انطلاق شرارة الثورة الشعبية من تونس إلى مصر لتأخذ الشكل الملهم لمحيطها العربي في إسقاط النظم الديكتاتورية المستبدة، وأثار السقوط السريع للحكام الفاسدين استعجال المصريين فى الحصول على النتائج المرجوة من ثورتهم فى عهد جديد، وعن قصد أو غير قصد تتصاعد الأسئلة عن.... ماذا أتت به الثورة إلينا؟؟ وماالذى يحدث؟ إلى أين نذهب؟ ماذا نفعل؟؟ ذلك أنهم لا يعرفون.. معني كلمة ثورة؟؟ لا يعرفون معني الثورة وصفاتها لغويا؟ ولا يعرفون معني الثورة سياسيا؟؟ وعند البحث عن المعني اللغوي لكلمة ثورة في «لسان العرب» لابن منظور، وهو أهم معجم في اللغة العربية، نجد أن المصدر لكلمة ثورة هي «ثور»،الذي هو اسم ذكر البقر، وصفات الثورة وملامحها نجدها في المعاني المتداولة والمترادفة التي وردت في «لسان العرب» لكلمة «ثورة» ومصدرها (ثور ) وفعلها (ثار) . وفيه نجد أن صفات الثورة وملامحها في اللغة العربية وكأنها تأتي في صفات مصدر الكلمة وهي «ثور»، وتشمل الهياج، الغضب، الإثارة، الظهور والسطوع، الانتشار، القوة والشدة، الحماقة، البلادة، كثرة العدد، اللون الأحمر «الاحمرار». وعن فعل الثورة نجد أن في المعجم: ثار الشىء ثورا، وثؤورا وثورانا. «وأرض مثارة»، إذا أثيرت بالسن، وهي الحديدة التي تحرث بها الأرض، أي قلبها على الحب بعدما فتحت أول مرة، وقال عز وجل «وأثاروا الأرض»، أي حرثوها وزرعوها واستخرجوا بركاتها وإنزال زرعها. وبهذا يكون معنى الثورة في اللغة العربية أشبه ما يكون بحرث الأرض وزراعتها وجنى الثمار، كأنها ثلاث مراحل متتالية متكاملة وفيها تكون المرحلة الأولى هي حرث الأرض وقلبها وجعل باطنها عاليها وكأنها هدم الوضع القديم مع ما فيه من ضجيج وإثارة الغبار، وفيها تكون صفات الثورة العنيفة أوضح وأسطع ما تكون، وتأتي المرحلة الثانية وهي الزرع من تسوية الأرض وتخطيطها ووضع البذور فيها وسقايتها حتي تنمو. وكأنها مرحلة التخطيط والعمل لبناء النظام الجديد، وتأتي المرحلة الثالثة وهي الحصاد وفيها نجني ثمرة الجهد المبذول، أي العهد الجديد بحصاده وثماره. وبهذا المعنى اللغوي لكلمة ثورة وصفاتها تكون الثورة عملية ممتدة تحتاج زمنا لانجازها وجهد للمحافظة عليها لإنجاحها، والانتقال إلى واقع جديد يختلف عما قبل الثورة, وكأنه الانتقال من أرض جدباء غير ذي زرع إلى واحة فيحاء ذات ثمار وبالمعني السياسي: الثورة هي التغيير الشامل في نظام المجتمع السياسي والاقتصادي والاجتماعي عن الوضع السائد قبل الثورة. وما حدث في الثورات الكبري في العالم كالثورة الفرنسية والثورة البلشفية في روسيا والثورة الإسلامية في إيران أوضح مثال على ذلك. من حيث إحداث التغيير الشامل في النظام السياسي والاجتماعي والاقتصادي في مجتمعها وحتى في امتداد التأثير لغيرها من الدول ومناطق العالم المختلفة. أي أن معني الثورة هو نتيجة تأثيرها على المجتمع ونظامه الشامل، سواء قام بها الشعب كانتفاضة ثورية، أو قامت بها النخبة كحركة لتحقيق مجتمع أفضل ثم تطورت إلى إحداث التغيير الشامل في المجتمع سياسيا واقتصاديا واجتماعيا. وسواء بدأها الشعب كمظاهرة ثم انتفاضة ثم تطورت إلى ثورة شاملة، أو بدأت كحركة تغيير ثورى منذ بدايتها. والفهم الخاطئ للثورة يسقط من حساب طبيعتها وصفاتها كحركة اجتماعية استثنائية، وهي نفس الطبيعة التي يكمن فيها الخطر عليها وعلى مصيرها من النجاح والفشل . والفهم الخاطئ للثورة ومعناها اللغوي والسياسي يسقط من حسابه عامل الزمن والوقت والجهد والتضحيات التي يجب أن تبذل فيها ،لتحقيق التغيير الشامل للمجتمع وهو الهدف من الثورة والداعي إلى القيام بها. وهنا يقع الخطر على الثورة وعلى مصيرها من أنصارها ومن أعدائها والانتهازيين حولها!!!!! انتبهوا أيها السادة!؟! Sheewy @hotmail.com