هل ستنجح الجماعات المتطرفة فى تكوين شبكة إرهابية تحاصر دول المنطقة؟، هل سنفاجأ فى أحد الأيام باحتلال هذه التنظيمات البلدان العربية؟، ماذا فعلت مصر والحكومات العربية تجاه الجماعات الإرهابية فى الدول الإفريقية؟، هل ستنشغل أجهزتنا الأمنية فى محاربة أنصار بيت المقدس، وداعش، والسلفية الجهادية، وجبهة النصرة؟، لماذا لا نفكر جديا فى تشكيل تحالف دولى لمحاربة جميع التنظيمات الإرهابية فى إفريقية والبلدان الإسلامية الأسيوية؟. الذى يتابع العمليات الإرهابية فى البلدان الإسلامية يكتشف أن تشابك وتعاون بعض التنظيمات فى بعض البلدان الإفريقية، خاصة فى غرب إفريقيا، ويتوقع أنها قد شكلت بالفعل شبكة إرهابية كبيرة وقد تتطور هذه الشبكة لتضم جماعات إرهابية فى بلدان أخرى، مثل حركة شباب المجاهدين فى الصومال، وبوكو حرام فى نيجيريا، والحزب الإسلامى فى تركستان الشرقية، وجيش المهاجرين الأنصار الشيشانية، وكتيبة الإمام البخاري الأوزبكستانية. منذ سنوات قليلة، ربما عام 2012 قام تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي بالانتقال من الأراضى الجزائرية إلى دولة مالى، ومساعدة جماعتي التوحيد والجهاد في غرب افريقيا وانصار الدين في مناطق شمال مالي، وقد انتقل العديد من الإرهابيين العرب والآسيويين إلى إفريقيا وانضموا لهذه التنظيمات فى مالى (أنصار الدين)، ونيجيريا (جماعة بوكو حرام). وفى الشهور الماضية انتقل العديد من الإرهابيين بدول آسيوية وأفغانية وعربية وأفريقية للقتال فى صفوف داعش فى العراقوسوريا وجبهة النصرة، ومع أنصار الشريعة وكتيبة البتار فى ليبيا، كما انضم لهذه التنظيمات بعض المتطرفين من بلدان أوروبية، وهو ما يعنى أن الإرهابيين أصبحوا قاب قوسين لتشكيل تنظيم عالمى يضم جميع الإرهابيين الإسلاميين فى بلدان العالم، ويعنى كذلك أنهم سوف يغزون البلدان العربية. قبل فترة كتبت هنا ونبهت وطالبت الأجهزة الأمنية المصرية بتأسيس قاعدة بيانات للجماعات الإرهابية الإسلامية فى بلدان العالم، تضم تاريخ تأسيسها، والفكر الذى تتبناه، وقيادتها، ومواقعها، وأسماء وصور أعضائها، وتاريخ حياة كل منهم، والمناطق التى ولدوا فيها، ودرجة تعليمهم، والمستوى الاجتماعى لكل منهم، وطالبت فى مقالات تالية بتشكيل جبهة موحدة مع الأجهزة الأمنية فى بلدان العالم لتبادل المعلومات والتحركات وصور الجماعات، وطالبت بتخصيص مجموعات من الضباط والباحثين لمتابعة كل مجموعة على حدة وكل جماعة بعينها فى بلد ما. وطالبت كذلك بأن تشترط مصر على الولاياتالمتحدة أن يحارب التحالف الدولى جميع الجماعات المتطرفة فى بلدان العالم، ولا يقتصر فقط على مواجهة داعش فى سورياوالعراق. واليوم ننبه ونحذر من التنظيمات الإرهابية فى البلدان الإفريقية، حيث يمكن انتقالها بسهولة عبر الجزائر وليبيا وتونس والسودان إلى مصر والبلدان العربية، ونحذر كذلك بأن الوضع الحالى فى المنطقة العربية والإسلامية يفضى إلى توقع قد نفاجأ به غدا أو بعض الغد وهو تشكيل شبكة موحد كبيرة للجماعات المتطرفة فى أفريقيا والبلدان العربية والأوروبية والآسيوية. لهذا نطالب بتشكيل جبهة عالمية لمحاربة الإرهاب، بداية من العراق وليبيا وسوريا وغزة واليمن ومالى ونيجيريا والسودان وجميع البلدان الافريقية التى لا تستطيع جيوشها مواجهة الإرهاب. نظن ان البلدان الافريقية ستكون البوابة الرئيسية لتأسيس شبكة الإرهاب العالمية، فهل سنعمل على إجهاضها والقضاء عليها؟.