تشهد محلات "البالة" (الملابس والأحذية المستعملة الأوروبية) إقبالاً من فقراء الإسكندرية لشراء احتياجاتهم نظرا لرخص سعرها مقارنة بأسعار السلع المستوردة الجديدة. يستغل التجار عدم علم المواطنين بأن البالة تباع بالطن فى الجمارك، أى ان السلعة التى تباع مهما كانت ماركتها.. فإن سعرها بسيط مقارنة بسعر بيعها.. سواء كانت أحذية أو ملابس.. وعندما تقع عيناك على حذاء أعجبك وتسأل البائع عن سعره تكون المفاجأة تبدأ الأسعار من 50 إلى 250 جنيهاً. من جهتها تقدمت شعبة الملابس بمطالب عدة بإعدام ملابس البالة ووقف استيراد الملابس الصينية "الفار إيست" التى تحمل العديد من الامراض بسبب استخدام مادة البلوستر والالوان رديئة الصنع والمحظور استخدامها دولياً.. تجولت "بوابة الوفد " فى شارع خالد بن الوليد، وهو أكثر الشوارع أنتشارا لمحلات البالة. بداية أكد محمد السيد، بائع بالة، أنه يقوم ببيع الملابس على حسب البلد المصنعة لها وجودتها وتبدأ اسعار البلوزات من 10 جنيهات الى 100 جنيه، وسعر البنطلونات الجينز من 65 الى 200 جنيه. أشار الى ان البائع يقوم بمجهود كبير لاستعادة شكل الملابس والاحذية، لان الكنترول الذى يحمل هذه البضائع من الدول الاوروبية يأتى الى بورسعيد محملا بالبضائع بشكل عشوائى وتوضع جميع السلع فوق بعضها فتحتاج بعد ذلك الملابس ان تغسل بسبب رائحتها بعد التخزين، خصوصاً انه يوجد ملابس بها آثار الارتداء والغسل يكون بمواد معينة للقضاء على الجراثيم والروائح، وبذلك نقضى على الامراض اذا كانت الملابس محملة بأمراض معدية أو مسرطنة. وأكد عبد الله السورى بائع أن هناك الكثير من المواطنين يفضلون شراء ملابس البالة بسبب غلاء الملابس المستوردة الجديدة.. وأشار إلى أن هذا العام هو الاكثر اقبالا على الشراء مقارنة بالأعوام الثلاثة الماضية التى شهدت اضطرابا فى الشارع المصرى وكان يؤثر بالسلب على حركة البيع. وأضاف حسين محمود بائع – نقوم بتنظيف الاحذية بعد تفريغها من الكنترول وصبغها إذا لزم الأمر وبيعها بسعر أقل من السلع المستوردة الجديدة بمعدل النصف، اى نقوم ببيع حذاء أطفال مثلا 80 جنيهاً وسعره جديداً 200 جنيه. تقول نجلاء شعبان "ربة منزل": "أشترى لأولادى ملابسهم من محالات البالة نظرا لرخص سعرها مقارنة بالجديدة، واقوم بغسلها بعد الشراء وبذلك تظهر كأنها جديدة حتى لا يشعر ابنائى بالخجل امام الجيران والاهل من ملابسهم القديمة، وأشارت إلى أنها هى من تربى الاولاد بعد هجر زوجها المنزل ولا تستطيع شراء ملابس واحذية جديدة. يقول فوزى رجب "موظف": "لا اشترى لنفسى سوى بنطلون وقميص فى فصل الصيف ومثلهما فى الشتاء لأتمكن من شراء مستلزمات ابنائى، ولا اعتقد ان الملابس المستعملة سوف تجلب لنا أمراضاً اكثر مما نحملها.. فابنى الكبير "أحمد" مريض بالكبد، وعمره 10 سنوات، بسبب عدم استطاعتى علاجه منذ كان صغيراً، وانا احمل مرض الضغط والسكر، والأسعار فى غلاء مستمر، فلا نستطيع الا شراء ملابس مستعملة حتى اذا كانت محملة بالأمراض ارحم من أن نعرض أجسادنا لحرارة الشمس وبرد الشتاء. وأِشارت منى الجندى، "موظفة"، إلى أن الملابس الصينية والأحذية الصينية الخامات المصنعة منها رديئة جدا، فالحذاء يقطع سريعا، ولذلك نتوجه لشراء المستعمل الاوروبى، كما ان الملابس الصينية خامات الأقمشة تختلف عن الملابس المستوردة والمصرية بشكل كبير جدا. أكد لويس عطية، رئيس شعبة الملابس بالغرفة التجارية، بأن هناك نسبة ركود فى البيع على الملابس المستوردة الجديدة، وطالب عطية بإعدام الملابس والأحذية القادمة من الدول الأوروبية نظرا لما تحمله من امراض خطيرة مسرطنة.. كما طالب بعدم استيراد الملابس والاحذية الصينية نظرا لعدم مطابقتها للمواصفات الصحية. وأوضح بأن طريقة تخزين البضائع المستعملة الأوروبية غير صحية وان البالة مليئة بالمخالفات التي تأتى من جميع الدول الاوروبية فى شكل تبرع للدول الفقيرة بدون اى مقابل ويقوم بشرائها التجار بالطن بأقل الأسعار وعند بيعها تباع بالقطعة أى يصبح تجار البالة أغنياء فى شهور قليلة، وتدمر صحة المواطنين. استكمل عطية، هذه الملابس والأحذية غير صحية لا نعرف من أصحابها ومضارها بنسبة 100% وهذا يعد غشاً تجارياً، حيث يقوم التاجر بتنظيف وكى هذه الملابس وبيعها بأسعار مرتفعة، وأضاف عطية، الكارثة ايضا فى ملابس الفار ايست، وهى الملابس الصينية التى تأتى من ماليزيا وكامبوديا.. واستكمل يقوم التجار بأخذ عينة من الملابس المستوردة وعرضها على هذه الدول لتصنيع ملابس صينية مشابهة لها بسعر اقل منها فتقل جودة المنتج بسبب رداءة المواد والقماش المستخدم ويدخل فيها مادة البلوستر وهى مادة مسرطنة ويصبح المنتج مضراً للقلب والصدر لمن يرتديه. أضاف مرقص صليب، تاجر أحذية، الحذاء المستعمل فيه سم قاتل وهذا تعبير قليل جدا لما يحمله من امراض تؤدى الى انتشار امراض خطيرة فى جسد المستهلك، لأن مسح الحذاء لا يعنى القضاء على أمراض معدية كان يحملها مستهلك غيره.. وحتى اذا كان لا يحمل أمراضاً فكل الأحذية المستعملة توضع فوق بعضها اى تنتقل منها الجراثيم والأمراض الى بعضها.