بالنظر إلى ملف إنجازات الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال المائة يوم، يتضح أن تهليل الجماعة بإنجازات الرئيس المعزول محمد مرسي خلال المائة يوم لم يكن سوى "فرقعة في الهواء". فمائة يوم من الأسى والحسرة والأعباء التي طالما عاني منها المواطنون خلال المائة يوم الأولى في حكم المعزول لا يمكن مقارنتها على الإطلاق بمائة يوم من الإنجازات الحقيقية والانتصارات التي غمرت نفوس الشعب بالسعادة. وعلى الرغم من الظروف الصعبة التي واجهت حكم الرئيس السيسي ومكافحته للإرهاب الذي يحاصر البلاد منذ ثورة 30 يونيو، إلا أنه استطاع في غضون مائة يوم أن يعيد التفاف الشعب حوله وتوحيدهم على قلب رجل واحد ليقفوا جميعا في مواجهة أعداء الوطن، ثم ينشأ الاستثمارات التي تقوي قلوب المصريين وتدفعهم جميعا إلى المساعدة في بناء الوطن. فهكذا يكون رجل الدولة المهموم بوطنه وشعبه وهكذا تكون إنجازته، وليبقى السؤال "هل يمكن مقارنة رجل دولة يعمل جاهداً على خدمة البلاد والنهوض بها برجل متهم في قضية التخابر مع جهات خارجية ضد الدولة؟". مائة يوم من الأسى مروا في حكم الرئيس المعزول محمد مرسي، تألمت خلالهم البلاد لتعمده التمهيد لجماعته بالاستيلاء على الدولة، إلا أن إرادة السماء أبت إلا أن تحمى البلد التي توعد الله بحفظها، ليأتي الرئيس عبدالفتاح السيسي ليدير البلاد وليعطي رسالة حاسمة للجماعة بأن ما فعله المعزول خلال المائة يوم ليست سوى "فرقعة". فطالما اعتاد مرسي خلال فترة حكمه على الكلمات والوعود التي سرعان ما تتبخر ليحل محلها أوامر جماعة الإخوان الإرهابية، ولم يستثن منها المائة يوم الأولى التي جعلها في برنامجه الانتخابي كفترة حاسمة لتنفيذ مشروعه الذى سماه بالنهضة، ولكن بعد مرور مائة يوم اكتشف الشعب أن برنامجه ليس سوى أوهام حاول بها العبث بعقول الشعب. لقاءات: لقاء مرسي بأحمد زويل التقى مرسي الدكتور أحمد زويل، العالم الحائز على نوبل، يوم 3 يوليو لبحث سبل دعم مدينة زويل للعلوم، التي أثارت فيما بعد مشكلة قضائية مع جامعة النيل حول أحقية ملكية الأرض استمرت أثرها لفترة طويلة حتى حُكم لصالح جامعة النيل، ويعرض عليه رئاسة الوزراء إلا أنه يعتذر قائلا إنه لا يطمح إلى المناصب. لقاء مرسي بخالد مشعل سرعان ما أعلن المعزول ميوله الإرهابية عندما بادر باستقبال خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، غداة يوم 19 يوليو، ليؤكد انتماءه الأول إلى جماعة الإخوان التي خرجت من عباءتها حركة "حماس". كما اجتمع في اليوم ذاته بالرئيس الفلسطيني محمود عباس، في محاولة للمصالحة الفلسطينية حسبما أعلنت مؤسسة الرئاسة آن ذاك. لقاء مرسي بقائد حماس واستكمالاً لوفاء المعزول لرفقائه من حركة "حماس".. التقى المعزول إسماعيل هنية، قائد حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في 26 يوليو بقصر الرئاسة بشكل رسمي، مدعيا أنه يتناول معه آخر المستجدات في جهود المصالحة الفلسطينية، وأنها استكمالا باللقاءات التي بدأها بالرئيس الفلسطيني محمود عباس والقيادي بحركة حماس خالد مشعل. لقاء بالفنانين ووعود تتبخر التقى المعزول يوم 5 سبتمبر ب80 شخصية من المثقفين والفنانين والمبدعين بقصر الاتحادية بحضور وزير الإعلام صلاح عبدالمقصود، الذي آثار الجدل حوله في أواخر عصر الإخوان، ليعلن عن استيائه من التصريحات