خطوات جديدة خطاها "التيار الشعبي" بعد قرار تحويله إلى حزب سياسي يشارك فى الحياة السياسية ويتمتع بحقوق جديدة تعطيه قبلة الحياة من خلال البرلمان المقبل، على رغم ضعف الحياة الحزبية فى مصر، إلا أن قرار تأسيس حزب التيار الشعبي جاء تكليلاً للمجهودات التى قام بها خلال الثورتين. يذكر أن تأسيس حزب التيار الشعبي جاء فى الذكرى الثانية لتأسيسه ليثير الكثير من علامات الاستفهام حول الأسباب التى دفعت مؤسسيه الى اتخاذ هذا القرار فى ظل اقتراب الاستحقاق الأخير لخارطة الطريق، كما أثار غياب مؤسس التيار حمدين صباحي عن احتفالية تأسيسه تساؤلات عدة بين أوساط السياسيين، "فمن سيرأس التيار الشعبي، وما مصادر تمويله، وما موقفه من الانتخابات البرلمانية والمحلية المقبلة؟". تم الإعلان عن تأسيس حزب التيار الشعبي فى الذكرى الثانية له، وذلك وسط حضور لفيف من القيادات السياسية، حيث حضر المؤتمر كل من الدكتور زياد بهاء الدين، نائب رئيس الوزراء السابق، وعبدالغفار شكر، وكيل المجلس القومي لحقوق الإنسان ورئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، والدكتور احمد البرعي، وزير القوى العاملة السابق، وجورج إسحاق، عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، وخالد داوود، المتحدث الرسمي لحزب الدستور، والمفكر السياسي سمير مرقص، وأحمد فوزي، الأمين العام للحزب المصري الديمقراطي، والدكتور سمير غطاس، الباحث السياسي، والدكتور سمير أمين، المفكر الاقتصادي، وصلاح عدلي، سكرتير الحزب الشيوعي المصري. تغيب عن الحضور مؤسس التيار حمدين صباحي، فى الوقت الذى كتب فيه عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "توتير": "كل التحية والدعم لشباب التيار الشعبى فى بناء حزب قوي يعبر عن الثورة ويضيف للقوى الديمقراطية ويسعى لوحدتها، آن للشباب ان يستلم القيادة". وقد بدأ قادة التيار في جمع التوكيلات الخاصة بتأسيس الحزب من المحافظات فى اليوم التالى لتأسيسه، استعداداً للانتخابات المحلية والبرلمانية المقبلة. من جانبه قال احمد كامل البحيرى، القائم بشئون التدريب والتثقيف بحزب التيار الشعبي "تحت التأسيس"، إن قرار تأسيس الحزب كان مطروحا منذ عام، لافتا إلى ان اتخاذ القرار حظي بموافقة القواعد والقيادات المؤسسة للحزب. وأضاف كامل، فى تصريحاته ل"بوابة الوفد"، آن لأي عضو من أعضاء الحزب حق الترشح على رئاسة الحزب، وذلك من خلال الرجوع للائحة الخاصة به، مشيرا إلى أن رئاسة الحزب ستأتي فى إطار تمكين القيادات الشبابية من العمل السياسي، كما أكد أن الانتخابات المحلية والبرلمانية هي أحد الأسباب القوية التي دفعت إلى تأسيس الحزب، إضافة إلى أهمية مواجهة التيارات الإخوانية ومنعها من دخول البرلمان المقبل. أوضح القائم بشئون التدريب والتثقيف بحزب التيار الشعبى أن الحزب لن يستطيع المنافسة على البرلمان المقبل بشكل فعال ولكنه يحشد الآن عدداً كبيراً من الكوادر البشرية الخاصة به لخوض الانتخابات المحلية، مشيرا الى ان تغيب صباحي عن حضور احتفالية التأسيس نظرا لظروف خاصة واجهته، كما أنه ليس مطروحا بالداخل ان يرأس صباحى هذا الحزب. فيما أوضح السفير معصوم مرزوق، عضو لجنة إدارة حزب التيار الشعبي، أن الحزب بدأ فى جمع توكيلات تأسيس الحزب، خصوصاً فى المحافظات، لافتا الى أن عدم حضور حمدين كان الهدف منه إيصال رسالة معينة الى وسائل الإعلام وهى أن حمدين لن يرأس الحزب ولن يخوض انتخابات البرلمان المقبل. أكد مرزوق أن الحزب تأسس لتسليط الضوء على شباب ثورتي يناير ويونيو، ولذلك فإن رئاسة الحزب لن تكون خارج هؤلاء الشباب، موضحا أن تمويل الحزب سيتم من خلال اشتراكات أعضائه فقط وليس أي تمويلات من الخارج. ورأى الدكتور عمرو حلمي، وكيل مؤسسي الحزب، أن تأسيس الحزب جاء لإتاحة الفرصة لوجود حزب يمثل الشباب في الفترة المقبلة من خلال الانتخابات المحلية والبرلمانية، مؤكدا أن هذا القرار كان مطروحا داخل التيار من فترة ولكن الظروف السياسية حالت دون تنفيذ هذا القرار. أكد حلمي أن التيار الشعبي يعتمد على اشتراكات الأعضاء فقط وليس أي تمويلات أخرى، مشيراً إلى أن الاتجاه للاندماج مع حزب الكرامة لم يطرح للنقاش داخل الحزب.