"لا يُدلغ المؤمن من حجر مرتين"، هكذا أبت وزارة الداخلية، ألا تلتزم بحديث رسول الله صلى الله وعليه وسلم، فى مواجهة عنف تنظيم الإخوان بمحيط جامعة القاهرة، والتي وقع فيها الانفجار الثاني على التوالي بنفس الطريقة والمكان. يتمثل فحوى حديث رسول الله، في التحذير من التغفل وتكرار الخطأ، والحث على التيقظ واستعمال الفطنة، ولكن رجال الشرطة في محيط جامعة القاهرة، كانوا على غير ذلك حيث وقع تفجير اليوم، بنفس طريقة اغتيال العميد طارق المرجاوي، وإصابة نائب مدير أمن الجيزة منذ عدة أشهر أمام جامعة القاهرة، حيث أصيب نائب مدير الأمن و3 ضباط آخرين و3 مواطنين في ذات المكان بنفس السيناريو. جاء ذلك بعدما زرع مجهولون قنبلة بدائية الصنع بالمكان وتم تفجيرها عن بعد مما أدى إلى وقوع الانفجار، حيث تم زرعها بجوار كشك رجال المرور، بنفس المكان الذي تم التفجير فيه. وأعقب التفجيرات إجراءات أمنية مشددة، من قبل رجال الشرطة، فيما حدثت حالة من الفوضى، داخل أروقة جامعة القاهرة، وعلى إثرها أغلق الأمن الإداري، الباب الرئيسى للجامعة والقبة الرئيسية، وبدأ في إخلاء الجامعة من الطلاب، فيما وصلت سيارات الإسعاف وقامت بنقل المصابين من رجال الشرطة والأهالي. وحضر خبراء المفرقعات، لتمشيط المنطقة بالكامل، لرصد أي قنابل أخرى من شأنها الإضرار بمصالح المواطنين، والمؤسسات الحكومية، فيما أبطلت مفعول أخرى بجوار أسوار كلية طب قصر العينى، وهى تابعة أيضا لجامعة القاهرة. وفي إطار ذلك تفقد اللواء كمال الدالي، مدير أمن الجيزة، والقيادات الأمنية مكان الواقعة، وسط حراسة أمنية مشددة، حيث وتم فرض كردون أمني وتمشيط المنقطة بحثاً عن أي قنابل ومتفجرات أخرى، كما تم الدفع بعدد من ضباط المفرقعات والكلاب البوليسة بالمنطقة، فيما قام رجال البحث الجنائى بالحضور لموقع الحدث، وفريق من نيابة الجيزة لمعاينة الأحداث. وفي تمام الساعة السابعة عادت الحياة لطبيعتها بمحيط جامعة القاهرة، بعد أن تم إغلاق الطرق لمدة 4 ساعات، وسط تمركز أمني وأنتشار لرجال المفرقعات، لرصد أي قنابل. من جانبه، قال اللواء عبدالفتاح عثمان، مساعد وزير الداخلية للإعلام والعلاقات بوزارة الداخلية، إن التفجير الذي وقع أمام جامعة القاهرة، حدث في تمام الثالثة ونصف ظهرًا، في الجزيرة الوسطى بشارع الجامعة. وأضاف أن "عناصر البحث الجنائي قامت بتمشيط المنطقة للوصول إلى مرتكبي الواقعة"، مشيرا إلى أنه سوف يتم تفريغ كافة الكاميرات المتواجدة بمحيط المنطقة للتوصل إلى الجناة. وأوضح مساعد وزير الداخلية للإعلام والعلاقات بوزارة الداخلية، أن الانفجار نتج عنه إصابة 4 من الضباط، و2 من المجندين، و4 من المواطنين بينهم سيدة، وتم نقلهم إلى مستشفى قصر العينى والشرطة بالعجوزة . ورجح "عثمان" تورط عناصر من طلاب جماعة الإخوان فى الواقعة، مشيرا إلى أن وزارة الداخلية رصدت اليوم دعوات من طلاب الاخوان بجامعات عين شمس والازهر وحلوان للخروج فى مجموعات لاقتحام جامعة القاهرة من ناحية بابي كلية دار العلوم والتجارة. وقال إن وزارة الداخلية وضعت التدابير اللازمة لإحباط هذه المحاولة، وتم ضبط 12 من هؤلاء الطلاب، مشيرا إلى أنه بعد إنصراف مجموعة من هؤلاء الطلاب الذين تجمعوا بشارع الجامعة وقع هذه الانفجار ويرجح أن يكون هناك ربط بين هؤلاء والتفجير. وأشار إلى أن من خلال الفحص المبدئي للقنبلة، تبين أنها عبوة محلية الصنع كالتي يستخدم عناصر الإخوان في أحداث العنف التي شهدتها البلاد من قبل، موضحا أن رجال الحماية المدنية فرضوا كردونا أمنيا ويجري فحص وتمشيط المنطقة للوصول الى أي عبوات أخرى وإبطالها. وقال الدكتور محمد سلطان رئيس قطاع الرعاية العاجلة فى وزارة الصحة، إنه قد تم نقل 5 مصابين إلى مستشفى القصر العينى جراء انفجار جامعة القاهرة، وحالة واحدة إلى مستشفى الشرطة بالعجوزة، مشيرا إلى أن حالة المصابين مستقرة، والإصابات أغلبها شظايا بسيطة وسوف تعالج. ومن المقرر خروج تلك الحالات خلال ساعات، مشيرا إلى أن حالة واحدة فقط مصابة بجروح تهتكية فى القدم، مؤكدا أن درجة الإصابات تتراوح مابين متوسطة وبسيطة.