"أحد أعمدة الفساد وصاحب ملف الخصخصة وفتيل الفساد فى مصر".. إنه عاطف عبيد، رئيس الوزراء الأسبق، الذى تولى رئاسة الوزراء فى الفترة من أكتوبر 1999 حتى يوليو 2004، والتى تعد أكبر مراحل الفساد الذى شهده عصر الرئيس المخلوع محمد حسنى مبارك. رحل أحد رجال الفساد اليوم قبل اكتمال محاكمته على ما اقترفه من جرائم فى حق الوطن من خصخصة وبيع ممتلكات الدولة بأبخس الأثمان، ليذهب إلى محاكمة السماء ليتلقى حكما عادلا على كل ظلم أوقعه على شعب مصر طوال فترة حكمه. واشتهر عبيد بتبنيه لسياسة بيع أصول الدولة بأبخس الأثمان أثناء إدارته للبلاد كرئيس للوزراء، فقامت حكومته ببيع أراضى مصر ومصانعها بما عليها من مبانى وعنابر وماكينات وعمال بأسعار رخيصة وتسهيلات لا محدودة لمن اشتراها, كما وصل حجم أموال الرشاوى إلى 500 مليون جنيه. وهو ما انعكس بالسلب على مصر إذ حل بها فى المرتبة 70 بين الدول الأقل فسادًا وذلك فى تقرير منظمة الشفافية الدولية التى تعنى بمكافحة الفساد فى مختلف دول العالم, وأوضح التقريرأن فترة حكومته شهدت تجاوزات صارخة حيث شهد عام 2003 م آلاف قضايا الفساد ووصل حجم الكسب غير المشروع إلى 100 مليار جنيه، حسب ما جاء فى إحصائيات الجهاز المركزى للمحاسبات فى ذلك الوقت. كما رفعت أيضًا هيئة الرقابة الإدارية تقريرًا إلى مؤسسة الرئاسة أكدت أن الأموال المختلسة وصلت إلى 500 مليون جنيه, وحجم أموال غسيل الأموال أكثر من خمسة مليارات جنيه, فضلا عن إهدار المال العام بسبب ضعف النظام الحكومى والقصور السائد فى العديد من القوانين والتشريعات، وبسبب تدهور الدور الرقابى الذى يمارسه مجلس الشعب، وكذلك الإفلات من العقاب والخلل الإداري، وتدهور الأداء الإدارى للقيادات، ووجود علاقات مشبوهة، واستغلال مسئولين وموظفين كبار لنفوذهم. وهو ما اضطر الرئيس المخلوع مبارك إلى إجباره على تقديم استقالته, خوفا من ثوار الشارع المصرى ضد النظام, حينما حذره المقربون من العواقب الوخيمة لتزايد ذلك الفساد. ولد عاطف عبيد فى 14 أبريل 1932, بطنطا محافظة الغربية, وانتقل إلى محافظة القاهرة ليتلقى تعليمه بكلية التجارة جامعة القاهرة وحصل على البكالوريوس فى عام 1952, ونال الماجستير فى عام 1956، ثم دكتوراه فى إدارة الأعمال جامعة إلينوى الأمريكية 1962. وتدرج عبيد فى العمل الأكاديمى حيث عمل أستاذا لإدارة الأعمال بجامعة القاهرة 1962وحتى 1984، ثم مستشار لوزارة الكهرباء والصناعة والتعليم والإسكان، ثم رئيس مجلس إدارة المركز الدولى لإدارة الأعمال 1973وحتى 1984، ومستشار لمنظمة العمل الدولية لتطوير برامج الإدارة فى قبرص، ووزير شئون مجلس الوزراء، ووزير الدولة للتنمية الإدارية فى ,1984 , ثم عين رئيسا للمصرف العربى الدولى, حتى توفى صباح اليوم عن عمر يناهز 82 عاما.