أكد أن كل ما تردد عن علاقة الأكراد بتنظيم «داعش» الارهابي الذي يدمر في العراق هي شائعات لا أساس لها من صحة، كاشفاً خلال حديثه ل«الوفد» عن مفاجأة كبيرة تمثلت في معرفتهم بأمر هذا التنظيم وإعطاء المعلومات المملوكة لديهم لحكومة الرئيس نور المالكي الذي تجاهلها.. الكثير من المعلومات عن «داعش» وانفصال إقليم كردستان عن العراق وغيرها من الموضوعات يتحدث عنها الملا ياسين رؤوف رئيس المكتب الوطني الكردستاني بالقاهرة. في البداية.. نود أن نتعرف منك على الموقف الكردي من الأزمة العراقية الحالية خاصة مع سقوط مدينة الموصل؟ - صراحة نحن في إقليم كردستان كان لدينا علم بما سيحدث الآن من حوالي 6 أو 7 أشهر وتحدثنا بخصوص ذلك مع الرئيس العراقي نور المالكي والقيادات العراقية وأخبرناهم بما لدينا من معلومات، ولكننا فوجئنا بموقفهم حيث قالوا لنا حرفياً: «خلوا بالكم من كردستان ومالكوش دعوة بالعراق.. إحنا مسيطرين ع الموقف كويس»، وعلى هذا الأساس صمتنا ولم نتحدث ثانية، إلى أن فوجئ الجميع بما حدث من «داعش» وتحطيم الجيش العراقي الجديد، وللعلم العراق قبل وقوع الموصل فى يد «داعش» المنتمين للسنة الذين قويت شوكتهم كثيراً والشيعة الذين وجدوا اخطاء المالكي ونحن جزء من وحدة العراق ولا نسمح ولا نوافق على تقسيم العراق إلا إذا رغب العراقيون أنفسهم في ذلك. كيف هذا وبعض وسائل الإعلام العراقية أشارت إلى أنكم تقومون بالتنسيق مع داعش وتناصرونهم؟ - إطلاقاً، غير صحيح بالمرة، ولا يمكن أن يحدث، وإلا ما كنا لنخبر نور المالكي وحكومته بأمرهم ونحذرهم منذ 6 أشهر أو أكثر، وكانوا مصرين أن يدفنوا رؤوسهم في الرمال. ولكن كلامك عن رفضكم لتقسيم العراق يتنافى مع مطالبكم بعمل «الفيدرالية» العراقية؟ - للتوضيح فقط عندما عرضنا فكرة عمل «فيدرالية» عراقية منذ عامين رفضها السنة، وأعيد وأؤكد أننا كأكراد ضد تقسيم العراق، ولكن هذا لا يمنع من أن لدينا مشاكل مع حكومة نور المالكي ولك أن تتخيل أنهم لم يرسلوا لنا مرتبات الموظفين منذ شهر فبراير الماضي، ولكن هذا لن يثنينا عن مطالبنا في إقامة عراق ديمقراطي حر يعطي المستحقات لكل الشعب ولكل أبناء هذا الوطن. معنى كلامك أنكم ستحتاجون تغيير الدستور العراقي ليتماشى مع الفيدرالية التي تبغونها؟ - بالعكس.. فالدستور العراقي الحالي ضامن للعراق الفيدرالي الموحد الذي يضمن حقوق جميع الطوائف ومشاركة جميع الفئات في إدارة الدولة، وللعلم السنة متمسكون به ولكن المشكلة في الشيعة الذين يرفضون تطبيقه وعلى رأسه رئيسهم نور المالكي. مع احترامي لكلامك، فإن حكومة نور المالكي التي تحاربونها الآن وتنتقدونها أنتم من أتيتم بها لسدة الحكم من خلال التحالف الكردي الشيعي على حساب علاوي؟ - لا أنكر أن هناك تحالفاً كردياً شيعياً وكان لدينا تعاون معهم منذ عشرات السنوات وحتى 2013 وذلك لأن كلينا كان يشعر بالاضطهاد من السنة، ولكن هذا الكلام لا يعني أننا وقفنا ضد علاوي، فهو الآن أقرب لنا من نور المالكي، وفي علم السياسة هناك قاعدة تقول: «المصالح تتصالح». ذكرت أنكم لن توافقوا على تقسيم العراق إلا إذا رغب العراقيون في ذلك.. فهل لو كان التقسيم هو القرار الأمثل، فمعنى ذلك قيام دولة كردستان الكبرى؟ - لا أريد الحديث في هذا الأمر في الوقت الحالي، ففي السياسة هناك قاعدة تقول: «لكل حادث حديث»، فإذا حدث هذا وقتها يمكننا الحديث عن أي أمر يخص الدولة الجديدة، ولكن حتى الآن نحن جزء من العراق، وكما قلت سابقاً لا نقبل بتقسيم العراق. كيف لا تقبلون بتقسيم العراق وقد طالب رئيسكم مسعود برزاني بالاستفتاء على استقلال كردستان في جلسة البرلمان الأخيرة؟ - هذا غير صحيح بالمرة فمسعود برزاني لم يطالب بهذا الأمر اطلاقاً، وما نشر مؤخراً بعض وسائل الاعلام غير دقيق، فنحن لدينا قناعة بأن الحل السياسي أهم من العسكري. لاحظ الجميع مؤخراً تغير موقف تركيا ورئيس وزرائها أردوغان من قضية الأكراد.. ترى ما السبب في ذلك؟ - هذا حقيقي، فالموقف التركي تغير كثيراً، فمنذ عامين كانت الإدارة التركية متمسكة بالعراق الواحد، ولكن فجأة تغير الموقف تماماً، وأعتقد أنهم الآن يدرسونها: هل دولة موحدة مدعومة من إيران التي تساند الشيعة، أم دولة ضعيفة ونستفيد منها ومن اقتصادها وغازها وبترولها، وأعتقد أنهم متأكدون من أن العراق لن يكون موحداً، والأمر كله مرتبط بالمصالح مثلما هو موقف السعودية وتركيا المتشابه مما يحدث في سوريا، وموقفهما المختلف تجاه ما يحدث في مصر، فالعملية كلها عملية مصالح. وبمناسبة البترول.. ماذا عما تردد عن قيامكم ببيع البترول المملوك لكم لإسرائيل؟ - غير صحيح، فقد بعناه إلى تركيا وعدد آخر من الدول لتحقيق الاكتفاء الذاتى ودفع مرتبات الموظفين بعدما امتنعت حكومة المالكي عن دفعها منذ فبراير الماضي كما سبق وذكرت لك. وسط حالة الدمار الموجودة الآن في العراق.. ماذا عن العمالة المصرية الموجودة هناك؟ - لا خوف إطلاقاً عليهم، فقد ساعدنا المئات منهم ممن كانوا على خط النار وفي المواجهات حتى أوصلناهم لإقليم كردستان، فنحن نحب المصريين بحكم العلاقات التاريخية معهم، فالشعب المصري صديق للشعب الكردي، لعدة أسباب أولها لعدم الاحتكاك العدائي بين الشعبين، وثانياً لطبيعتهم المرحة والبشوشة، وثالثا للأصول التاريخية، فهناك روايات تقول إن للمصريين أصولاً كردية، حيث إن هناك كلاما على أن نفرتيتي كردية، لكن لو حتى هذه المسائل ليست لها سند موثوق فتكفي مسألة صلاح الدين وأصول محمد علي باشا، لتبين هذا الترابط القديم، كما أن الأمين العام للحزب الكردستاني جلال طالبانى، أتى لمصر وتقابل مع الرئيس عبدالناصر، وبعد سنوات من المطاردة من قبل الأنظمة الغاشمة في العراق اضطر طالباني للاقامة في مصر سنتين في زمن الرئيس السادات وفي زمن الرئيس الأسبق مبارك، فتحنا مكتب الاتحاد الوطني الكردستاني بالقاهرة عام 1997. معنى كلامك أن هناك تعاوناً بينكم في الإقليم وبين الحكومة المصرية؟ - بالطبع هناك تعاون اقتصادي وثقافي وسياسي واجتماعي وعلمي وفني بين الإقليم ومصر وبشكل مستمر، فمثلاً على المستوى التعليمي هناك تعاون علمي علي مستوى الجامعات وهناك عشرات الطلبة الكرد الموجودين في كافة المجالات والتخصصات في جامعات ومعاهد مصر.