتلخَّص في ضرورة احتواء شباب الأمًّة تحت جناح سلطة الحكم . قد تتجلًّى تلك السياسة في صور شتًّى ولكنها تبقى في حقيقتها سياسة واحدة .
وتحقًّق الدولة العربية ذلك الاحتواء من خلال أدوات وطرق متعددة .
فمن خلال وزارات الشباب والرياضة يتمُ الصهر والإشراف، الثواب والعقاب، الأولويًّات والممنوعات والتوجيه والإغواء . ولذلك فالرياضة، البعيدة عن السياسة والتساؤلات، تحظى بالرعاية الأكبر، بينما الثقافة المملوءة بالتساؤلات وإيقاظ الفكر والضمير، تحصل على الرعاية الأدنى .
أما لعبة الجزرة والعصا فتمارس من خلال الأجهزة الأمنية التي تحصي كل شاردة وواردة، كل الطموحات والأحلام والمواقف . فالدخول إلى الجامعات والحصول على البعثات . وامتلاك جواز السفر، والالتحاق بوظيفة، والترقيات وأمثالها يقررها التقرير الأمني وتوصياته وتحذيراته .
وفي عالم الإعلام المقروء والمسموع والمرئي يمرر إلى ذهن الشاب الغض البريء كل ما يوجه ويسيطر ويخدع ويشوش ذهنه ومشاعره ونفسيته ليبقى مستسلماً للوضع الذي يعيشه وقابلاً لمحدداته ومبرراً لنواقصه .
ثم هناك مؤسسة فقهاء السًّلاطين بعدم الخروج على طاعة وليًّ الأمر كي لا تكون فتنة . وإذا أريد غمس المجتمع في فتنة طائفية فإنًّ لديها التاريخ وكتب التراث وأساطير الصًّراعات السًّابقة وكل الرمزيات والتفاسير الدينيًّة لتغرف منها جميعاً ما تشاء .
عن نتائج تلك السياسة أشرت إلى المفارقة المذهلة لحصيلة تلك السياسة الاحتوائية وأدواتها الهائلة، والتي مورست عبر عقود طويلة منذ استقلال الدولة العربية . . الحصيلة التي تمثًّلت في ثورات وحراكات الربيع العربي، الرًّافضة لكل ما قامت عليه سياسة الاحتواء تلك، بل والرافعه لشعارات تغييرية جذرية كبرى .
لا يمكن تفسير تلك المفارقة إلا بتأكيد أن سكون شباب الأمة العربية عبر السنين لم يكن نتيجة بلادة فهم أو قبول بخطابات الاحتواء المتعددة . لقد أثبتت أكثرية شباب الأمة العربية بأنها كانت تختزن في داخلها خطابات أخرى هيًّأتها لذلك الألق الذي أضاء سماء العرب قبل أربع سنوات .
لذا فإن أيًّ تقرير سيصدر من أية جهة بشأن تمكين الشباب العربي يجب أن يشير إلى أن الخطابات السًّابقة، في شكل دساتير وقوانين لا تطَبق ولا تحترم، أو في شكل إعلام ترفيهي مضلًّل، أو في شكل توجُّه للولاء الخطأ أو للزبونية الانتهازية . . . مثل هكذا خطابات ذهب زمانها . المطلوب هو الفعل الصًّادق الشفًّاف المبني على مبادئ المواطنة والعدالة والتساوي في الفرص، الفعل المعبّر عن الحق الطبيعي والإنساني والإلهي وليس عن المكرمات والاستجداء والعطايا المذلة للكرامة الإنسانية .
لنعد إلى المقدمة لنطرح السؤال التالي: هل هكذا دولة ريعية، مثقلة بنفقات عسكرية تزيد أحياناً عن ضعف المتوسط العالمي، مبتلاة بضعف وتخلُّف الإرادة السياسية لإدارة النزاعات المذهبية والإثنية والقبلية التي تتفاقم وتهدد الوجود العربي؟ هل هكذا دولة يعتمد عليها لبناء جماهير شبابية عربية مستقلة في فكرها، حرة في ممارسة التزاماتها المدنية، مساهمة في عملية التنمية الإنسانية، متجددة في ثقافتها ومتفاعلة مع حضارة عصرها؟
دعنا نكون صادقين مع النًّفس: سواء تحدثنا عن الشباب أو المرأة أو الفقر أو الانتقال إلى عالم المعرفة أو أهداف الوحدة العربية والحرية أو الاستقلال الوطني أو القومي فإننا في النهاية سنعود إلى إشكالية الدولة العربية التي عجزت عن أن تحل المسألة التي تقوم عليها شرعية سلطتها لتصبح شرعية ديموقراطية عادلة في السياسة والاقتصاد والاجتماع والثقافة .
نقلا عن صحيفة الخليج


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.