نظمت ورشة الزيتون، بالاشتراك مع المجلس الأعلى للثقافة، حفل تأبين للشاعر الفلسطيني الراحل «سميح القاسم»، ويعد هذا الحفل باكورة الأعمال المشتركة بين الورشة والمجلس. أدار اللقاء، الذي عقد مساء الخميس الماضي، الناقد والشاعر شعبان يوسف مقرر ورشة الزيتون وشارك فيه عدد من النقاد والشعراء وهم الشاعر محمد إبراهيم أبوسنة، الشاعر السماح عبدالله، الدكتورة هويدا صالح، الكاتبة فاطمة ناعوت والسياسي أحمد بهاء الدين شعبان والدكتور أحمد الصغير، والكاتب زياد عبدالفتاح، كما تضمن اللقاء أغنيات قدمها الفنان أحمد إسماعيل منها قصيدة سميح الشهيرة التي لحنها وغناها مرسيل خليفة «منتصب القامة أمشي» وقصيدة من ألحانه للشاعر الراحل توفيق زياد. فى بداية اللقاء أكد الناقد شعبان يوسف أن سميح القاسم من أبرز شعراء المقاومة وأنه ناضل من أجل القضية الفلسطينية كثيراً، وأن فقدانه يعد خسارة كبيرة للشعب الفلسطيني والعربى. وأضاف «يوسف»: إن سميح القاسم كان مرتبطا بمصر، وظهر ذلك من خلال قصائده، مثل «الرثاء»، التي كتبها في رثاء الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، وقصيدة «النيل».. وأضاف «شعبان»: لقد تفتح وعينا فى شبابنا على النضال العربى من أجل القومية وكانت قضية عمرنا منذ اغتصاب فلسطين التي نعيش جرحها حتى اليوم، والقصائد الفلسطينية كانت تزيد من حماسنا ونحن في الجامعة وقد خرجنا في العديد من المظاهرات من أجل القضية الفلسطينية. واختتم «شعبان» حديثه بإلقاء قصيدة للشاعر الراحل بعنوان «تقدموا»، التي اعتبرها من القصائد التي أثرت في نضال أجيال وراء أجيال من الشعب المصري. وفى مستهل مشاركته طالب الشاعر محمد إبراهيم أبوسنة، الحضور بالوقوف دقيقة حداداً على روح سميح، ثم حكى عن ذكرياته معه حيث التقيا في مصر فى شبابهما، مؤكدا أن القاسم كان مناضلًا حقيقيًا، استطاع من خلال أعماله أن ينقل ويجسد الشعر الحديث، ويوحد بين القتال والكتابة، وبين الشاعر والشهيد. وتساءلت الدكتورة هويدا صالح فى بداية حديثها: «لست أفهم كيف نلوم من فضل البقاء في فلسطين، وفضل المقاومة والمعاناة عن اللجوء لبلد عربي أو أوروبي؟». أما الشاعر الفلسطيني زياد عبدالفتاح، فقد ذكر أن الشاعرين الراحلين سميح القاسم ومحمود درويش شكلا ثنائياً قوياً ضد الاستعمار الصهيوني من خلال أشعارهما التي أثارت لهيب المقاومة، وعلى الرغم من حمل القاسم للجنسية الإسرائيلية، إلا أنه رفض التجنيد في الجيش الصهيوني، بل قاومه من خلال كلمته ودفع مقابل ذلك دخوله السجن. وذكر المهندس أحمد بهاء الدين شعبان، مقرر لجنة الشباب بالمجلس الأعلى للثقافة، المنسق العام للجمعية الوطنية للتغيير، أن شعراء المقاومة الفلسطينية يمثلون له ولجيله الكثير، حيث عاشوا لحظات غاية التأثر بشعراء فلسطين ومنهم الشاعر سميح القاسم. وشاركت الشاعرة فاطمة ناعوت بقصيدة كتبها شاعر أوروبي لسميح القاسم قامت بترجمتها في لقاء جمع الشاعرين، وأكدت أن سميح عندما سمع هذه القصيدة كاد يبكى حينها. أما الناقد أحمد الصغير، فقال: إن الشاعر الفلسطيني سميح القاسم غلب على كتاباته تحويل الأشياء إلى رموز لذلك أصبح الرمز ذا خصوصية في شعره والذي من الممكن تسميته «شعرية الرمز»، كما أنه قدم كل فنون الشعر من الشعر العمودي والتفعيلة والسيرة الذاتية وغيرها.. وأضاف «الصغير»: أجده شاعراً كبيراً من الشعراء الذين تمثلت الكتابة الحديثة في نصوصه، حيث كان يطور نفسه بنفسه تلقائياً، يكتب من أجل خلود القصيدة ولا يكتب لجماعة أو فئة معينة إنما عن فلسطين.