مشاهد الاعتداء على الأطفال الأيتام بنات وأولاداً التى شاهدناها من خلال الفيديو الذى عرضه مجدى الجلاد فى برنامجه على قناة C.B.C الفضائية يكوى القلوب وديمى العيون ويضرب بشدة على أبواب الضمائر لتستيقظ وتصرخ من شدة الألم مع كل آهة تصدر من صدر طفل صغير ضعيف يتيم وقع فى يد من لا يرحم بعد أن زعم أنه ملاك رحمة وهو فى الحقيقة سفاح جلاد لا تقل جريمته عن وحشية العدوان الإسرائيلى مع الأطفال الفلسطينيين الذين تابعناهم من خلال الصور قتلى وجرحى. وقائع تعذيب الأطفال الذين فقدوا الأب والأم والأسرة ولا يوجد لهم أحد فى الحياة وساقتهم الأقدار للإقامة فى دار لرعاية الأيتام بشارع الهرم، وهى دار اسما ولكنها فى الواقع وكر إرهابى على رأسه وحش غير آدمى شاهدناه يضرب الأطفال الصغار هزيلى الأجساد بقسوة وبكل عنف بعصا غليظة، ثم يرفع الطفل إلى أعلى من ياقة قميصه من الخلف وينهال على مؤخرته بالعصا، ثم يركله بقدمه، فيطير الطفل لمسافة عدة أمتار ويسقط على الأرض وهو يصرخ من شدة الألم، الأطفال كانوا شبه محبوسين فى قفص فراخ، يخرجهم الجلاد واحدا تلو الآخر، ويلقنه الطريحة بالعصا، دون أن يتحرك ضميره أو تستيقظ داخله عاطفة الأبوة، هذا الجلاد، لا يستحق أن نقول عليه إنه إنسان، بل انه حيوان شرس متبلد الأحاسيس، مكانه مستشفى الأمراض العقلية، أو حديقة الحيوانات، إذا قبلته القرود والنسانيس والحمار الوحشى والزرافة لأنها أرحم منه. الفيديو الذى صور هذه الوقائع البشعة التى رأينا من خلالها عورات البنات والأولاد اليتامى من شدة عنف الجلاد معهم، لم يكشفها جهاز رقابى تابع للدولة قام بدوره فى التفتيش على هذه الدار أو غيرها، ولكن نشرته زوجة الجلاد علي مواقع التواصل الاجتماعي على أثر خلاف بينهما ثم وصل شريط الفيديو إلى الاعلامى الكاتب الصحفى مجدى الجلاد، الذى واجه به غادة والى وزيرة التضامن الاجتماعى وعلى عبدالرحمن محافظ الجيزة. بعد كل جريمة مخجلة نقول إنها لو حدثت فى الخارج لقدم المسئول الأعلى استقالته على الفور ولا نمل من هذه المطالبة حتى يشعر الراعى بآدمية الرعية، وإذا لم تبادر الوزيرة والمحافظ بالاستقالة أو الإقالة فإننى من هذا المكان أطالب بإحالتهما إلى التحقيق أمام النائب العام بتهمة الإهمال فى متابعة المؤسسات الاجتماعية التى تسأل عنها الوزيرة مسئولية مباشرة ويسأل عنها المحافظ بحكم وقوعها فى دائرة سلطته. إن التحقيق مع الجاني الذى كان يناديه الأطفال ببابا أسامة لا يكفى، وحل مجلس إدارة هذه الجمعية لا يكفى أيضًا إن هذه الجريمة التى اغتالت آدمية أطفال أيتام ليس لهم أى سند فى الحياة توجب اعتذار المجتمع بالكامل لهم بدءا من السيد رئيس الجمهورية الذى اعتذر لضحية التحرش الجنسى فى التحرير فهذه الجريمة لا تقل إهانة لبنات وأولاد فقدوا أسرهم، وأصبحت لهم حقوق علي المجتمع لرعايتهم إن الدستور يلزم الدولة برعاية الطفل وحمايته من جميع أشكال العنف والإساءة وسوء المعاملة والاستغلال الجنسى والتجارى، وهؤلاء الأطفال اهدرت كرامتهم، وأهينت مشاعرهم وآدميتهم، على يد قساة القلوب الذين حولوا العمل الاجتماعى والأهلى إلى بيزنس ومولات تجارية وشحاتة وتسول وتلقى التبرعات على حساب كرامة هؤلاء الأطفال الذين قست عليهم الحياة وحرمتهم من حنان الأب والأم، فكانت الدولة أشد قسوة عليهم من اليتم، وتركتهم فى يد من لا يرحمهم إن مثول الوزيرة والمحافظ أمام جهات التحقيق ضرورة لفتح ملفات مؤسسات رعاية الأيتام فى جميع المحافظات لربما يكون ما خفى كان أبشع.