وسط أجواء حصار إسرائيلى لتجويع أهالى غزة نجحت عدسة "بوابة الوفد" فى اختراق هذا الحصار لترصد معاناة يومية يعيشها الصيادين بغزة لكسب نفقات المعيشة في ظل الاحتلال الصهيوني. فهناك أكثر من 3 آلاف صياد في مدينة غزة يعانون يوميا مرارة الحصار، وإطلاق النار عليهم بصفة مستمرة. البعض منهم خرج علي مركبة لصيد في المياه الإقليمية فعاد شهيدا والبعض عاد مصابا، والبعض لا يجد بديلا عن الاستمرار في الصيد لأنه لا يوجد بديل آخر لكسب المال لمواجهة ظروف الحياة، والحصار الاسرائيلي. يصل عدد سكان قطاع غزة نحو 1.8 مليون نسمة، وخلال عشر سنوات تصاعد عدد السكان بنسبة 40% حيث ارتفع من مليون نسمة عام 1997 إلي نحو 1.4 مليون عام 2007. انضم إلي معاناة الصيادين أكثر من ألفين مواطن غزاوي آخر ضاقت عليهم سبل العيش فلم يجدوا بديلا غير استخدام (سنارة) والوقوف داخل ميناء غزة المغلق بفعل الاحتلال الإسرائيلي، ليحصلوا علي بعض الكيلو جرامات من الاسماك . وتزداد المعاناة عند الصيادين أنفسهم فقد منعتهم إسرائيل من الصيد في المياه الاقليمية لغزة، وسمحت لهم بالصيد في 3 أميال فقط بعد أن كانت المساحة تتجاوز 30 ميلا. يصف لنا نزار عياش(أبو هاني), رئيس نقابة الصيادين في غزة المعاناه بأن الاحتلال الصهيوني منعهم من الصيد فى المياه الاقليمية والتي تصل إلي 20 ميلا، واقتصر الأمر علي 3 اميال فقط، مما جعل الصيادين في حاجة إلي المساعدة التي تكفي معيشتهم، فبعضهم يعيش علي المعونة والبعض الآخر يطلق عليهم (قرود البحر) يستطيعون تدبير معيشتهم من البحر. ثلاثة اميال فقط لا تعطي اسماك كثيرة كما يقول أبو عافية فحتي يستطيع الصياد الحصول علي نوعية جيدة من الاسماك لابد أن يذهب إلي ثمانية اميال من البحر. بينما يقول أبو هاني نتعرض يوميا لإطلاق النار من اسرائيل ولا يوجد مركبة إلا وأطلق علهيا العشرات من الطلقات التي أحدثت ثقوب بها، ونتج عن ذلك أكثر من 20 شهيدا و70 جريحا، من إجمالي 3 آلاف صياد وألفين صياد ليس لهم عمل سوى في غزة فقط، أما المدن الأخرى فالعدد قليل مثل خان يونس ورفح، ويمتلك الصيادون ما يقرب من 54 لنشا و400 مركبة. موضحا أن أسر شهداء الصيادين تتكفل بهم الحكومة. أبو هاني يري أن سبب المنع من قبل اسرائيل هو وجود البترول علي بعد اميال من غزة مؤكدا أنه لا يوجد صياد إلا وخضع للتحقيق في اسرائيل، ولا يحمل أي صياد أسلحة، ورغم ذلك نتعرض لحصار لم يشهده أي شعب في التاريخ. مطالبا اسرائيل بالوقوف علي حدودها . بينما يؤكد نزار عياش أن المزارع السمكية التي تقوم بها وزارة الزراعة فشلت لأنها لا تعطي جودة عالية من الاسماك، مطالبا الام مصر بالضغط علي اسرائيل لتوسيع المساحة إلي 8 أميال، منتقدا سياسة وزارة الخارجية في نظام مبارك المخلوع بالتجني علي الصيادين في غزة. ويحكى ابوهاني لحظات تعرضه للخطف من اسرائيليين قبل الحصار علي بعد 8 أميال وكان معه ما يزيد على 8 أطنان سردين واسماك أخري وظلت البحرية الاسرائيلية تطارده وتطلق النار عليه حتى وصل إلي شاطئ في غزة، وتمكنوا منه وسحب بالمركبة إلي اسرائيل وتعرض للضرب المبرح إلا أنه لم يكن يشعر بالضرب كما يقول ابو هاني معلل ذلك بأنه علي حق والاحتلال علي باطل. شاهد الفيديو: