في ذكرى أحداث 23/7/1952 هذا العام تعالت أصوات أنصارها بشكل غير مسبوق لإعادة الحياة إلى ما وئد منها وتغطية ما تعرى وفضح بها.. بداية ومسيرة وانتهاء!.. من هذا الصخب المؤتمر الصحفي الذي انعقد في 23/7/2014 بضريح عبد الناصر.. وتحدث فيه نجله عبد الحكيم ولم ينس في خطابه الملىء بالمغالطات التاريخية والعلمية وتعمد عدم نسبة الأدوار الرئيسية لأربابها، أن يهيل التراب كعادته على عهدي السادات وحسني مبارك، فحكمهما بالأربعين سنة كانت كلها ظلاماً وانتكاساً لمصر وللمصريين لخروجهما عن خط الملهم والده، وأخطأ خطأ جسيماً حينما قال ان والده هو قائد أحداث 23/7/1952 وبالقطع هو لم يكن كذلك من جميع الوجوه فقائدها كان الفريق أ. ح. محمد نجيب دون منازع.. لقد استضافت الأستاذة رولا خارسا ابن عبدالحكيم عامر من الفنانة برلنتي عبدالحميد ليواجه الدكتور ماجد محمد علي الذي أصر على وصف هذه الأحداث بأنها لم تكن ثورة في أي فترة حتى الآن.. أما ما أبداه نجل عبدالحكيم عامر من أن والده كان خريجاً في كلية أركان الحرب، جهلاً أو ظناً منه، بأن ذلك يشفع له أن يقفز بقرار من رتبة الصاغ إلى رتبة اللواء وهو ما يثير السخرية.. كما هو أمر لم يحدث بأي دولة بالعالم.. وأن كثيراً من القادة العظام الأكفاء لم يكونوا من كلية أركان الحرب.. إن خبرة والده العسكرية يقيناً توقفت عند هذه الرتبة!.. في مداخلة لأحد أساتذة التاريخ مع أ. رولا خارسا وقعت أخطاء فاحشة ما أنزل الله بها من سلطان.. 23 يوليو لا يمكن تسميتها بثورة ولا حتى بانقلاب يا أستاذ التاريخ!.. لها تسمية علمية أخرى!!.. كما أن عبدالناصر لم يكن رائداً للقومية العربية، ثم نأتي إلى سخرية سمجة سبق أن أبداها وكررها عبدالحكيم جمال من أن مصر في عهدها الملكي لم يكن أحد بها يجرؤ على الوقوف أمام السفير البريطاني أو المندوب السامي متجاهلاً أو غافلاً الظروف التاريخية في الحربين العالمية الأولى والثانية.. وأن بريطانيا كانت تحتل الولاياتالمتحدةالأمريكية نفسها ولم تكن تغيب الشمس عن مستعمراتها ولم يكن أحد في العالم في ذاك الحين يجرؤ على مناطحتها ومع ذلك ففي العهد الملكي ناطحها النحاس باشا بعنف!.. أما عن هزيمة 48 فإنها جعلت النظام الملكي يفكر في إعادة بناء الجيش بخبراء من جنرالات الألمان ولكن قطعت مجموعة 23 يوليو عليه الطريق حتى لا يكتمل ويتضافر العلم بالحلم!.. الملك حقن الدماء بينما اسالها بغزارة نظام يوليو في الزنازين والمعتقلات.. كان بمقدور الملك يقيناً، فيما أعتقد وأرى، القضاء على هذه المجموعة لو أنه استحل سفك الدماء!.. لقد شدد الرئيس عبدالفتاح السيسي على حرية إبداء الرأي والاعتقاد ومن هذا المنطلق إذا أردنا تطبيق العدالة وإقرار المشروعية فلنبدأ بمحاكمة مجموعة 23 يوليو 1952 لتنقية التاريخ من أدران ما لفقوه بإعلامهم الفاشستي!.. أذكِّر أنه عندما قام قادة الجيش اليوناني بانقلاب على الملك قسطنطين وعزله لعدم تنفيذه بعض مطالبهم!.. تلا ذلك انتفاضة الشعب اليوناني وتولى رئيس الوزراء المدني رئاسة الحكومة و كان أول ما فعله محاكمة قادة الانقلاب وأسفرت المحاكمات عن تجريدهم من رتبهم العسكرية وإيداعهم السجون ثم استفتاء حقيقي حر ليختار الشعب بين الملكية والجمهورية وكانت النتيجة لصالح النظام الجمهوري.. هذه المجموعة لم تكن أشجع عناصر في الجيش ولا من أكثرهم وطنية!.. أما موضوع إفلاتهم من المحاكمات والظهير الشعبي فموضوع تفرد له كتب ومجلدات!.. أرجو أن يبتعد المغرضون عن الزج برئيس الجمهورية المشير السيسي بهذا الملف الماركسي الناصري الكريه فليس بينهما رابط ولا تشابه على الإطلاق.. هاكم فقرة من مقال الكاتب الصحفي السيد علي (لليسار.. در) بأهرام 17/7/2014 (.. وكلنا يتذكر ما أبدعه