الولايات المتحدة وبريطانيا تتحركان بكل ثقلهما من أجل ترتيب تحالف دولي قوي لمواجهة تنظيم "داعش" الإرهابي ، أوباما يريد الدول العربية ضمن ذلك التحالف، ويرى أن نجاحه مرهون بالشراكة العربية ، وكاميرون يناشد الجميع للوقوف في وجه هذا الخطر الذي سيصل إليهم إذا ترك يتمدد ، وكيري قادم إلى المنطقة ليضع اللمسات الأخيرة على ذلك التحالف . نحن أيضاً نريد أن يقضى على "داعش" بعد كل ما شهدناه من جرائم يرتكبها أتباع "البغدادي" في المناطق التي يسيطر عليها في العراق وسوريا ، نريد لحمام الدم هذا أن يتوقف ، ولا أعتقد أن "كيري" سيرجع مخذولاً من عندنا ، من بلاد العرب ، فهذه الأمة هي الأكثر معاناة ، والأكثر خسارة ، والأكثر تأثراً من الإرهاب ، كل الإرهاب ، لا نستثني منه أحداً ، لأننا نطبق معياراً موحداً ، دون ازدواجية في الوصف والتقييم والتصنيف ، ودون تضارب في المواقف بين أجهزة الدولة الواحدة ، ودون السماح للمصالح الآنية المرتبطة بمواقف سياسية أو أطماع شخصية أن تحكم قراراتنا ، فالإرهابي هو كل من يحمل السلاح في وجه المدنيين ، والإرهابي هو كل من يفجر مؤسسات الدولة التي ينتمي أو يقيم فيها ، والإرهابي هو الذي يشكل تنظيماً مسلحاً يخرج على القانون ويعيث فساداً في مناطق يسيطر عليها بالقوة ، والإرهابي هو كل من يهدد بالقتل والتفجير من يخالفونه ، والإرهابي من يدعم القتلة والمجرمين بالمال والسلاح والغطاء الإعلامي ، والإرهابي من يوفر بيئة آمنة لقادة التنظيمات المسلحة . إن تنظيم "داعش" جديد على الساحة ، قبله كان تنظيم القاعدة ، وقد تأسس على الإرهاب ، منذ أن كان خلية من خلايا الإخوان المسلمين ، وكان "بن لادن" يتبع عبد الله عزام الإخواني ، وحكمتيار الإخواني ، وجلال الدين حقاني الإخواني ، في ذلك الوقت كان "بن لادن" عند أميركا "أمير المجاهدين العرب في أفغانستان" ، وكان حقاني المطلوب رقم واحد اليوم يغرف من خزائن أميركا المال والسلاح ، وكانت "طالبان "الإرهابية الآن البديل التسعيني لأمراء الحرب من الذين كانوا يسمون مجاهدين خلال قتالهم للسوفيت في الثمانينيات ، وكان "البغدادي" إخوانياً ذات يوم ، ولم يمثل خطراً على القوات الأميركية في العراق ، وقد أخلي سبيله بعد توقيف قصير ، والواضح إنه تجاوز الخطوط الحمراء بإعلانه الدولة والخلافة في مستنقع أكثر احمراراً بفضل الدم الذي أريق . كل عربي يعرف شخصاً انضم إلى "داعش" يستطيع أن يؤكد إنه – أي ذلك الشخص – كان إخوانياً ، فليس هناك فكر داعشي أو قاعدي أو ظواهري أو لادني ، بل هو الفكر الإخواني الذي بذر وأنبت وحصد ، وبعدها سوق إنتاجه تحت مسميات مختلفة ورايات متعددة ، فهذا رأس الحية ، الإخوان هم الرأس ، والولاياتالمتحدة الأميركية وبريطانيا العظمى تتركان الرأس وتمسكان بالذيل ، وهذا ما يجب أن يسمعه "كيري" وأن يفهمه ، فالإرهاب له لون واحد وطعم واحد ، ولا يقبل القسمة على اثنين ، لا يحارب الإرهاب الذي يخالف الاستراتيجية الغربية فقط ، ويحتضن الإرهاب الذي يدمر بلاده وبلاد جيرانه ويلتزم بخطوط العرض والطول الغربية !!