تبدأ وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون مساء اليوم الاثنين زيارة لثلاثة أيام إلى الهند تبحث خلالها العلاقات الاقتصادية والأمن الإقليمي وتأتي بعد أيام على ثلاثة اعتداءات متزامنة وقعت الأربعاء الماضي في بومباي وأسفرت عن سقوط 19 قتيلا وأكثر من مئة جريح. وستلتقي كلينتون غداً الثلاثاء رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينج قبل أن تتوجه الأربعاء إلى شيناي (مادراس سابقا، جنوب) إحدى المدن الهندية العديدة المنفتحة أمام الاستثمارات الأجنبية بفعل النمو السريع لثالث قوة اقتصادية في آسيا. ويتوقع أن تتناول المحادثات مع مانموهان سينغ اضطراب الوضع في باكستان وخطر معاودة بروز طالبان في افغانستان. وقد رحبت الهند الاسبوع الماضي بقرار الولاياتالمتحدة تعليق 800 مليون دولار من مساعدتها العسكرية الضخمة لباكستان، ما يمثل اكثر من ثلث المساعدة التي تمنحها الولاياتالمتحدة لاسلام اباد سنويا. لكن نيودلهي قلقة من انسحاب القوات الاميركية المقرر من افغانستان خشية ان تستغل مجموعات اسلامية في باكستان ذلك لزعزعة الاستقرار بشكل اكبر في البلاد. وكانت الهند جمدت عملية السلام مع باكستان بعد الاعتداءات الدامية في بومباي في نوفمبر 2008، والتي نسبت الى جماعة عسكر طيبة التي تتخذ مقرا لها في باكستان. وقد نفذتها وحدة مسلحة من عشرة عناصر شنت هجوما استمر 60 ساعة في بومباي واوقع 166 قتيلا. ويأتي وصول كلينتون الى الهند بعد ثلاثة اعتداءات متزامنة بالقنبلة استهدفت احياء في بومباي مساء الاربعاء. ولم تتبن اي جهة هذه الاعتداءات بينما لا تملك الشرطة في الوقت الحاضر اي خيوط جدية حول منفذي التفجيرات التي وقعت قبل لقاء بين وزيري الخارجية الهندي والباكستاني لبحث عملية السلام الهشة بين البلدين. وقد عقد اجتماع تمهيدي بين مسؤولين كبار من البلدين حول كشمير اليوم الاثنين في نيودلهي. وبعد اعتداءات الاربعاء حاولت نيودلهي توجيه اصابع الاتهام الى باكستان. وقال مصدر في وزارة الخارجية الهندية قبل وصول هيلاري كلينتون، ان محاربة الارهاب شكلت على الدوام جزءا من حوارنا الاستراتيجي. واضاف هذا المصدر ان اعتداءات 13 يوليو ستكون مدار بحث في المحادثات. وكانت كلينتون اعلنت الاسبوع الماضي ان "من المهم اكثر من اي وقت مضى الوقوف الى جانب الهند مؤكدة التزامها بمكافحة الارهاب معا. ويتوقع ايضا ان لا يغيب الشق الاقتصادي في العلاقات الثنائية عن المحادثات. وجاء في بيان لمكتب وزيرة الخارجية قبل زيارتها ان كلينتون ستتوجه الى شيناي لديناميتها في مجال التجارة الخارجية والاستثمارات الاجنبية. وقال المتحدث باسم الحكومة الهندية فيشنو براكاش ان لا مبالغة في القول ان العلاقات مع الولاياتالمتحدة تغيرت منذ بضع سنوات.