أكد الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية أن الشرع الشريف حريص على رعاية و تكريم الإنسان، وأن يكون المجتمع مجتمعًا فاضلًا خاليًا من المشكلات والظواهر التي تدمر بنيانه وتفسد العيش فيه. وأضاف مفتي الجمهورية أن من بين تلك المشكلات التي سعى الشرع لعلاجها مشكلة "أطفال الشوارع"، وأكد على ضرورة كفالتهم بصورة تحافظ على إنسانيتهم، وتهيئتهم ودعمهم ليكونوا أفرادًا نافعين للمجتمع وللوطن. جاء ذلك خلال لقائه بمنى المنصوري – سفيرة النوايا الحسنة وعضو مجلس أمناء نادي النوايا الحسنة بدولة الإمارات- التي تسعى لإنشاء مدينة متكاملة لرعاية أطفال الشوارع. وأشار فضيلة المفتي إلى أن ظاهرة أطفال الشوارع تتنامى بشكل كبير وبالتالي تزداد خطورتها، مما يضعنا أمام مسئولية كبرى، وواجب يحتم علينا الإسراع برعايتهم وإعادة تأهيلهم لدمجهم في المجتمع، كما أنهم يشكلون عبئًا ثقيلاً على الدول، وإذا لم تتدارك الدول والحكومات بالتعاون مع المجتمع المدني لهذه المشكلة وتعمل على حلها بسرعة، فإن الخطر سوف يزداد. وأضاف مفتي الجمهورية أن دار الإفتاء تدعم هذه المبادرة الطيبة، لأن الإسلام عمل على عدم انتشار هذه الظاهرة، ودعا إلى إيواء المشردين والمساكين لأنهم في حكم اليتامى الذين قال الله فيهم: (قُلْ إِصْلاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُم). وأوضح فضيلة المفتي أن الإسلام حث كذلك على التكافل بين أفراد المجتمع، بل في تاريخ الدول الإسلامة وجدت الأوقاف التي أوقفها الأغنياء وأصحاب الفضل لرعاية المشردين وذوي الحاجة، لأن الإسلام لا يعرف المسلم الذي يعيش وحده معزولاً عن مجتمعه ولا يساهم بإيجابية في حل مشكلاته، فالمسلم حقًّا هو من يسعى جاهدًا في رفع معاناة الناس وتخفيف آلامهم متمثلاً قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (مَنْ كَانَ عِنْدَهُ فَضْلُ ظَهْرٍ، فَلْيَعُدْ بِهِ عَلَى مَنْ لَا ظَهْرَ لَهُ، وَمَنْ كَانَ عِنْدَهُ فَضْلُ زَادٍ، فَلْيَعُدْ بِهِ عَلَى مَنْ لَا زَادَ لَهُ). ولفت مفتي الجمهورية إلى أن علاج هذه الظاهرة يحتاج إلى جملة من المراحل من بينها الوقاية لعدم زيادة أعداد أطفال الشوارع والمشردين، وتثقيف المجتمع وزيادة وعيه الديني والمجتمعي في كيفية التعامل مع هذه الظاهرة وعلاجها.