أثار النبأ الذى نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية بشأن إيفاد ضباط إسرائيليين لإثيوبيا جدلا كبيرا وتساؤلات حول ما إذا كانت إسرائيل لها تدخل فى بناء سد النهضة، خاصة فى ظل التقارب الأخير لمصر وإثيوبيا، هل لاستفزاز مصر أم أنها رسالة مشفرة أن إسرائيل وراء بناء سد النهضة. هذه التساؤلات دفعت "مولاتو تيشومي" رئيس إثيوبيا نفسه الإدلاء بتصريح يؤكد فيه أن أديس أبابا لم ولن تتعاون مع إسرائيل، وهي منفتحة على مصر إذا أرادت المساهمة في ذلك، فيما كشف أن الخرطوم تعد من أكبر الداعمين وتمول رسميا السد. وأشار "تيشومي" إلى أن عملية البناء في مشروع سد النهضة الإثيوبي بلغت 40٪، وأن بلده سينهي المرحلة الأولى بحلول يونيو المقبل، لتنتج 700 ميجاوات من الكهرباء. وأوضح خبراء فى الشئون السياسية تعليقا على إيفاء ضباط إسرائيليين إلى إثيوبيا أن إسرائيل تطور وتوطد علاقاتها بدول شرق أفريقيا حتى تستخدم تلك الدول فى الضغط على الشعوب العربية وخاصة مصر لأن إسرائيل تدرك تماما أن المياه كانت سببا هزيمتها فى حرب 1973 لتحكمها فى مضيق باب المندب، فلا يدور حديث عن صراع المياه إلا وكانت إسرائيل اللاعب الخفى، لذا تقوم بتوطيد علاقاتها مع إثيوبيا بشكل ملحوظ، سواء بتوسيع استثماراتها هناك أو إمدادها بصفقات أسلحة، وكانت ابرز الأنشطة استيراد البقر من إثيوبيا، كل هذا تستخدمه كغطاء يخفى أغراضها الاستخباراتية التى تخدم الموساد الإسرائيلى. وذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، أن الجيش الإسرائيلى سيرسل الأسبوع القادم وفدًا عسكريًا إلى إثيوبيا يضم 50 ضابطًا، حيث تم إرسالهم من قبل شعبة القوة البشرية التابعة للجيش الإسرائيلى. وأضافت الصحيفة أن الزيارة ستستمر لمدة أسبوع كامل، حيث أعلن الجيش الإسرائيلى أن الهدف من الزيارة هو لأغراض الدراسة والتبادل الخبرتى فى مجال العلوم العسكرية. فقد أصبح ل"إسرائيل" وفد عسكري يتواجد بشكل دائم في إثيوبيا منذ عام 1966، يتكون من 100 ضابط وقائد عسكري إسرائيلي، حيث تقوم إسرائيل بتدريب وتأهيل القوات الخاصة للجيش الإثيوبي، وكان ل"إسرائيل" منفذ خاص بميناء "مصوع" الإريتري على البحر الأحمر، وكانت السفن الإسرائيلية تتوجه للصيد أمام سواحل إثيوبيا في البحر الأحمر ، بسبب الأزمات التى تواجها مع القوات البحرية المصرية المنتشرة في البحر المتوسط. وهناك أقاويل تردد أن السفارة الإثيوبية لدى "إسرائيل" نشرت ملفًا عن "سد النهضة" باللغة العِبرية، أوضحت فيه أن الإسرائيليين يساهمون في تمويله، داعية الشركات الإسرائيلية إلى المساهمة في تمويل المشروع عبر شراء هذه السندات، وأوضحت أن الأمر يحتاج فقط لملء استمارة وجواز السفر وصورة من بطاقة الهوية وصورة شخصية واحدة. وأكد رئيس مشروع تنمية أفريقيا وربط نهر الكونغو بنهر النيل أن هناك معلومات توضح أن هناك سدودا جديدة سيتم بناؤها في أثيوبيا بدعم إسرائيل وقطر وتركيا “، نظرا لما تريده إثيوبيا بزيادة نسبة المياه المحجوزة من 14 مليار متر مكعب إلى 200 مليار.