لم تكن خسارة المنتخب الوطنى بهدفين نظيفين أول أمس أمام السنغال بالعاصمة داكار فى بداية مشوار التصفيات المؤهلة لنهائيات افريقيا مفاجأة مع الاعلان عن بداية التشكيل الذى خلا من وجود تمركز جيد فى مركز الوسط المدافع ذى النزعة الدفاعية واللعب بثلاثة لاعبين بدلا من الثنائى الذى تكرر فشله فى أكثر من لقاء وهما حسام غالى ومحمد الننى - لإيقاف سرعة لاعبى وسط السنغال الثلاثى استيفان بادجى «بران النرويجي» وشايخو كوياتى «وست هام الانجليزي» وادريس جانا «ليل الفرنسى» بجانب ثلاثى الهجوم الداهية «مامى ضيوف» ستوك الانجليزي» وساديو مانى «ريدل النمساوى ودامى ندوى» لوموكوتيف الروسى» صاحب التمريرتين الذى جاء منهما الهدفان. تكرر نفس سيناريو مباراة كوماسى الذى تم التحذير من تكراره والذى جاء بشكل واخراج آخر رغم التحفظ الدفاعى واللعب بثلاثى فى خط الدفاع «ليبرو صريح» احمد سعيد «اوكا» وعلى غزال وشوقى السعيد «مساكين». ولم يكن هناك انسجام وتفاهم بين الثلاثى وانضرب الخط مع كل لعبة بينية أو عرضية وجاء الهدفان من أخطاء ساذجة بدأت من محورى الارتكاز خط الدفاع الأول «التائه» الذى ترك ساحة الوسط فارغة ولم يقم بمهامه الأولى والبدائية فى ايقاف القادمين من الخلف او حتى مراقبتهما وبشكل اغرب يمرر دامى ندوى بسهولة وبالمسطرة لمامى ضيوف يسجل بسهولة الهدف الاول ونفس اللاعب ندوى يمرر لساديو مانى يحرز بنفس السيناريو وسط ذهول الجميع فهو سيناريو كربونى من مذبحة كوماسى والخسارة بالستة، حيث بدا ان الفرنسى الن جيريسى درس المنتخب المصرى جيدا وعرف نقاط ضعفه مبكرا. وكان ظهيرا الجنب أحمد المحمدى واحمد فتحى - اللذان بدا أنهما كانا يلعبان خارج الخطوط وليس داخل المستطيل الأخضر - فى غاية السوء وتأكد أن الأول لا يصلح للعب فى المنتخب مهما كان أداؤه مع ناديه «هال سيتى الانجليزي» والثانى عزاؤه أنه لعب فى غير مركزه وتغيرت الأوضاع مع نزول حازم إمام الذى تحرك كثيرا فى الجبهة اليمنى. عاب المنتخب وجود جزر منعزلة بين الخطوط الثلاثة ولم يربط أحمد حمودى والذى لا أعرف لماذا تم الدفع به بين خطى الوسط والهجوم ولعب الدفاع السنغالى خاصة لامين سالى وبابا نداى وكاؤرا مبودج مستريحين فى العمق رغم أن خط الدفاع اضعف الخطوط وتأثر وارتبك مع أى كرة عرضية. وكان أحد الأمراض الخطيرة التى اصابت المنتخب وهو مرض عضال مستأصل فى اللاعب المصرى البطء الشديد وعدم الارتداد والجماعية فى مساندة الدفاع أو الهجوم ونقل الهجمة من خلال تمريرتين أو ثلاث لملعب المنافس وهو ما يؤكد ضعف اللياقة البدنية والسرعة وعدم الانتشار الايجابى بدون كرة لمساعدة اللاعب الذى يسيطر على الكرة فى التمرير البينى أو الطولى أو العرضى. وباتت المشكلة التى تواجه الجهاز ليس التجهيز للقاء تونس الأربعاء المقبل باستاد الدفاع الجوى فى الجولة الثانية للتصفيات بل فى كيفية اخراج اللاعبين من الحالة النفسية بدلا من اعداد تشكيل وخطة تعوض الخسارة المعنوية مع بداية مشوار الفريق فى تصفيات فشل المنتخب فى التأهل لنهائياتها بطولتين متتاليتين خاصة أن نسور قرطاج اختلفوا كثيرا تحت قيادة مدربهم الجديد البلجيكى جوج ليكنز الذى شكل توليفة جديدة. والأصعب أن الزمام قد فك من الجهاز الفنى بقيادة شوقى غريب خاصة من جانب بعض اللاعبين الذين لم يشاركوا فى اللقاء واكتفوا بقزقزة اللب والفول السودانى.