وسط تكبير وتهليل ودموع التائبين ووسط فرحة وسعادة من جموع الحجيج واصل أكثر من ثلاثة ملايين حاج من ضيوف الرحمن مناسك الحج ورمى الجمرات الثلاث فى مشعر منى، مبتدئين بالصغرى، ثم الوسطى، وأخيرًا الكبرى اقتداء بسنة رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وسط زحام شديد على جسر الجمرات بسبب افتراش حجاج الداخل والحجاج الفرادى ومداخل جسر الجمرات لعدم وجود مخيمات خاصة بهم بمشعر منى. وبذلت السلطات السعودية جهودا مكثفة فى تأمين موسم الحج ورفع إشغالات الحجيج غير المرخص لهم بذلك وقامت بتكثيف أمنى وطبى غير مسبوق من السلطات حيث انتشرت قوات الأمن السعودية من الرجال والسيدات على الجسر والطرقات والمحاور والطرق الرئيسية والفرعية لتأمين أكبر تجمع بشرى فى العالم تدعمهم طائرات الهليكوبتر تجوب وتحلق فى سماء المشاعر المقدسة بالمملكة لفرض حالة من الأمن والأمان والتدخل فى أى لحظة. وانتشر أكثر من 30 ألف ضابط وفرد وجندى مدعومين بالآلاف من سيارات الشرطة والنجدة والإسعاف فى محيط المشاعر. من ناحية أخرى قضى ملايين الحجاج ثانى أيام التشريق الثلاثة بمشعر منى يرمون الجمرات ويرجمون إبليس اللعين اقتداء بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وسنته الشريفة حيث يمكثون، يومين من أيام التشريق للمتعجلين منهم امتثالًا لما ورد فى القرآن الكريم: «فمن تعجل فى يومين فلا إثم عليه»، بينما يتبقى غير المتعجلين فى المشعر حتى غروب شمس رابع أيام عيد الأضحى، حيث تنتهى مناسك الحج شرعيًا. وأعلنت مصادر سعودية أنه فى مشعر منى ذبح ونحر أكثر من 545 ألف رأس من الأضاحى حتى أمس فى سبعة مجازر تابعة لمشروع السعودية للإفادة من الهدى والأضاحى وذلك من خلال صكوك الأضاحى الذى دفعها كل حاج ويبلغ قيمة الصك 490 ريالاً سعوديا كما حددت قيمته دار الإفتاء والإرشاد السعودية ويعرف بصك الهدى ولابد أن يتم دفعه قبل العيد حتى تتمكن السلطات السعودية من شراء الأضاحى ونحرها وتوزيع لحومها على المستفيدين من الفقراء من الأفراد وبعض الدول وقدرت ب19 دولة هذا العام.
وأوضحت مصادر سعودية أن الأضاحى شملت 179.025 رأسا من الأغنام، و366 ألف رأس من الجمال والأبقار، متوقعا أن يحقق المشروع هذا العام رقما قياسيا قد يتجاوز ما حققه العام الماضي، خاصة الأغنام، حيث تم ذبح ونحر أكثر من 769 ألفا من الأغنام، وتوزيعها على مستحقيها من فقراء الحرم وجمعيات البر والمؤسسات الخيرية فى السعودية.