الإخوان والناصريون في يناير بإقصاء كل السياسيين باختراع مصطلح الفلول حتى تخلو الساحة لأحدهما، ثم اخترع اليساريون تكئة للمرشح السيسي بضرورة إيجاد ظهير سياسي يدعمه وهم في حقيقة الأمر كانوا يمهدون لإيجاد ظهير شرعي لهم يعفيهم من الانتخابات التي فشلوا فيها بجدارة في كل تجربة خاضوها. ثم راحوا يشبهون السيسي بناصر في محاولات يائسة لاستنساخ تجربة إنسانية وسياسية أخذت من كبرياء ومستقبل مصر الكثير..). يقول الأستاذ عبدالمعطي حجازي في إحدي الفقرات بمقاله بأهرام 23/7/2014 تحت عنوان (ثورة... أم انقلاب؟!) ما نصه (لكن هذا السؤال الذي أعدنا طرحه في ضوء الهزيمة مازال بلا جواب، والأسباب معروفة، وأولها أن النظام الذي هزم، لم يسقط، لأنه كان قد نجح في تدمير كل بديل كان يمكن أن يتقدم لإنقاذ مصر مما سقطت منه، ولأن الهزيمة كانت فادحة مهولة بحيث وجد المصريون أن الذي تسبب فيها هو وحده الذي يتحمل جرائرها، ولهذا رفضوا من عبدالناصر أن يستقيل حين أعلن استقالته التي لا نملك دليلاً على أنه كان جاداً فيها، لأن استقالته معناها تعرية النظام.. ونشر فضائحه ومحاكمته ومحاكمة القائمين عليه، وهو أولهم..... ألف سؤال يطرح الآن على ما حدث لنا منذ الثالث والعشرين من يوليو عام اثنين وخمسين وتسعمائة وألف إلى اليوم، ولا جواب!.... أن هذه الحركة لم تكن ثورة، لأن الثورة تهدم الحاضر أو تتجاوزه لتبني المستقبل، والذي حدث أن حركة يوليو هدمت الحاضر والمستقبل معاً!.. يقول الدكتور مصطفى محمود في كتابه سقوط اليسار. الناشر قطاع الثقافة بأخبار اليوم في ص 7 ما نصه (... أما إحياء الناصرية كحل فذلك بلاء جربناه وعناء عشناه، وانتهى بنا إلى خراب اقتصادي، وهزيمة منكرة، واحتلال إسرائيلي، وعقد طبقي، وفساد أخلاقي. وخرج من عباءة الناصرية سلالة نعرفها.. عبدالكريم قاسم في العراق، والأسد في سوريا، والقذافي في ليبيا، والنميري في السودان، ليرجع كل منهم ببلده مائة سنة إلى الوراء وليسوموا شعوبهم سوء العذاب).. ويواصل في ص 9 بما يلي (سقط اليسار بجدارة في أي مكان من العالم.. وهو يتراجع في فرنسا وإنجلترا وإيطاليا واسبانيا... وهو يفقد مقاعده في كل برلمان.. ويفقد سمعته أيضاً.. ويفقد شرفه ورسالته..) ثم يواصل في ص 11 (.. وحضرة التقدمي ناصري مثاله الأعلى في بلادنا جمال عبد الناصر.. ونعرف أعماله، فقد أخرج الإنجليز، وأمم القنال، وأعلن الوحدة، وحقق المجانية، وطبق الإصلاح الزراعي. فقد أخرج الإنجليز وأدخل اليهود، وأمم القنال وردمها، وأعلن الوحدة العربية في الجرائد، وحقق التمزق العربي في الواقع، وكرس الانقسام إلى يمين ويسار وإلى رجعية وتقدمية، وإمبريالية واشتراكية... فتحول الكل إلى أعداء يأكل بعضهم بعضاً ويقتل بعضهم بعضاً تحت مظلة من الحقد اسمها الصراع الطبقي.. أعلنت مجانية التعليم لتثمر قراراته عكسها تماماً.. اللامجانية واللاتعليم.. وجاءت هزيمة 67 واحتلال سيناء، وما أعقب ذلك من خراب اقتصادي، ليؤلف علامة استفهام هائلة هي: لماذا قتل من قتل؟ لماذا مات المئات من التعذيب في السجون؟ ولأي قضية ثم علامة استفهام أكبر...).. رحم الله المفكر الفيلسوف د. مصطفى محمود.. والإجابة عن السؤال وعلامة الاستفهام الكبرى لن تكون قبل الإفراج عن الوثائق الأمريكية ذات الصلة بالكارثة الفادحة في 23/7/1952 هل قرأ أصحاب الهوى كتاب الصحفى الكبير جلال الدين الحمامصى حوار حول الأسوار؟!.. هل أتاهم ما جاء برد البنك المركزى حول أرصدة الذهب بالبنك ردا ً ً على تساؤل فى مرافعة القرن فى 6/8/2014 بأنه لم يخرج منه شيئا ً منذ كان الا وفقط إلا فى عهد عبد الناصر.. عند هذا الحد أتوقف.. لا أزيد ولا أطيل ولا أريد وسلام على من اتبع الحق بالحق.. ولقد أفتى من قال لا أعلم..