"الحراك الشعبي والثوري الحالي قد تجاوز كل الجبهات والتحالفات، وأصبح عابرًا لكل الانتماءات سوى الانتماء للوطن".. بتلك الكلمات المنافية للواقع السياسي في مصر، أعلن حزب الوسط انسحابه من تحالف دعم الشرعية، التابع لجماعة الإخوان الإرهابية. وهو الأمر الذي أثار الجدل حول سبب الانسحاب الغامض الذي أعلنه الحزب على الرغم من تمسكه بنفس أفكار الجماعة ورؤيتهم إلى الثورة وكأنها مستمرة ضد الرئيس عبد الفتاح السيسي، ليطرح السؤال "لماذا انسحب حزب الوسط برغم اتفاقه مع آراء التحالف؟". إن ما طرحه الحزب ذاته كأسباب لانسحابه من التحالف لم تكن مقنعة بقدر ما كان يشير إلى مدى توافقه مع التحالف، وتضامنه مع جماعة الإخوان الإرهابية في الثورة ضد النظام الحالي وإنكارهم لشرعية الرئيس عبد الفتاح السيسي السيسي الذي أتى بانتخابات نزيهة واتهامهم له بالفشل في توفير احتياجات المواطنين، إضافة إلى دعوتهم لإجراء مصالحة مع جميع القوى السياسية. ولم يكتف حزب الوسط في بيان إعلان انسحابه بالغموض وإنما تخلله بعض التناقضات التي تستدعي إثارة الشكوك حول سبب انسحاب الحزب من تحالف الإخوان، حيث دعا الحزب جميع "الثوريين" بالتحالف من أجل إعادة الوطن الذي اعتبروه مسلوبا، في الوقت الذي ينسحبون فيه من التحالف ويفككونه، كما أكدوا أنهم يساندون الإرادة الشعبية التى تأتي عبر إجراءات ديمقراطية في الوقت الذي يعلنون فيه استمرارهم في محاربة النظام الحالي الذي جاء بانتخابات ديمقراطية. ويتضح في بيان الحزب تناقضات وغموض تكشف عن دعم الحزب الكامل لجماعة الإخوان، فإن الشكوك تتوجه حول كون هذا الانسحاب مجرد خدعة لتنفيذ مخطط جديد لمحاولة تسلل أعضاء الجماعة مرة أخرى إلى الحياة السياسية في مصر، من خلال الانتخابات البرلمانية أو إجراء مصالحة سياسية للإخوان، أو أنهم رأوا أنه لا جدوى من التحالف مع الإخوان وقرروا حقا العمل بعيدا عنها. إلا أن تاريخ الحزب مع الجماعة يستبعد الافتراضية الأخيرة، فلم يكن ارتباط حزب الوسط بجماعة الإخوان بالجديد بعد قيام ثورة 30 يونيو وإنما استمر ارتباطه بشكل غير معلن حتى يعمل كغطاء للجماعة، فكان أحد الأحزاب الداعمة للرئيس المعزول محمد مرسي خلال فترة حكمه وحتى بعد عزله. فحزب الوسط خرج من عباءة جماعة الإخوان في عام 1995 وتأسس على يد مجموعة من شباب الإخوان واستمر في العمل تحت مظلة الجماعة حتى أعلنوا استقلاله عنه حتى يتمكنون من تسجيله رسميا، إلا أنهم فشلوا في ذلك واستمرت محاولاتهم التي فشلت في عهد الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، حتى قامت ثورة 25 يناير وبعدها خرج الحزب إلى النور.