فاروق فلوكس، فنان كوميدى من طراز فريد، مشواره في السينما والمسرح والدراما امتد لأكثر من نصف قرن منذ عرفناه في المسرحية الشهيرة «سيدتى الجميلة». رغم تميزه فى أداء شخصية اليوناني «ديموس كرياكوس» في مسلسل «دموع في عيون وقحة» مع عادل إمام أو الخواجة بصفة عامة تحدثنا معه في هذا الحوار حول بداياته ولماذا لم يحصل علي النجومية التي يستحقها ولماذا قلت أعماله في السنوات الأخيرة ورأيه في كوميديانات هذا العصر، وانحسار الأضواء عن كثير من نجوم الزمن الجميل في العصر الحالى. سألته عن بداياته في المسرح؟ - بالنسبة لبداياتي المسرحية البعض يتصور أن بدايتي كان في مسرحية «سيدتى الجميلة» لكنني شاركت فيها مع العديد من المسرحيات منها «العش الذهبى» و«فردة شمال» وغيرها. وكنت عضواً في فرقة «الريحانى». للأسف الشديد هناك العديد من المسرحيات الرائعة لم تسجل تليفزيونياً منها علي سبيل المثال «بمبة كشر» التي شاركت فيها مع نادية لطفي وعبدالمنعم مدبولى وغيرها الكثير، كان هذا العصر بمثابة العصر الذهبى للمسرح المصرى. لماذا لم تنطلق للنجومية عقب هذه المرحلة من التألق؟ - «كل واحد بياخد نصيبه»، «في السماء رزقكم وما توعدون». سيد زيان، الزميل والصديق، اشتهر في «سيدتى الجميلة» بالأداء الشعبي وانطلق بعد ذلك، أما شكلي الأجنبي فقد أثر على معظم أدوارى وكان دور الخواجة أو اليوناني في السينما والمسرح، والمخرجون «حصرونى» في تلك الأدوار علي فكرة. وساهم شكلى وتكوينى الجسمانى في تحديد طبيعة مشوارى، من الجائز أن تكون موهوباً جداً ولكن لا تصادفك أدوار البطولة وهذا حدث مع الكثيرين ولكني أشعر بالرضا عما حققت والحمد لله ابني الفنان أحمد فلوكس ربما يكون أكثر حظاً منى، وأثبت بحمد الله موهبته في السنوات الأخيرة. هل أنت نادم علي بعض أدوارك في السينما والمسرح؟ - طبعاً أشعر بالندم علي بعض الأعمال أنا صريح جداً، على فكرة ضغوط الحياة ومشاكلها تجبر الكثير من الفنانين علي التنازل. تخيل وجود أب مسئول عن أولاد ولديه العديد من الالتزامات ماذا يفعل؟ هل يجلس في منزله بلا عمل. أنا رجل «أرزقى» لست من هواة الشعارات، لمن يقولون لا تنازل في الفن. وعلي العموم دى مرحلة وعدت. ما آخر عمل عرض عليك؟ - منذ عامين لم يعرض عليّ المشاركة في أي عمل فني، رغم أنني تألقت في العديد من المسلسلات في السنوات الأخيرة، منها دور تاجر لعب الأطفال في مسلسل «يتربى في عزو»، ومسئول الموساد في مسلسل «الصفعة» وغيرها. أنا لم أنته كفنان ولم ولن أعرض نفسي علي أحد، والميديا اختلفت عن زمان، الفضائيات كثرت والحمد لله مازال لدي طاقات هائلة، لا ينكر أحد قدرتي في تحسين شخصية اليوناني واليهودى وحتي الحريمى. ما حكاية شخصية اليونانى؟ - مفيش حكاية ولا حاجة لدي القدرة علي تجسيد الشخصية، ربما ظهر هذا بشدة في مسلسل «دموع في عيون وقحة» عام 1982 مع عادل إمام ووجد المخرجين أنني أفضل من يجسد تلك النوعية من الشخصيات، وأيضاً اليهودي كما قلت لك شكلي كده وكل شيء بقدر. وما رأيك في كوميديانات هذا العصر؟ - مفيش حالياً نجم كوميدي بالمعنى المفهوم، في إفيهات يعجبني أحمد حلمي ومعجب جداً بالفنان محمد صبحى. الحالة بشكل عام مجرد إفيهات ولكن نجوم هذه الأيام لا يقارنون أبداً بنجوم الزمن الجميل. وماذا تفعل حالياً؟ - أعكف حالياً علي تأليف كتاب حول «الخلافة الإسلامية» وخلفاء هذه المرحلة. هل هذا الكتاب يصلح كمسلسل؟ - طبعاً يصلح ولكن أين الجهات الإنتاجية. أحاول في هذا الكتاب أن أقدم عملاً قيماً يلقي الضوء على عصر الازدهار في الخلافة الإسلامية. نريد منك إلقاء الضوء علي سمات المسرح في الزمن الجميل؟ - بصراحة كان زمن جميل وراح. أعتز كثيراً بعشرات الأعمال المسرحية مع العمالقة عبدالمنعم مدبولي وعقيلة راتب وفؤاد المهندس وشويكار وغيرهم. كنا بالفعل بنحب بعض، والفرصة متاحة للجميع للنجومية. شاهد بنفسك مساحة الدور لي ولسيد زيان في «سيدتى الجميلة» وكنا في تلك المرحلة في بداية الطريق. زمن المسرح الجميل لم يأت من فراغ. الجميع كان يسعي لنجاح العمل المسرحى من خلال مسرح الريحانى وقد خرج عشرات النجوم الذين حملوا لواء المسرح والسينما.