في »بطن البقرة« عرفت أن أطفال »أولي إعدادي« فازوا بالمركز الأول في مسابقة أفضل تصميم ل »روبوت« يتم التحكم فيه عن بعد.. تخيلوا؟! الأحد: ذهبت إلي العشوائيات لإعداد تقرير عنها لبرنامج »بكره أحلي«، ليس من باب البكاء علي المأساة و»مصمصة« الشفاه، ولكن من خلال نظرة جديدة وزاوية مختلفة. الكثير من الناس يظن أن العشوائيات لا تضم سوي المجرمين والبلطجية ومدمني المخدرات، أو علي أبسط الأحوال الفاشلين والبائسين والمستسلمين للواقع المظلم، وساهم في تكريس تلك الصورة الذهنية السلبية عن العشوائيات وسكان العشوائيات مجموعة من الأفلام السينمائية التي نسبت إليهم كل أشكال القبح والجريمة. الحقيقة انني ذهبت إلي هناك ب »عين جديدة«، عين تري في هذا المكان رغم كل شيء بشر »من لحم ودم«. اخترنا زيارة منطقة »بطن البقرة« بمصر القديمة خلف مسجد عمرو بن العاص، وهي تعتبر من أفقر مناطق مصر. وتعتبر وصمة عار في جبين بلادنا. يعيش فيها من 800 إلي 1000 أسرة في ظروف مأساوية تفتقد للحد الأدني للحياة الآدمية. ذهبت إلي هناك لا كي أبحث عن كل ما هو قبيح وألصقه بهم، أو أفتش عن السلبيات وأحذر منها، بل ذهبت إلي هناك لأبحث عن الناجحين! إذا كانت »بطن البقرة« من أفقر عشوائيات مصر، فهل يمكن في هذه الظروف أن نجد ناجحين فيها؟ الإجابة: نعم. وهذه عظمة الإنسان المصري الذي يقهر كل الظروف الصعبة لتحقيق النجاح. في »بطن البقرة« وجدت فنانين مهرة من صناع الفخار، الذين يصنعون تحفا فنية رائعة تمثل لقمة عيشهم وفي نفس الوقت سر صنعتهم ووسيلة إبداعهم. في »بطن البقرة« عرفت أن أطفال »أولي إعدادي« فازوا بالمركز الأول علي مستوي الجمهورية في مسابقة أفضل تصميم ل »روبوت« يتم التحكم فيه عن بعد.. تخيلوا؟! في »بطن البقرة« تعرفت علي طفل صغير يحفظ القرآن الكريم كاملا، ويملك ذاكرة فوتوغرافية يعرف من خلالها شكل الصفحة التي يحفظها. ووجدت بنتا صغيرة من الأوائل علي مستوي الشهادة الابتدائية! الحقيقة أن وجود هؤلاء الناجحين وغيرهم في قلب تلك المنطقة العشوائية البائسة يزيد من المسئولية الملقاة علينا لتحدي تطوير العشوائيات في مصر، فإن كان سكان هذه العشوائيات من الفاشلين والعاطلين لقال أحد الناس لنفسه: هم لا يستحقون أن نطور لهم حياتهم ولا أن نقدم لهم شيئا، لكن هذه الروح العالية التي يملكونها لتحدي الظروف الصعبة والإصرار علي النجاح تجعلنا لا نتوقف لحظة حتي لا يزيد السؤال عنهم صعوبة يوم القيامة: لماذا تجاهلتم سكان العشوائيات؟ كنت كلما أسير في المنطقة يستوقفني رجل كبير أو سيدة مسنة أو طفل صغير يقولون: حرام عليكم.. افعلوا لنا شيئا. نحن نعيش تحت الأرض. وليس فوق الأرض. نحن نعيش عيشة الأموات. نريد أن نحيا كالأحياء. الحقيقة أنني وجدت في »بطن البقرة« أيضا طلبة من الجامعة الأمريكية ومن شباب نادي الصيد ومن كليات جامعة القاهرة، ما بين ناشطين ومتطوعين، سألتهم: ما الذي أتي بكم إلي هنا؟ أجابوا: جئنا لمساعدة أهلنا. بطن البقرة وغيرها من العشوائيات في مصر تنتظر فعلا إيجابيا منكم. كنز اسمه »المرأة المصرية« الإثنين: هل تذكرون مشروع محو الأمية الذي بدأناه بعد الثورة؟ زرت أول فصلين لمحو الأمية بمنطقة القلعة، والتقيت بالمتطوعين الذين يقومون بالتدريس في هذين الفصلين، ووجدت أن كل المتقدمين لمحو أميتهم من النساء وأنه لا يوجد رجل واحد انضم لفصل محو الأمية! معظم السيدات ما بين 18 و20 سنة أو 35 و40 سنة.. وجدت السيدات أكثر حرصا علي تنمية قدراتها ورفع مستواها التعليمي والثقافي ورفع درجة وعيها. سألت سيدة عمرها 40 عاما: ما الذي دفعك للالتحاق بفصول محو الأمية؟ ردت السيدة البسيطة بثبات: »عشان أكبر في عيون ولادي اللي في المدارس«. ما زلت أذكر تجربة بنك الفقراء في بنجلاديش، عندما كتب محمد يونس صاحب فكرة البنك في مذكراته كيف انه توقف عن إقراض الرجال بعدما لاحظ أن الرجال ينفقون قيمة القروض علي مزاجهم ومصروفاتهم الشخصية ويتركوا زوجاتهم وأولادهم، أما النساء فكن يحصلن علي القروض متناهية الصغر فيعملن علي استثمارها وسدادها بانتظام في موعدها، فكل امرأة كانت تحافظ علي كل قرش من القرض لينجح مشروعها بما يعود بالنفع علي أولادها وبيتها. المرأة في العالم العربي لا تزال كنزا منسيا. هذا الكنز لم يكتشف بعد.. ولم يستغل بالشكل الأمثل.. المرأة عندنا مثل مارد محبوس في »قمقم«، ولو أعطيناها الفرصة لانطلقت تقوم بأدوار عظيمة وتحقق نتائج ضخمة في طريق الإصلاح ونهضة بلادنا. أعود إلي مشروع محو الأمية، فالمشروع لا يزال بكرا يتلمس الطريق، لكنه يسير بخطي ثابتة فيها إصرار وعزيمة، وسبب عدم تحقيق نجاح سريع أن مصر لا تمتلك خبرة سابقة أو تجربة نجاح في هذا المجال يمكن الاستناد إليها، وحتي التجارب العالمية مثل التي جرت في كوبا والهند لا تنطبق علي التجربة المصرية، ولا تتلاءم مع خصوصيتها. المهم أننا بدأنا الطريق في هذا المشروع القومي الكبير الذي يحتاج إلي الكثير من الجهد والوقت والمال والخبرات، وأنا سعيد بتراكم الخبرات الذي يحدث تدريجيا لشباب صناع الحياة، وسنظل نتابع نتائج هذا المشروع خطوة بخطوة. تشكيل لجان استعادة الأمن الثلاثاء: بدأ مشروع المشاركة بين الشعب والشرطة لاستعادة الأمن في خطوات تفعيله علي أرض الواقع. كنا قد طرحنا تلك المبادرة في برنامج »بكره أحلي« بتشكيل لجان مجتمعية تشارك أقسام الشرطة في التوعية وتخفيف العبء عن الشرطة والمساهمة في حل المشكلات البسيطة ومنع تفاقمها، والمساعدة في فض المنازعات بالحي والإبلاغ عن أي تجاوزات قد تحدث من بعض أفراد الشرطة، وذلك حتي تتفرغ الشرطة لمهامها الكبري في استعادة الأمن ووقف الانفلات الموجود في الشارع. وافقت وزارة الداخلية علي تلك المبادرة وتم الاتفاق علي تنفيذها في 10 أقسام شرطة فقط، لمدة 3 شهور قبل تعميمها علي بقية أقسام الشرطة. تم اختيار 70 شخصا علي مستوي الأقسام العشرة بواقع لجنة مجتمعية من 7 أشخاص لكل قسم، علما بأن هؤلاء الأشخاص ال 70 تم اختيارهم من جانب البرنامج بالتعاون مع جمعية »الشرطة والشعب«. حرصنا في الاختيار مراعاة الشفافية والنزاهة والسمعة الجيدة. هذه اللجان يشارك فيها كبراء الحي ورموزه.. كبار وشباب.. مسلمين ومسيحيين. بعد مرور الثلاثة أشهر سيتم تقييم عمل هذه اللجان لبحث إمكانية تعميمها علي بقية أقسام الشرطة في سبيل استعادة الأمن في الشارع المصري. أتمني نجاح هذه التجربة لتكون نقلة حضارية تحقق الأمن والأمان وتحافظ علي كرامة المواطن المصري. علي حائط ال »فيس بوك« من شجرة واحدة تصنع مليون عود كبريت. ويمكن لعود كبريت واحد أن يحرق مليون شجرة.. لذلك لا تدع أمرا سلبيا واحدا يؤثر علي ملايين الإيجابيات في حياتك. ما السحر الحلال؟ هل هناك سحر حلال؟ السحر الحلال الذي يمكن أن تأسر به قلوب الناس هو.. الابتسامة.. يقول أبو أمامة: »ما لقيني رسول الله إلا ابتسم في وجهي حتي أحببته«. في خبايا نفسك مواهب مدفونة.. ابحث عنها هنا أو هناك.. ولا تستصغر نفسك.. لا تقل أنا لا أفلح في شيء.. قم وشارك. وضع بصمتك في الحياة. يتعلم الإنسان بطريقتين: البصر والبصيرة. أما البصر فهو ما نتعلمه بالحواس من خبرات الحياة، وأما البصيرة فهي نور يضعه الله في نفوسنا. الحياة قصيرة فلا تقصرها أكثر بالهم و القلق. اجعل أملك في الله كبيرا. إن بينك وبين الله خطايا لا يعلمها إلا الله. فإن أحببت أن يعفوها عنك.. فاعف أنت عن عباده، فإنما الجزاء من جنس العمل.. تعفو هنا ويعفو هناك. الدنيا .. أن تزرع اشجارا، ثم لا تجلس تحت ظلالها، بل تقوم لتزرع غيرها. تعرف آخر كلمة قالها عمر بن عبد العزيز عند موته.. ابتسم وقرأ قول الله تعالي »تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين«.. اجعل هذه الآية قانون حياتك.