بعيدا عن الغارات الجوية واطلاق النار من السلاح الثقيل في المناطق الساحلية، تقاتل قبيلة على جبهة منسية في جنوب غرب الصحراء الليبية حيث استولت على واحدة وهي اليوم تطلب المساعدة لمحاربة قوات معمر القذافي. ويقول رجال قبيلة التوبو الذين لا يحملون سوى اسلحة خفيفة، إنهم سيطروا قبل بضعة ايام على منطقة قطرون وهي واحة تبعد 1000 كم عن طرابلس، مما فتح جبهة جديدة مع القوات الموالية للقذافي. وبحسب اقوالهم، فإن عددا صغيرا من القرى لا تزال تفصل التوبو عن مدينة سبها معقل قوات القذافي والقاعدة العسكرية المهمة، بعدما تقدموا على مدى شهر على طول المنطقة الحدودية مع النيجر وتشاد. وستؤدي السيطرة على سبها الى قطع طريق حيوي تستخدمه قوات القذافي للامدادات كما ستمثل ضربة قاسية لجنوده. وبحسب مصادر عسكرية تابعة للثوار، فإن التنصت على الاتصالات اللاسلكية يدل على ان قوات القذافي تحت الضغط تطالب بتعزيزات لا تصلها. ومع ذلك، فإن هجوما للثوار يبقى امرا مستبعدا حتى اللحظة، اذ ترغب قبائل التوبو قبل اي شيء بتعزيز مواقعها في الاراضي التي سيطرت عليها مؤخرا. وقد حاولت قوات القذافي بالفعل استعادة قطرون ثلاث مرات على الاقل. وقال محمد سيدي احد زعماء قبائل التوبو التي تنشط في بنغازي سعيا للحصول على مساعدة "الاسبوع الماضي، تعرضنا للهجوم مرتين من جيش القذافي". واضاف ان 150 سيارة رباعية الدفع شاركت في الهجوم الاخير الذي اسفر عن مقتل شخص وجرح ثمانية في صفوف الثوار. وقال محمد ووردوغو الذي يقود شقيقه المقاتلين "لدينا جرحى ونحن بحاجة الى مساعدة طبية ووقود". واشار الى انه على الرغم من وجود طاقم طبي مؤلف من ممرضين كوريين شماليين وطبيب مصري في العيادة المحلية حيث يعالج الجرحى، الا ان هناك نقصا في الادوية والتجهيزات. واضاف "نحتاج بالفعل للمساعدة".