عندما تكون بعيداً عن المشهد فإنك تري بوضوح أكثر هذه المقولة تتأكد صحتها يوما تلو الآخر خاصة هذه الأيام التي يرانا فيها العالم بوضوح أكثر مما نري أنفسنا... ورغم التحليلات التي لا حصر لها من المختصين والمحللين والمتحذلقين الذين باتوا أبطال فضائيات.. إلا أن أدق التحليلات وأقربها للواقع كانت من الخارج لأنها حيادية وبلا أهواء أو ميول فجاءت أكثر دقة خاصة من الجهات الاقتصادية حيث تم وضع ثلاثة سيناريوهات هي الأقرب للمشهد.. السيناريو الأول الوصول الي الديمقراطية وحكم مدني ولكن بعد فترة... الثاني استمرار المشاحنات بين القوي المختلفة دون وصول أي منهم للسلطة وبقاء الوضع لما هو عليه عدة سنين... أما الثالث وهو أخطرهم الغرق في دوامة الفوضي والاضطرابات ووضعت لكل مشهد علامات ودلائل.. فكان المشهد الثاني هو الأقرب حاليا في ظل الأحداث المتلاحقة وحالة عدم الرضا عن الحكومة وأدائها وقراراتها البطيئة والتي نتج عنها حالة من الفوضي والاضطراب الذي وصل لمرحلة باتت تهدد أمن مصر وهنا يظهر خط أحمد يجب علي جميع المصريين عدم تخطيه نهائياً أو حتي مجرد الاقتراب منه ودلائله كثيرة أهمها التهديدات بإغلاق قناة السويس وهو قمة الخطر الذي ينذر بتهديد مباشر وإعطاء ذريعة لتدخل القوي الخارجية في شئوننا فالقناة تحكمها اتفاقيات دولية وأي عبث بها أو حتي مجرد التلويح باستخدامها ورقة ضغط يجعلنا في مرمي النيران الخارجية ومؤشر لحياد الثورة عن مسارها الصحيح... وقد سبق ذلك الدعوة للعصيان المدني ونتج عنها اغلاق أهم وأكبر مجمع خدمي في مصر مجمع التحرير... وظهرت مطالبات بالتصعيد مثل التهديد بغلق مداخل مترو الأنفاق... المراقبون للموقف من بعيد جمعوا كافة الخيوط والمشاهد بدقة وحللوها ليضعوا لنا المشاهد الثالثة ويحددوا مكاننا منها وأرجو أن نقرأها بدقة وندرك خطورتها قبل فوات الأوان! غداً تعلن الحكومة التغيرات الوزارية الجديدة والتي أعلنها العالمون بالأمور والمقربون من الحكومة قبل الحكومة بسنة كالعادة ليتأكد لنا أن شيئاً لم يتغير... أتمني من رئيس الوزراء أن يكون اختياره هذه المرة تمت مباركته من ميدان التحرير حتي لا يضطر مرة أخري إلي النزول للميدان وطلب الغفران من اخطائه السابقة.. وأتمني من السادة الوزراء القادمين أن يكون لديهم خطط واضحة ومحددة وأن يكونوا أدركوا ما حدث لمن سبقوهم! لم أعرف مدي جهلي وضحالة فكري إلا عندما اكتشفت أن تحليلي للمحاكمات العلنية، والذي كان قاصراً علي الرغبة في الشفافية واظهار الفاسدين امام الشعب ليتأكد من وجودهم في محبسهم وجدية محاكماتهم هو تحليل عبيط.. فالمحكامات العلنية تعني تجريد البلطجية من ملابسهم وتعريتهم وتعليقهم علي النخل في التحرير لتكون الأمور علنية!! [email protected]