طلبة من الجامعة الالمانية.. ومن شباب نادى الصيد.. ومن كليات جامعة القاهرة، ما بين ناشطين ومتطوعين وجدتهم يسيرون فى حوارى بطن البقرة الضيقة .. يسألون الناس ويتعرفون علي أحوالهم .. إنهم فريق "إحياء" أصحاب أول مبادرة لتطوير بطن البقرة لمساعدة أهلها وتنمية المنطقة . فمن خلال التعاون مع الأهالى بدأ أعضاء إحياء التعرف على الناس هناك ومعرفة مشاكلهم، فكان الجهل والبطالة أبرز المشاكل التي واجهتهم وكان لزاما عليهم مواجهتها والبحث عن حلول سريعة لها، فمعظم السكان لا يجيدون القراءة والكتابة وأيضا نسبة البطالة بينهم مرتفعة جدا، خاصة بعد قرار الدولة بهدم ورش الفخار التى كانت مصدر الدخل فى المنطقة، لذلك كانت فصول محو الأمية أول ما قام به فريق إحياء المكون من 15 فردا. زرت أول فصلين لمحو الأمية بمنطقة القلعة والتقيت بالمتطوعين الذين يقومون بالتدريس فى هذين الفصلين، والذين يصل عددهم إذا استلزم الأمر الى 150متطوعا، وجدت أن كل المتقدمين لمشروع محو الأمية من النساء.. معظمهن ما بين 18 و20 سنة أو 35 و40 سنة، فالسيدات، كما يرى الفريق، أكثر حرصا على تنمية قدراتهن ورفع مستواهن التعليمى والثقافى. "مداد".. لإيقاف التسرب يقول براء الأناضولى، من الفريق: نحن مجموعة من خريجي الجامعة الألمانية وهندسة القاهرة وأعضاء نادى الصيد، قررنا أن نستثمر طاقتنا فى تطوير منطقة بطن البقرة لما وجدناه فيها من فقر كبير وسوء فى الخدمات، ولمعاناة الناس التي لمسناها بأنفسنا، فلدينا 1000 أسرة نكفلها فى المواسم وبشكل شهرى . ويضيف: فى المناطق العشوائية يكتفى أهل المنطقة بالتعليم الابتدائى، ففى منطقة بطن البقرة حوالى 75% يخرجون قبل الصف الثانى الاعدادى و5% يكتفون بالاعدادية و1 % يكملون الدبلوم و19 % لايلتحقون بالتعليم أصلا، فمن قرابة 1000 أسرة نتابعها دوريا لم يصل إلى مرحلة التعليم الجامعى إلا اثنان فقط . لذا قررنا بعد مقابلة عدد من خبراء التعليم فى مصر إنشاء مشورع "مداد" الذى يهدف إلى تعليم أطفال المنطقة مجانا بطريقة "مانتسورى"، وهو نظام تعليمى إيطالى يعتمد على تعليم الأطفال بالممارسة وليس بالتلقين والهدف منه مواجهة التسرب من التعليم بأفضل طرق تعليمية، وبالفعل حصلنا على دعم من أكبر مؤسسة لتعليم المانتسورى فى مصر لتعليم وتدريب 10 مدرسات من سكان المنطقة وخارجها وبعض المتطوعات، وقمنا بإعداد مقر فى منطقة بطن البقرة بمقابر اليهود وسوف نبدأ فى تدريب الأطفال بمجرد الانتهاء من تدريب المدرسات فى منتصف يوليو الحالى . يؤكد براء أن تكلفة المشروع فى السنة الأولى وصلت الى 8 آلاف جنيه، وأن المستهدف فى العام الأول تدريب 160 طفلا ويقوم الفريق بالتكفل بالتمويل واستقبال التبرعات أيضا، ويلفت الى أن اهتمامهم الأكبر بمشروع مداد لكسر عائق الجهل، مشيرا إلى استجابة الأهالي لهم وتعاونهم معهم المتمثل في إمدادهم بالأفكار التي تساعدهم على التطوير المطلوب. مشاريع الفقراء لم تقتصر أنشطة الفريق على محو الأمية فقط بل تتركز أنشطته بشكل أساسي في تنمية المنطقة من جميع الجوانب، فهناك تمويل المشاريع الصغيرة والكفالة الشهرية والاحتياجات العاجلة للأسر الفقيرة، وتزويج الفقيرات، تحفيظ القرآن للأطفال.. بالإضافة إلى الأنشطة الموسمية مثل شنط رمضان ولحوم العيد وأيضا إقامة المشاريع الصغيرة التي يتمثل معظمها في الأكشاك وورش النجارة وماكينات الخياطة التي تخدم أكثر من 60 أسرة . وفى كل شهر يقوم فريق إحياء، الذي بدأ عمله بالمنطقة منذ 6 سنوات، بتزويج ما بين5 أو 6 عرائس، من خلال تجهيزهن بكل ما تحتاجه العروس للزواج والذي لا يتعدى1150 جنيها فقط.