صرأت صحيفة (سيدني مورنينج هيرالد) الأسترالية الصادرة اليوم الأربعاء، أن أستراليا كانت محقة عندما قررت المشاركة في الجهود الدولية لقتال تنظيم "داعش" بجانب الاشتراك في جهود الإغاثة الدولية لمساعدة المحاصرين. وكشفت الصحيفة –في تقرير لها بثته على موقعها الإلكتروني- أن ما يقرب من 60 أستراليا قرروا حمل السلاح والانضمام إلى داعش، وهم يتلقون دعما من مائة أسترالي آخر يعيشون داخل البلاد، وذلك وفقا لأجهزة الاستخبارات الأسترالية. ورأت الصحيفة أن أهم ما في المسألة يكمن في تنامي الصراع بين الحضارة والهمجية، لذلك كانت أستراليا على حق إذ اشتركت في الجهود العسكرية الرامية إلى هزيمة الهمجيين، الذين يزعمون بأنهم يمثلون الدولة الإسلامية، وذلك من خلال تسليح الأكراد وغيرهم من الأطراف اللاعبة في المنطقة. وأشارت إلى أن أستراليا وحلفاءها قد تحسبوا من شن حرب طائفية على طريقة النهج القديم، قد تندلع في إطارها حرب كبيرة بين فصيلين مسلمين، وهما الشيعة والسنة، وهو ما حتم على الغرب أن يتخذوا موقفا. وقالت" إن مقاتلي داعش هم من السنة وتكون التنظيم نتيجة تصاعد الغضب والإحباط من الغزو الأمريكي-البريطاني-الأسترالي للعراق في عام 2003؛ بيد أن القوى الغربية لم تفهم آنذاك كم الاستياء الذي يكنه السنة العرب تجاه الحكومة الشيعية في العراق". وأضافت" أنه عندما ساعدت القوى الغربية في تحويل النظام السياسي في العراق من سنى إلى شيعي، فإن السنة لم يقبلوا ذلك بأي حال". ورأت الصحيفة الاسترالية أن الغضب السني والاحباط لم يتفجر فقط تلقائيا في الشوارع والقرى السنية بالعراق، لكنه تلقى تمويلا ودعما من المجموعات السنية الثرية في دول المنطقة، كالمملكة العربية السعودية، مؤكدة ضرورة أن يفهم الغرب مدى خطأ الاعتقاد بأن مشكلة داعش سوف تُحل بمجرد اسقاط القنابل وضرب مقاتليها.