بعد أن أدركت الإدارة الأمريكية أن تنظيم الدولة الإسلامية في طور التوسع ونجح في السيطرة على العراق مؤخرا وأن إمكانية تفكيكه عن طريق الغارات الجوية التي تشنها أمر مستبعد. تستعد أمريكا حاليا لتبني إستراتيجية جديدة تضمن ألا تتورط واشنطن في أي تدخل إضافي في العراق وفي الوقت نفسه تعمل على إخراج التنظيم من هناك. فرغم تحذيرات وزير الدفاع الأمريكي تشاك هاجل من التهديد الذي تمثله داعش ضد واشنطن ومصالحها في المنطقة، معتبرا إياها خطرا أكبر في حجمه من تنظيم القاعدة وانه يمثل تهديدا كبيرا سواء تواجد بالعراق أو أي مكان آخر، ورغم الغضب الذي يجتاح المجتمع الأمريكي بعد إذاعة شريط قتل الصحفي جيمس فولي، وتأكيد جون كيري وزير الخارجية الأمريكي على أن الدولة الإسلامية يجب أن تدمر، إلا أن الإدارة الأمريكية تري أن هناك صعوبات كثيرة تحد من خياراتها في مواجهة داعش. وتستبعد من خياراتها اتخاذ خطوات عسكرية أكثر شراسة ،وبدلا من ذلك تعمل حاليا على سيناريو جديد يعتمد على سحب البساط من تحت قدمي الدولة الإسلامية من خلال محاولة تفكيك العلاقات بين التنظيم وسنة العراق الذين يعانون إقصاء بسبب السياسات التي اتبعها رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي، والذي مازال يتولى تسيير الأعمال حتى ينتهي رئيس الوزراء الجديد حيدر العبادي من تشكيل حكومته وتشكيل ائتلاف يضم مقاتلين من العشائر السنّية العراقية، ووحدات سابقة من الجيش، وقوات البيشمركة الكردية لشن حرب على تنظيم داعش لإخراجه من العراق. وتوجد رغبة لدى واشنطن في الدفع بجيوش دول عربية إلى آتون هذه الحرب فقد تساءل تقرير نشرته فايننشال تايمز عن سبب قصف طائرات الولاياتالمتحدة لداعش بينما لا يفعل ذلك العرب، لاسيما وأن دول الخليج تملك 600 طائرة مقاتلة وإذا أضفنا إليها تركيا والأردن ومصر ستكون هناك ألف طائرة أخرى، فلماذا إذن لا تقوم طائرات تلك الدول بالمهمة؟. لهذا يبدو للبعض أن واشنطن تسارع الخطى من أجل تشكيل حكومة عراقية جديدة تستطيع استعادة التوازن المفقود بين السنة والشيعة رغم إنها مهمة صعبة، فبعيدا عن رفض الشيعة لمطالب سنة العراق في ما يتعلق بان يكون لهم دور في سياسات العراق هناك العديد من تيارات الرأي السنية، التي تختلف فيما بينها حول صيغة تقاسم السلطة. ولن يتحقق ذلك التوازن كما خططت له واشنطن من قبل إلا من خلال تقسيم العراق إلى ثلاث مكونات سنية وشيعية وكردية، وهو ما أشار إليه جو بايدن نائب الرئيس الأمريكي عندما كرر دعوته إلى تطبيق نظام فيدرالي في العراق لمعالجة الانقسامات التي تعصف بالبلاد، مما سيمنح السنة والشيعة والأكراد أقاليم ذات استقلالية إدارية أكبر –في رأيه-. وتهدف المفاوضات الجارية في العاصمة العراقية بين الكتل السياسية إلى عقد صفقة شاملة تؤدي إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية تضم كامل أطياف الشعب العراقي ومكوناته من شيعة وسنة وأكراد. في الوقت نفسه فإن السيناريو ظاهريا يبرّر أن واشنطن لم تعد ترغب في التورط في حرب جديدة في العراق، إلا انه يكشف في ذات الوقت أنّها لا ترغب حقيقة في القضاء على تنظيم داعش، بقدر ما ترغب في تحجيمه ومراقبته ومنع خروج تهديداته عن حدود مرسومة من قبل، فواشنطن لم تتدخّل في البداية حين سيطر التنظيم علي مناطق واسعة في العراق، لكنها سارعت إلى توجيه ضربات له حين اقترب من أربيل عاصمة كردستان حيث تحتفظ واشنطن بمصالح حيوية هناك. في الوقت نفسه فهي ترفض ملاحقة التنظيم في شمال سوريا رغم تأكيد قادة عسكريون أمريكيون بأن هناك حاجة لخوض حرب معقدة وطويلة الأمد، تشمل التدخل في العراقوسوريا التي قويت فيها شوكة التنظيم، من أجل استئصال التنظيم من البلدين. من جانبه قال رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية مارتن ديمبسي إن تنظيم الدولة الإسلامية سيظل يمثل خطرا إلى أن يصبح غير قادر على الاعتماد على ملاذات آمنة في سوريا. السيناريوهات المحتملة لمواجهة خطر داعش ومحاولة القضاء عليه وما أعلنت عنه هذه الاحتمالات من اختلاف في وجهات النظر الغربية خاصّة في ما يتعلق بالتعاون مع نظام الأسد في محاربة داعش الذي أصبح يسيطر على مناطق شاسعة في شمال سوريا وشرقها قد يتلاشى مع ارتفاع نسبة التهديد الذي أضحت تمثّله على الجميع، قد يعيد صياغة بعض العلاقات الغربية مع إيران، خصوصا فيما يتعلق بملفها النووي خاصة وان هناك اعتقادا كبيرا أنّ تنظيم الدولة الإسلامية ورقة بيد طهران وليس بيد النظام السوري! بعد