المسيئة للفن والموجهة لإلهام شاهين من أحد المشايخ. كما ناقش قضايا الإبداع والحريات وصناعة السينما والتخوف من سيطرة الإخوان على مقاليد الأمور، ويبدو أن ما وعد به خلال لقائه سرعان ما تبخر حيث شهدت النصف الأخير من عام حكمه تقييضا على الإبداع وتهميشا للمثقفين. لقاء بالرئيس السوداني التقى المعزول الرئيس السوداني عمر البشير يوم 16 سبتمبر، ناقش خلاله الطريق البرى الذى يربط مصر بالسودان ومناقشة العديد من القضايا العربية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وتوثيق العلاقات والتبادلات التجارية بين البلدين. زيارات خارجية: زيارة السعودية تنفيذاً لوصية البنا كانت أولى زيارات الرئيس المعزول خارج البلاد هي زيارته إلى المملكة العربية السعودية، يوم 11 يوليو، في محاولة منه لإعادة علاقات جماعة الإخوان بالسعودية، منتهجا في ذلك طريق حسن البنا، مؤسس الجماعة، الذي بدأ زيارته الخارجية الأولى للسعودية عام 1936 عندما التقى مؤسس المملكة العربية السعودية الملك عبدالعزيز آل سعود. أثارت تلك الزيارة تحفظات لدى البعض باعتباره يتحرك وفقا لمخططات الجماعة وليس لكونه رئيساً للجمهورية، وأن ذهابه إلى المملكة محاولة لتنفيذ وصايا البنا بالتوجه إلى السعودية والاعتماد عليها باعتبارها أملهم في تنفيذ مخططاتهم لاعتمادها على كتاب الله وسنته. زيارة إثيوبيا بعد قطيعة 17 عاماً كانت إثيوبيا أول الدول الأفريقية التي يزورها مرسي بعد قطيعة بين البلدين 17 عاما على أعقاب محاولة اغتيال الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، لحضور مؤتمر القمة الأفريقية في محاولة منه لإعادة العلاقات الدولية المشتركة مع دول الحوض الأفريقي مرة أخرى. تكررت زيارة مرسي إلى إثيوبيا لتسفر عنها مشكلة تمس الأمن القومي وتسببت في أزمة دبلوماسية بين البلدين عندما أعلنت إثيوبيا عقب زيارته تدشينها لسد النهضة الذي يضر بحصة مصر في مياه نهر النيل ويعرض البلاد إلى أزمة جفاف بالمستقبل. مكاسب مرسي من الصين ذهبت هباءً وفي محاولة من المعزول لإنقاذ الاقتصاد من الوقوع، لجأ مرسي إلى الصين فسافر على رأس وفد يضم سبعة وزراء وسبعين رجل أعمال، يوم 27 أغسطس؛ ليتفاهم معها بشكل مبدئي حول 14 قطاعاً صناعياً، منها الحديد والطاقة والكهرباء والأسمدة والكيماويات وتصنيع المحركات والدواء وطاقة الرياح، كما استهدف نقل الخبرات والتكنولوجيا إلى مصر بالدرجة الأولى، وخدمة الصناعات المصرية، لفتح أسواق جديدة فى المنطقة والدول الأفريقية. وبرغم تلك الاتفاقات المبدئية التي حصل عليها مرسي إلا أنها لم تلق تنفيذا بعد ذلك على أرض الواقع، وذهبت تلك التفاهمات عبثا. زيارة إيران تُغضب الخليج في توقيت شديد الحرج ذهب المعزول، باعتباره حاكم أكبر دولة عربية، يوم 30 أغسطس إلى إيران التى تفرض هيمنتها على ثلاث دول عربية بالغة الأهمية بالنسبة للمنطقة برمتها وللأمن العربي بصفة خاصة، وهي العراق وسوريا ولبنان، وترتكب مجازر لا تضاهيها مجازر أخرى، خلال ما يقرب من قرن من الزمان. فبعد قطيعة الرسمية بين مصر وإيران التي دامت 35 عاما منذ قيام الثورة الإسلامية في إيران وإطاحتها بحكم الشاه الذى احتضنته مصر فيما بعد حتى دفن على أراضيها، ذهب المعزول إلى طهران يوم 30 أغسطس لحضور الجلسة الافتتاحية لقمة منظمة دول عدم الانحياز. أثارت تلك الزيارة غضب العديد من