كتب رئيس الوزراء الفرنسى السابق دومينيك دو فيلبان مقالا فى صحيفة (فاينانشيال تايمز) البريطانية، حث فيه الغرب على اختيار أسلحة السلام بدلا من تأجيج خطاب الحرب لقتال تنظيم "داعش" الإرهابى فى منطقة الشرق الأوسط. وقال دو فيلبان، فى مقاله المنشور اليوم الاثنين على الموقع الإلكترونى للصحيفة، أن هذا الأمر يؤكد ضرورة تفضيل الفعالية والكفاءة على الأيديولوجية، فلن تحقق النزعة السلمية العمياء ولا إثارة الحروب ما نبتغيه، فنحن يمكن أن ننساق إلى استخدام القوة، مع أهداف واضحة ومحدودة: تدمير آبار النفط التى تسيطر عليها داعش وقطع إيراداتها، ومنح الدعم الجوى للقوات الكردية والعراقية والجيش السورى الحر، وهى قوات تحارب داعش على الأرض. وأضاف:" أن الاستراتيجية الأساسية مع ذلك تبقى سياسية، ولا يمكن انتظار تحقيقها ببطء؛ فهى تتطلب وحدة الدول العربية ومن الممكن إعادة ترميم هذه الوحدة من خلال إجراء الحوارات الوطنية الشاملة وتعزيز حق الاعتراف بحقوق الأقليات، ولكن إلى متى؟! فالحقيقة أن السنة العراقيين، الذين يقبلون حكم داعش لأنهم يشعرون بتهديدات أكبر من قبل الميليشيات الشيعية المدعومة من جانب الحكومات الطائفية، بحاجة إلى كسب ودهم". وأوضح دو فيلبان:" أن الغرب بحاجة إلى فعل ما فى وسعه لتحقيق مبتغاه، وهو القضاء على عنف المتشددين الإسلاميين، ليس فقط من خلال القضاء على داعش، ولكن أيضًا من خلال القضاء على جذورها السياسية". واعتبر أن هناك ضرورة أخرى تكمن فى أهمية تحمل المسئولية، وقال:" أن الحرب الإقليمية فى منطقة الشرق الأوسط يمكن أن تُحل على يد دول المنطقة نفسها، فالدول السنية، وخاصة دول مجلس التعاون الخليجي، عليها قيادة الحرب، مع الحصول على الدعم الغربي، وليس العكس، كما هو يحدث فى الوقت الراهن". كما رأى دو فيلبان – الذى تولى أيضًا منصب وزير الخارجية فى عهد الرئيس الفرنسى الأسبق جاك شيراك- أن هناك أيضًا حتمية ثالثة، وهى تتمثل فى المصالحة، وقال:" أن علينا تشجيع عملية السلام فى الشرق الأوسط، فيجب تعزيز السلام بين تركيا والأكراد، وبين المملكة العربية السعودية ودولة قطر، وبين الإسرائيليين والفلسطينيين، وبين السعودية وإيران- وهو أمر أساسى بالنسبة لحل قضية المواجهة بين الشيعة والسنة". ودعا دو فيلبان – لكى يتحقق ذلك- إلى عقد مؤتمر إقليمى داشم يجمع جميع الأطياف المتناحرة بالمنطقة، وقال:" أن أسلحة السلام يمكن أن تكون أقوى من أسلحة الحرب، فهى تدعو إلى الإرادة السياسية والرؤية السليمة وتعزيز روح المبادرة". كما أكد السياسى والكاتب الفرنسي:" أن الغرب يتحمل مسئوليته عن المشاكل التى يعانى منها الشرق الأوسط حاليا، وذلك نظرا لاتباع سياسات متعارضة طيلة ال40 عاما الماضية، خاصة فى واشنطن التى غذت الحرب بين الديكاتوريات القومية والحركات الإسلامية، لذلك فنحن سوف نفقد مبادئنا وهويتنا فى حال قمنا بتشجيع الأمن فى المنطقة من خلال استخدام القوة، وسوف نعيش فى خوف دائم من الآخرين، لذلك فإن السلام هو الفرصة الوحيدة الحقيقية التى تلوح فى الأفق أمامنا حاليا" / على حد قوله/.