أن أدركت الإدارة الأمريكية أن تنظيم الدولة الإسلامية في طور التوسع ونجح في السيطرة على العراق مؤخرا وأن إمكانية تفكيكه عن طريق الغارات الجوية التي تشنها أمر مستبعد. تستعد أمريكا حاليا لتبني إستراتيجية جديدة تضمن ألا تتورط واشنطن في أي تدخل إضافي في العراق وفي الوقت نفسه تعمل على إخراج التنظيم من هناك. فرغم تحذيرات وزير الدفاع الأمريكي تشاك هاجل من التهديد الذي تمثله داعش ضد واشنطن ومصالحها في المنطقة، معتبرا إياها خطرا أكبر في حجمه من تنظيم القاعدة وانه يمثل تهديدا كبيرا سواء تواجد بالعراق أو أي مكان آخر، ورغم الغضب الذي يجتاح المجتمع الأمريكي بعد إذاعة شريط قتل الصحفي جيمس فولي، وتأكيد جون كيري وزير الخارجية الأمريكي على أن الدولة الإسلامية يجب أن تدمر، إلا أن الإدارة الأمريكية تري أن هناك صعوبات كثيرة تحد من خياراتها في مواجهة داعش. وتستبعد من خياراتها اتخاذ خطوات عسكرية أكثر شراسة ،وبدلا من ذلك تعمل حاليا على سيناريو جديد يعتمد على سحب البساط من تحت قدمي الدولة الإسلامية من خلال محاولة تفكيك العلاقات بين التنظيم وسنة العراق الذين يعانون إقصاء بسبب السياسات التي اتبعها رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي، والذي مازال يتولى تسيير الأعمال حتى ينتهي رئيس الوزراء الجديد حيدر العبادي من تشكيل حكومته وتشكيل ائتلاف يضم مقاتلين من العشائر السنّية العراقية، ووحدات سابقة من الجيش، وقوات البيشمركة الكردية لشن حرب على تنظيم داعش لإخراجه من العراق. وتوجد رغبة لدى واشنطن في الدفع بجيوش دول عربية إلى آتون هذه الحرب فقد تساءل تقرير نشرته فايننشال تايمز عن سبب قصف طائرات الولاياتالمتحدة لداعش بينما لا يفعل ذلك العرب، لاسيما وأن دول الخليج تملك 600 طائرة مقاتلة وإذا أضفنا إليها تركيا والأردن ومصر ستكون هناك ألف طائرة أخرى، فلماذا إذن لا تقوم طائرات تلك الدول بالمهمة؟. لهذا يبدو للبعض أن واشنطن تسارع الخطى من أجل تشكيل حكومة عراقية جديدة تستطيع استعادة التوازن المفقود بين السنة والشيعة رغم إنها مهمة صعبة، فبعيدا عن رفض الشيعة لمطالب سنة العراق في ما يتعلق بان يكون لهم دور في سياسات العراق هناك العديد من تيارات الرأي السنية، التي تختلف فيما بينها حول صيغة تقاسم السلطة. ولن يتحقق ذلك التوازن كما خططت له واشنطن من قبل إلا من خلال تقسيم العراق إلى ثلاث مكونات سنية وشيعية وكردية، وهو ما أشار إليه جو بايدن نائب الرئيس الأمريكي عندما كرر دعوته إلى تطبيق نظام فيدرالي في العراق لمعالجة الانقسامات التي تعصف بالبلاد، مما سيمنح السنة والشيعة والأكراد أقاليم ذات استقلالية إدارية أكبر –في رأيه-. وتهدف المفاوضات الجارية في العاصمة العراقية بين الكتل السياسية إلى عقد صفقة شاملة تؤدي إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية تضم كامل أطياف الشعب العراقي ومكوناته من شيعة وسنة وأكراد. في الوقت نفسه فإن السيناريو ظاهريا يبرّر أن واشنطن لم تعد ترغب في التورط في حرب جديدة في العراق، إلا انه يكشف في ذات الوقت أنّها لا ترغب حقيقة في القضاء على تنظيم داعش، بقدر ما ترغب في تحجيمه ومراقبته ومنع خروج تهديداته عن حدود مرسومة من قبل، فواشنطن لم تتدخّل في البداية حين سيطر التنظيم علي مناطق واسعة في العراق، لكنها سارعت إلى توجيه ضربات له حين اقترب من أربيل عاصمة كردستان حيث تحتفظ واشنطن بمصالح حيوية هناك. في الوقت نفسه فهي ترفض ملاحقة التنظيم في شمال سوريا رغم تأكيد قادة عسكريون أمريكيون بأن هناك حاجة لخوض حرب معقدة وطويلة الأمد، تشمل التدخل في العراقوسوريا التي قويت فيها شوكة التنظيم، من أجل استئصال التنظيم من البلدين. من جانبه قال رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية مارتن ديمبسي إن تنظيم الدولة الإسلامية سيظل يمثل خطرا إلى أن يصبح غير قادر على الاعتماد على ملاذات آمنة في سوريا. السيناريوهات المحتملة لمواجهة خطر داعش ومحاولة القضاء عليه وما أعلنت عنه هذه الاحتمالات من اختلاف في وجهات النظر الغربية خاصّة في ما يتعلق بالتعاون مع نظام الأسد في محاربة داعش الذي أصبح يسيطر على مناطق شاسعة في شمال سوريا وشرقها قد يتلاشى مع ارتفاع نسبة التهديد الذي أضحت تمثّله على الجميع، قد يعيد صياغة بعض العلاقات الغربية مع إيران، خصوصا فيما يتعلق بملفها النووي خاصة وان هناك اعتقادا كبيرا أنّ تنظيم الدولة الإسلامية ورقة بيد طهران وليس بيد النظام السوري!