"الجاسوسية".. لم تعد هذه الكلمة مرتبطة بالروايات الأدبية والأعمال الدرامية فقط، بل أصبحت "بعبع" المصريين حالياً والكلمة الأكثر تردداً بعد ثورة 25 يناير، خاصة بعد القبض على عدد لا بأس به من الجواسيس الإسرائيليين مؤخراً وغيرهم من المنتمين لبلدان أخرى.. وما يزيد من خطورة الأمر أن هناك عدة مواصفات أخرى أصبحت تضاف للجواسيس غير الصفات التقليدية، وهي أن يمتلك الجاسوس صفحة على موقع الفيس بوك وعدداً لا بأس به من الصور الفوتوغرافية فى أهم المواقع الأثرية بمصر!. وهو ما أثار مخاوف الكثير من الشباب الذين يستخدمون المواقع الاجتماعية من الوقوع في فخ الجاسوسية والتحول بسببها لا شعورياً إلى حمل لقب "جاسوس". وهو ما يجعلنا نحاول التعرف على الطرق والمواصفات الحديثة للجواسيس، وكيفية الحذر من الوقوع فريسة لها. مواصفات الجاسوس المثالي د. نبيل فاروق، أحد الكتاب الذين تناولوا الجاسوسية باستفاضة فى أعماله الأدبية، يقول إن مواصفات الجاسوس فى أعماله برزت في أنه يتميز بالثقافة العالية، والقدرة الواسعة على الاطلاع، وأنه يشغل موقعاً هاماً من المواقع المؤثرة على الأمن القومي المصري الشامل سواء في مجال التعليم أو الاقتصاد أو الاعلام.. حتى تمكنه علاقته بهذه الدوائر المحيطة به من الحصول على معلومات تمثل اهمية للدولة التي يتجسس لصالحها. كما يؤكد د.نبيل أن الجاسوس هو شخص عادي ربما دفعته الظروف إلى أن يصبح جاسوساً بإرادته أو رغماً عنه، وفى كلتا الحالتين يمكننا أن نحترس من الوقوع فى هذا الفخ بعدم الإدلاء بأي معلومات خاصة أو أي تفاصيل يمكنها أن تستخدم ضدنا بأي طريقة. جاسوسية الإنترنت أما المحامي هاني فريد، فأوضح بعض الطرق الحديثة التى من شأنها أن تحولك إلى جاسوس لا إراديا،ً قائلاً: "بمجرد دخول أي شخص على إحدى غرف الشات على أي من المواقع الاجتماعية الشهيرة أو عندما تحاول البحث عن وظيفة على الإنترنت أو إذا دخلت بالصدفة على أحد المواقع الغامضة أو المشبوهة التي تسعى للسلام ومحاربة الإرهاب، فإنك بهذا قد صعدت أول درجة في عالم الجاسوسية دون أن تدري.. قد تكتشف حقيقة الأمر لكن بعد فوات الأوان وقد تبقى مغيباً دون أن تدري أنك أصبحت أحد المصادر المهمة لجمع المعلومات عن الشباب لإحدى الأجهزة الاستخباراتية". يضيف: "غالباً ما يبدأ الأمر بمجرد التعرف على أشخاص جدد لتبادل الثقافات والمعلومات العامة عن البلاد، من يدخل إلى هذه المواقع لا يأتي بباله أنه ربما يكون قد دخل عش الدبابير دون أن يشعر وأن من يتحدث معها ويظن أنها مجرد فتاة جميلة كما تظهر الصورة الموجودة على البروفايل الخاص بها هي في الحقيقة إحدى أعضاء جهاز استخباراتي مكلف بجمع معلومات خاصة بالشباب في الجامعات وفي وظائف أخرى متعددة، ومن خلال محادثات عديدة قد تستمر لعدة أسابيع أو شهور يقوم هذا الشخص المكلف بالتحدث مع الشباب بجمع كم هائل من المعلومات التي تفيد الجهة التي يعمل لديها، وفي الجانب الآخر يظن الشاب أنه يتحدث في أمور عامة وغير مهمة ولا يشك ولو للحظة أنه أصبح مصدراً مهماً للمعلومات، وبالتأكيد يحرص الطرف الآخر على تأكيد أنه فتاة عبر مكالمات تليفونية وبعض من مقاطع الفيديو لهذه الفتاة المزعومة وتكون هذه الفيديوهات في الغالب مسجلة ومن السهل للغاية أن توضع أثناء المحادثة عن طريق برامج مختصة لذلك". ويوضح أن بعض مواقع الإنترنت تتخصص فقط فى جمع أكبر كم من المعلومات عن زائريها كأماكن تواجدهم وأعمالهم والتى يكتبها الأشخاص بشكل تلقائي دون النظر إلى خطورة ذلك. لقد وقعنا فى الفخ حتى لا نقع فى فخ الجاسوسية أو الإدلاء بأي معلومات تستخدم بشكل ضار، يمكنك أن تحدد ملامح الجاسوس، عندما تجد شخصاً يهتم بمعلومات دقيقة عن بلدك أو عن مكان عملك إذا كنت تعمل فى مكان حساس أو في إحدي المؤسسات القيادية فى الدولة. وغالباً ما يلجأ الجاسوس إلى الأشخاص المنتمين لطبقة إجتماعية تعاني من الفقر أو البطالة. ويعد أخطر أنواع الجواسيس هو الجاسوس المزدوج الذى يعمل لصالح الدولتين فى نفس الوقت، ومن الجدير بالذكر أن مهنة الصحافة احتلت النصيب الأكبر من "مهنة الجاسوسية"، حيث بث الأخبار والوقائع الحية، والتى تستغلها الدول المعادية للتعرف على أحوال البلاد وأخبارهم والرأى العام بها.