الإسلاميين، وعلى رأسهم السلفيون الذين اعتبروها "خيانة" لما تسفر عنه من إساءة لصورة مصر باعتبارها رائدة في الدين الإسلامي، في حين أن إيران طالما حاربت الدول الإسلامية السنية، إضافة إلى إثارتها لأزمة مع العديد من دول الخليج التي تقع في صراع مع إيران. وليس هذا فحسب وإنما قيل إن تلك الزيارة تصب في مصلحة الجماعة الإرهابية لتحقيق فكرة العلاقات الثلاثية بين إخوان مصر وحماس في فلسطين ونظام نجاد في طهران. زيارة إيطاليا لتدريب العمالة المصرية كانت إيطاليا هي أول دولة أوروبية يقع عليها اختيار المعزول لزيارتها يوم 13 سبتمبر؛ من أجل توطيد العلاقات بين البلدين، ووقع خلالها اتفاقات عدة تختص بتدريب العمالة المصرية فى مجال التعليم والتدريب الفنى والمهنى بإيطاليا، وتعتبر تلك الاتفاقية من القلائل التي تم تنفيذها على أرض الواقع، حيث قامت إيطاليا عقب الزيارة بدوعة العمالة المصرية للسفر لديها. وعقد بروتوكول تعاون بين مجلس الأعمال المصرى الإيطالى لدعم الصناعات الحرفية والمشروعات الصغيرة، ووقع مذكرة تفاهم بين قطاعى المقاولات المصرى والإيطالى، لتنفيذ مشروعات مشتركة فى ثلاث دول، على رأسها ليبيا، كما وقع تسع مذكرات تفاهم، منها مذكرة تفاهم بشأن التعاون المشترك فى مجال المعارض والرى، إضافة إلى إنشاء صندوق يبلغ رأسماله ما يقرب من 100 مليون يورو، ويسهم فيه الجانبان، لدعم الصناعات الصغيرة والمتوسطة على مستوى دول البحر المتوسط. زيارة أمريكا تحرج مرسي على الرغم من الخلافات التي وقعت بين القاهرةوواشنطن بعد قضية الفيلم المسيء للرسول – صلى الله عليه وسلم- الذي أنتجته أمريكا، إلا أن الرئيس المعزول توجه إلى واشنطن يوم 24 سبتمبر، ليلتقي بهيلارى كلينتون، وزيرة الخارجية الأمريكية، في فندق "وودروف أستوريا" بعد وصوله بست ساعات. وكان المثير للجدل أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما كان فى الفندق نفسه قبل دقائق من اللقاء بين هيلارى ومرسى لحضور حفل استقبال البعثة الأمريكية السنوى بمناسبة افتتاح أعمال الجمعية العامة، ولم يدع مرسي لحضوره. واطمأن مرسي خلال لقائه بكلينتون على استمرار المساعدات الأمريكية الموجهة إلى مصر، ثم لم يلبث أن أحرج نفسه عندما ذكر أن الرئيس الأمريكي قال إن مصر وأمريكا صديقان فقاطعه المذيع الشهير شارلي روز قائلا "الرئيس أوباما قال إن مصر ليست حليفا وليست عدوا، وأنتم لستم حليفين". اتصالات: اتصالات متبادلة مع هنية اعتاد مرسي على التواصل الدائم مع حلفائه من القياديين في حركة حماس الإرهابية وعلى رأسهم إسماعيل هنية الذي لم يترك مناسبة دون حديثه. تلقى المعزول اتصالا من هنية فور فوزه بالحكم لتهنئته على توليه الرئاسة، ثم بمناسبة عيدي الفطر والأضحى المباركين، وما بينهما اتصالات ادعى الرئيس أنها كانت مناقشات بخصوص المصالحة الفلسطينية. مراسلة الرئيس الإسرائيلي ب"صديقي العزيز" وتناقضا مع شعارات الجماعة التي طالما رددها أعضائها وعلى رأسهم المعزول بالمعاداة لإسرائيل، أرسل مرسي رسالة إلى إسرائيل يبدي فيها رغبته في السلام، ويخاطب فيها الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز بلقب "صديقي العزيز"، كما ذيل الخطاب بإمضائه "صديقك الوفي: محمد مرسي". يتلقى اتصالاً من الرئيس التونسي تلقي الرئيس محمد مرسي اتصالا هاتفيا يوم 4 سبتمبر اتصالا هاتفيا من