img src="http://cdn.alwafd.org/images/news/1388652089hadh.jpg" alt="يونس السيد يكتب : واشنطن و"داعش"" title="يونس السيد يكتب : واشنطن و"داعش"" width="200px" height="260px" / بدأت ترتسم في الأفق ملامح استراتيجية جديدة تقودها واشنطن ضد تنظيم "داعش" الإرهابي بعدما قررت ضرب قواعد هذا التنظم في سوريا، أسوة بالعراق، واتجهت الى تشكيل تحالف دولي لهذه الغاية، انطلاقاً من أنه أصبح يشكل تهديداً استراتيجياً لمصالحها والمصالح الغربية عموماً . لكن هذا القرار جاء ليضفي مزيداً من الغموض على موقف واشنطن الغامض أصلاً والملتبس من "داعش" منذ نشأته وحتى الاستعدادات الجارية لمحاربته والتخلص من أخطاره . وبغض النظر عما تردده بعض وسائل الإعلام من أن واشنطن ودولاً إقليمية عديدة أرادت استخدام "داعش" وتوظيفه في معركة اسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، إلا أن تجاوزه لكل الخطوط الحمراء وتمرده على كل الواقع الإقليمي، وبدء تهديده لدول الجوار، ونذر انتقال أخطاره إلى الساحة الغربية، جعل واشنطن تعيد النظر في موقفها، تماماً كما فعلت حين استخدمت "القاعدة" في أفغانستان ضد الاتحاد السوفييتي السابق ثم عادت لمحاربتها بعد أن انقلبت عليها . وقد أسهم ضعف المعارضة السورية وانشقاقاتها وانضواء اجزاء منها تحت راية "داعش" في تغيير الموقف الأمريكي الذي وصل إلى حد اعتبار إعدام الصحفي جيمس فولي على يد ذلك التنظيم بمثابة إعلان حرب . ما سبق، ربما يبرر تأخر التحرك الأمريكي ضد "داعش"، ولكنه لا يكفي لتفسير الخطوات الأمريكية في هذا الاتجاه، وهنا تبرز أسئلة كثيرة ستظل إجاباتها ناقصة أو غامضة استناداً إلى الغموض في كيفية التحرك، وهل سيتم بمعزل عن النظام السوري، والاعتماد على المعارضة وحدها؟ أم أن تنسيقاً معيناً، سواء كان مباشراً أو غير مباشر، ستفرضه ضرورات قيام الطائرات الأمريكية بقصف قواعد "داعش" وما يتطلبه ذلك من إحداثيات ومعلومات استخبارية، يمتلكها النظام في دمشق؟ قرار مجلس الأمن كان واضحاً في هذا الصدد عندما دعا جميع الدول من دون استثناء إلى التعاون في مواجهة إرهاب "داعش"، ومن الواضح أنه لقي قبولاً لدى النظام السوري الذي دعا روسيا إلى المشاركة في العملية، فيما أوردت الصحف الأمريكية أن نقاشاً معمقاً سبق أن أجرته الإدارة الأمريكية حول هذا الموضوع بالذات، خلصت في نهايته إلى ما اعتبرته "خيار الضرورة" بالتنسيق مع نظام الأسد في دمشق بشأن هذه العملية، سواء كان ذلك مباشرة أو بطريقة غير مباشرة، كما أشير إلى نقاشات جرت في هذا الصدد بين واشنطن وحلفاء النظام السوري في موسكو وطهران . لكن يبقى السؤال حول الصيغة التي سيتم إخراج العملية بها، وكيف ستبرر واشنطن موقفها أمام المعارضة السورية، وأمام حلفائها الغربيين، خصوصاً فرنسا التي تعارض بشدة أي نوع من التنسيق مع النظام السوري بذريعة استئصال "داعش" . الواقع يشي بأن الاستراتيجيية الأمريكية الجديدة تحمل في طياتها مزيداً من الغموض والتعقيد تجاه المنطقة، ربما يحسمه ظهور الطائرات الأمريكية في سماء سوريا، وما إذا كانت هذه الطائرات ستتجاوز الحسابات الإقليمية الدقيقة إلى ضرب قواعد النظام السوري نفسه، وبالتالي إشعال المنطقة بحرب إقليمية جديدة لا أحد يمكنه التكهن بنتائجها . نقلا عن صحيفة الخليج