نقلت صحيفة "الجارديان" البريطانية رأيين مختلفين حول تدخل بريطانيا فى العراق لمحاربة داعش. حيث دعم "حيدر الخوئي", الزميل المشارك في برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في تشاتام هاوس فكرة التدخل بينما عارضها "فرانك ليدويدج", المحام والضابط العسكري السابق فى العراق. رأى "حيدر الخوئي" قال "الخوئي" أن بريطانيا لم يعد بوسعها إلتزام موقف المتفرج جراء ما يحدث فى العراق من إرهاب داعش التى تعتبر متهمة فيه بشكل أو بأخر. ولا شك أن الضربات الجوية الأمريكية قد ساهمت بشكل كبير فى مكافحة داعش و ذلك يدل أن الحل العسكرى بإمكانه ردع هذه الجماعات. و لكن فى نهاية المطاف سيظل الحل العسكرى ليس هو الحل النهائى لأمر داعش ذلك لأن ما زال لدى العراق الجماعات السنية التى لا تكاد توجه أسلحتها ضد داعش خوفا من خيانة الجماعات الشيعية لهم خاصة إذا كان رئيس الحكومة العراقية شيعى. وأعرب "الخوئي" عن مخاوفه إن لم تتدخل بريطانيا فى دعم أمريكا على النحو العسكرى لمكافحة داعش لأنها ترى أن داعش أصبحت من أكثر الأعداء خطرا على بريطانيا لذلك فإن "الخوئي" يرى أنه حان وقت تدخل بريطانيا مع حليفتها الولاياتالمتحدة لدعمها بشكل أكثر تأثيرا ودعا القوى الأخرى مثل إيران و روسيا للتدخل أيضا إذا لزم الأمر لأن الحلول السياسية ستبقى مستحيلة إن لم تدعمها الجهود العسكرية على مدى واسع. رأى "فرانك ليدويدج" فى حين رأى "ليدويدج" أن داعش بالتأكيد تشكل خطرا كبيرا على بريطانيا و لكن ليس بشكل مباشر لأن إستراتيجية داعش على النقيض من إستراتيجية القاعدة حيث أن القاعدة منهجها محاربة الأعداء الخارجيين وذلك ما كانت تقصده القاعدة من وراء تفجير برجى التجارة فى أمريكا عام 2011 و كان الغرض إثارة الرعب فى قلب أمريكا و الأمريكيين ، بينما داعش لا تسعى لمحاربة الغرب بل بالعكس ترى أنه فى مصلحتها أن يكون لديها مجموعة من المقاتلين الغربيين ضمن صفوفها و لذلك فإن إستراتيجية داعش تكمن فى الدفاع عن المكاسب الشخصية و تأمين ما وصلت إليه من إنجازات, لذلك إنفصلت القاعدة عن داعش لإختلاف سياساتهم. وأكد "ليدويدج" أنه واثق من أن بريطانيا جديرة بمحاربة داعش و لكن ليس بالشكل العسكرى المباشر و يكفيها المجهودات الإستخباراتية السرية لأن لا شىء يضمن نجاح الضربات الجوية بشكل دائم.