لا تقتصر متاعب المخرجين السينمائيين في غزة على نقص التمويل والمعدات والمنشآت فبعد أربعة أعوام من حكم حركة المقاومة الإسلامية حماس تتزايد وطأة الرقابة على الفنانين في القطاع. وفيلم (ماشو متوك) الذي أخرجه المخرج خليل المزين من غزة تدور أحداثه في أعقاب حرب 1967 عندما احتلت القوات الإسرائيلية قطاع غزة. وعرض الفيلم في مهرجان كان السينمائي بفرنسا لكن عرضه منع في غزة بسبب مشهد مدته أربع ثوان تظهر فيه فتاة شعرها طويل تمر أمام جنود اسرائيليين ينظرون اليها في اعجاب. وقال مساعد المخرج أحمد أبو نصر الذي أحبطه قرار منع عرض الفيلم بس فيه علينا هذه الرقابة عن جد هي صارمة جدا جدا. لمجرد انه مشهد بنت ماشية امام الجيش في فيلم يمنع فيلم زي هيك حرام. ويتعين الحصول على موافقة وزارة الثقافة في غزة على الاعمال الفنية قبل عرضها للجمهور ويشكو فنانون مستقلون من ان الوزارة تتخذ اجراءات صارمة اذا كان المحتوى الفني لا يتفق مع اراء حماس الاسلامية المتشددة. لكن وكيل وزارة الثقافة في غزة مصطفى الصواف أكد أن الوزارة لا تسعى الا لمراعاة التقاليد المحلية. وقال الصواف لكن ما خالف هذه القيم لا بد ان يكون لنا فيه موقف لاننا نريد ان نحافظ على موروث مجتمع. نريد ان نحافظ على ثقافة مجتمع وليس الهدف هو محاولة المنع من اجل المنع. هذه هي قاعدة نحن نعتمدها في وزارة الثقافة والحكومة الفلسطينية. وسخر الشقيقان فنهما لتصوير الصراع بين حركتي حماس وفتح من خلال فيلم يحكي قصة شقيقين يتقاتلان لاختلاف ميولهما السياسية. وقال محمد أبو نصر فكوننا انا أشبه اخوي واخوي بشبهني في مكان مدمر يعني من بعد معركة دمر هذا المكان فبكون الجندي باستراحة ويصادف انه اثنين بقلب المكان والاثنين يبحثوا عن بعض عشان يقتلوا بعض. في النهاية لما بتقابلوا عيني في عينه هو عينه في عيني انا بدي اقتله بس مش قادر وهو بده يقتلني بس مش قادر لكن فيه نية القتل داخلي وداخله. في النهاية بتيجي اللي هي طائرة اسرائيلية بتقصف بتموت الاثنين. ولا يوجد في غزة حاليا اي دور للعرض السينمائي. والدور الثلاثة التي كانت موجودة قبل ان تسحب اسرائيل جنودها ومستوطنيها من القطاع عام 2005 اضرمت فيها النار جميعا خلال الاشتباكات بين حماس وفتح.