هل من المعقول أن دول التحالف كلها - أمريكا وكل دول أوروبا وكندا واستراليا وتركيا وغيرها – كل هذه الدول لم تستطع دحر قوات داعش، أو حتي وقف انتشارها في مدن العراقوسوريا؟ ثم هل من المعقول أيضا، ان كل أجهزة مخابرات هذه الدول لم تستطع حتي الآن، ان تعرف من هو الذي أنشأ تنظيم داعش؟ ومن الذي يمده بالمال والسلاح والتدريب والخبرة ؟؟ ومن الذي يقف من ورائه ويشد من أزره؟ اذا كان كل هؤلاء معلومين لدي مخابرات هذه الدول ، فلماذا اذن لم تتخذ هذه الدول أي اجراء ضد الجماعات التي تمول وتساعد وتمد تنظيم داعش؟ أو علي اقل تقدير تقوم دول التحالف بفضح هؤلاء أمام العالم حتي يكونوا عبرة لباقي الدول. وهل من المعقول أن تقف كل هذه الدول - التي تمثل أقوي الجيوش العالمية - عاجزة عن دحر داعش؟ وكذا القضاء علي من هم من ورائهم ويساعدونهم؟؟ بالطبع اذا ما أرادت هذه الدول ان تقضي علي عصابات داعش أو أرادت أن تفضح من هم من ورائهم لفعلت. فذلك – في تقديري – امر سهل جدا علي هذه الدول، ولكن الحقيقة المرة، أن هذه الدول كلها لا تريد دحر داعش ولا تريد أيضا فضح الجهات التي تساعد داعش، بل من الجائز ان دول التحالف هي التي تقف وتساند هذا التنظيم المسمى داعش. لقد اصبح لدي قناعة تامة بأن داعش، مثلها مثل جماعة إخوان الشياطين في مصر وكذا الجماعات الارهابية الأخرى التي ظهرت في منطقة الشرق الاوسط، كل هؤلاء صنيعة غربية ولا أقول صنيعة امريكية. إنني أعتقد أن الذي يحدث الآن في العراقوسوريا من ضربات جوية لداعش، هي في حقيقة الأمر مسرحية هزلية سخيفة، الهدف منها هو محاولة أن تصل هذه الدول لهدفها المسموم في منطقة الشرق الاوسط وهو تقسيم وتخريب المنطقة كلها. إن دول التحالف قبل هذا التحالف العسكري المفضوح، تحالفت من قبل مع بعضها لوضع مخططها المسموم المسمى بالشرق الاوسط الجديد ، والذي ستتبعه ما أطلقوا عليه الفوضى الخلاقة في المنطقة، حتي ينتهي بنا الحال لما يعرف بالشرق الاوسط الجديد المقسم والمهلهل، وبعد ذلك تبدأ الدويلات الناشئة في صراعات وحروب واقتتال فيما بينها الي ان تقضي علي أنفسها بأنفسها. في بادئ الامر كان إخوان الشياطين الحليف الوحيد لدول الغرب في تنفيذ هذا المخطط المسموم. ولولا رعاية الله سبحانه وتعالي لكانت مصرنا العزيزة صورة طبق الاصل من العراق او سوريا. لقد ألهم الله سبحانه وتعالي شعب مصر العريق للوقوف صفا واحدا في مواجهة مخطط التقسيم والتخريب لمنطقتنا العزيزة، فهب الشعب بثورته المجيدة في 30 يونيه 2013، ثم ما لبث جيش مصر العظيم، ان تحالف مع الشعب فكانت ملحمة يوليو 2013 التي انتهت بزوال هذا الطاغوت الذي جثم في غفلة من الزمن علي صدر مصر وشعب مصر. وبعد أن دب اليأس في قلوب دول التحالف الغربي من الدور الذي كلفوا به اخوان الشياطين، سارعوا بتحريك حليفهم الجديد المسمى تنظيم داعش. داعش صنيعة غربية 100% ولن يأتي اليوم أبدا الذي نسمع فيه او نقرأ ان جيوش التحالف قد دحرت أو حتي أوقفت داعش، قبل ان تتم المهمة المكلفة بها وهي تقسيم منطقة الشرق الاوسط كلها. فنحن حاليا نعيش مسرحية سخيفة بطلها الأول هم دول التحالف، أما بطلتها فهي داعش ، وسوف تنتهي هذه المسرحية – إن لم تفق شعوب المنطقة العربية - بتقسيم المنطقة كلها، حسبما تم ترسيمه سلفا. بقيت لي كلمة أخيرة أقولها للشعب المصري العظيم، إن دول التحالف ماضون في مخططهم المسموم لتقسيم وتفتيت منطقة الشرق الأوسط، ولن يدخروا جهدا للوصول الي مصر ومحاولة تخريبها وتقسيمها كما هو مخطط سلفا، ومن واجبنا جميعا أن نكون يدا واحدة وصفا واحدا لمواجهة هذا الحلف الغربي المسموم وكل أعوانه، والقضاء علي مخططهم الشيطاني. حمي الله مصر وجنبها شرور الحاقدين والكارهين.