انقسمت عناصر حركة حماس فى أسلوب الرد على تصريحات الرئيس الفلسطينى محمود عباس بالقاهرة، ووصفه ادارة حماس لقطاع غزة بانه مرفوض مهددا الحركة بانهاء العمل معهم والشراكة، ففيما شنت عناصر من حماس هجوما مضادا ضد عباس، حاول خالد مشعل رئيس المكتب السياسى امتصاص حالة التوتر، ودعا إلى عدم الانخراط وراء الحرب الكلامية، مطالبا الفصائل الفلسطينية بعدم العودة لصفحات الانقسام البغيضة، وأن يرتقوا إلى تضحيات أهل غزة، ويتجاوزوا كل الخلافات، كما دعا إلى «الابتعاد عن التراشق الإعلامي، والمسارعة لتنفيذ خطوات المصالحة وإعادة بناء منظمة التحرير، والبناء على الخطوات التى جرت قبل معركة العصف المأكول». وشدد مشعل على ضرورة أن يتوحد الفلسطينيون سياسيًا كما توحدوا عسكريًا فى الميدان، مضيفًا «كما سرنا مع شعبنا فى ميدان المقاومة سنسير معه فى ميدان الإعمار»وأضاف «اتفقنا أو اختلفنا فى التفاصيل، لكن يجب أن نضع معركة غزة فى مسارها الصحيح فى الصراع العربى الإسرائيلي، وموقعها اللائق فى تحرير فلسطين، وأن تكون هناك استراتيجية تحرك وطنى نضالى بكل مساراته». وطالب مشعل بتوحيد الجهود مع مضاعفتها وتسريعها لإغاثة غزة، وإيواء من فقدوا بيوتهم ومصدر حياتهم، واستكمال ملفات المصالحة الفلسطينية، فى الشراكة الوطنية وأهمية التحرك السياسى بمسار جديد بعد معركة غزة، جاء ذلك خلال كلمة فى احتفال صيدا اللبنانية بانتصار المقاومة، حيث اكد أن الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة انتصر وأفشل الأهداف الإسرائيلية من العدوان باحتضانه للمقاومة، وأنه من الضرورى أن تكون أولوية السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير والفصائل الفلسطينية هى تقديم المساعدات اللازمة وإعادة الإعمار فى غزة، وتابع مشعل: لقد كنا مع غزة فى ميدان الجهاد والمقاومة، وسنبقى معها فى ميدان الإعمار والبناء، فأهل غزة يحتاجون يدًا حانية عربية وإسلامية وإنسانية. وميدانيا شهدت القدس امس اشتباكات عنيفة بين الاهالى وقوات الاحتلال فى حى وادى الجوز، اثر استشهاد الشاب محمد عبد المجيد سنقرط بالرصاص على ايدى قوات الاحتلال متأثرًا به قبل أسبوع أثناء احتجاج فى نفس الحى، أصيب خلال الاشتباكات امس العشرات من الفلسطينيين بحالات اختناق وبشظايا القنابل والاعيرة المطاطية،، وأوضح مسئول الاسعاف والطوارئ فى الهلال الأحمر بالقدس د. أمين أبو غزالة ان طواقم الهلال الأحمر نقلت الاصابات إلى المستشفيات، بينهم 13 اصيبوا بشظايا القنابل الصوتية والأعيرة المطاطية، كما أصيب العشرات من المواطنين بحالات اختناق، بعد القاء القنابل الغازية بصورة عشوائية، كما استهدفت قوات الاحتلال المنازل السكنية والحارات الضيقة، اضافة إلى القاء القنابل باتجاه خيمة عزاء الشهيد سنقرط. ودوليا، يُعقد فى المدينة السويسرية «زيورخ» غدا الأربعاء مؤتمرًا تمهيديًا مصغرًا لإعادة إعمار غزة، وقال مصدر فلسطينى إن المؤتمر ليس بديلًا عن مؤتمر المانحين المراد عقده فى ال10 من اكتوبر القادم فى القاهرة وأوسلو سوية، بل هو تمهيد للمشاريع والأوراق التى من المقرر تقديمها من قبل حكومة التوافق من جهة، والدول المانحة من جهة أخرى. وأضاف أن مؤتمر سويسرا سيشهد حضورًا لافتًا من مسؤولين كبار فى الدول المانحة وعدد من رجال الأعمال والمستثمرين العرب والأجانب، للاطلاع على تفاصيل حول تكلفة إعادة إعمار غزة، وأبرز القطاعات التى سيتم التركيز عليها، وأكد أن المؤتمر سيضع للمانحين تصورات حول العقبات التى ستقوم «إسرائيل» برفعها عن اقتصاد قطاع غزة فى حال بدأت حكومة التوافق الوطنى الفلسطينية بدورها فى غزة خلال الأسابيع القليلة التى تسبق مؤتمر المانحين، وفقا له. وكان الرئيس الفلسطينى محمود عباس، قد قدر حجم تكلفة الخسائر التى تعرض لها قطاع غزة فى كلمة له أمام صحفيين مصريين فى القاهرة قبل يومين بنحو 7.5 مليار دولار أمريكى، فيما توقع مراقبون أن يتم توفير مبلغ لا يزيد على 4 مليارات دولار لغزة خلال مؤتمر المانحين.