الرئيس التونسي منصف المرزوقي، تناول خلاله مناقشة بعض قضايا العمل العربي المشترك بين مصر وتونس . قرارات: إعلان حرب القضاء بإعادة مجلس الشعب سرعان ما بادر المعزول بإعلان الحرب على القضاء عندما قرر، يوم 8 يوليو، عودة مجلس الشعب المنحل، بقرار من المحكمة الدستورية العليا، الأمر الذى اعتبره القانونيون قراراً تأليهيا وعدوانا صارخا على القضاء. وألغى قرار المحكمة الدستورية، كما أقر إجراء انتخابات مبكرة لمجلس الشعب خلال ستين يومًا من تاريخ موافقة الشعب على الدستور الجديد، والانتهاء من قانون مجلس الشعب. وأعد السياسيون هذا القرار محاولة من المعزول للسيطرة على الحكم واستحواذ الجماعة على السلطات كافة بالدولة، وتزايدت حدة الصراع عندما قضت المحكمة الدستورية العليا في مصر بوقف قرار الرئيس محمد مرسي بعودة مجلس الشعب للعمل باعتباره غير دستوري. العفو عن المساجين الإرهابيين وتحديا للقانون في مقابل إرضاء الجماعات الإرهابية، أصدر مرسي قراراً بالعفو عن 572 مسجونا على ذمة قضايا إرهابية وجهادية من بينهم 532 مدانا بأحكام عسكرية باعتبارهم معتقلين سياسيين. في الوقت الذى أعلنت فيه وزارة الداخلية القضاء العسكري عدم وجود معتقلين منذ انتهاء حالة الطوارئ، وهو ما آثار سخط القانونيين باعتباره اختراقا صريحا للقانون. تعيين 3649 قاضيا بأمن الدولة واستمرار لاختراق القانون في محاولة لاستيلائه على البلاد، أصدر المعزول قرارا بتعيين 3649 قاضياً بمحاكم أمن الدولة العليا طوارئ بدءا من أول أكتوبر لعام 2012، على الرغم من انتهاء حالة الطوارئ المفروضة على البلاد في 30 مايو من العام ذاته. الأمر الذي آثار غضب الحقوقيين باعتباره يعيد محاكم سيئة السمعة إلى البلاد كما أنها لا تكفل ضمانات المحاكمة المنصفة للمتهمين، فضلا عن انعدام سلطة الرئيس في إصدار مثل هذا القرار، وهو ما دعا المبادرة المصرية للحقوق الشخصية دعوى قضائية للطعن ضده. تعيين السيسي وزيراً للدفاع برغم اشتهاره بتخبط قراراته إلا أنه صاحب الفضل في تقريب الرئيس الحالي عبدالفتاح السيسي من الشعب المصري.. حين أصدر قرارا يوم 12 أغسطس بتعيينه وزيرا للدفاع والإنتاج الحربي وترقيته إلى رتبة الفريق أول وإحالة المشير محمد حسين طنطاوي للتقاعد. وتولي مهاب محمد حسين مميش، منصب مندوب منتدب لمجلس هيئة قناة السويس، أصبح صدقي صبحي السيد أحمد، منصب رئيس أركان حرب القوات المسلحة. إلغاء الحبس الاحتياطي للصحفيين أصدر مرسي قرارا يوم 23 أغسطس بإلغاء الحبس الاحتياطى فى قضايا النش، الأمر الذي رفضه الصحفيون مطالبين بإلغاء الحبس تماما فى قضايا النش وليس الاحتياطى فقط. واعتبر الصحفيون هذا القرار مجرد "شو إعلامى" لمحاولة تمجيد الرئيس، وطالبوه بسرعة إلغاء المواد السالبة لحرية النشر والتى تقضى بالحبس فى قضايا الصحف، إلا أنه لم يستجب لهم. إنشاء ديوان المظالم أنشأ المعزول ديوان المظالم ليتلقى شكاوى المواطنين في مختلف المجالات وبهدف العمل على حلها بشكل سريع إضافة إلى إنشاء خط ساخن وموقع الكتروني يعمل على الهدف ذاته، إلا أنه كان على أرض الواقع يتلقى آلاف الشكاوى دون جدوى. زيادة العلاوة الاجتماعية للمعاشات قرر مرسي زيادة العلاوة الاجتماعية للعاملين بالدولة وأصحاب المعاشات بنسبة 15 في المائة اعتبارا من شهر يوليو، كما قرر زيادة معاش الضمان الاجتماعي من 200 إلى 300 جنيه.