أكد سامح شكرى وزير الخارجية ل«الوفد» ان الوزارة تتعامل مع بيان الداخلية الليبية بشأن عدم وجود ضحايا مصريين فى حادث اطلاق صاروخ جراد على منزلهم فى الكريمية بطرابلس بمنتهى الحرص على تحرى الدقة فى ظل التضارب فى المعلومات منذ وقوع الحادث حول وجود ضحايا من عدمه ، وذلك حتى» لا نقع فى خطأ أخر» على حد قوله. واكد الوزير أن السفير المصرى فى ليبيا المتواجد فى القاهرة يجرى اتصالات مكثفة مع السلطات الليبية والبعثة الدبلوماسية المصرية فى طرابلس للوقوف على حقيقة الامر تمهيدا لاصدار بيان رسمى من وزارة الخارجية فى هذا الشأن وكانت وزارة الداخلية الليبية قد اكدت عدم وجود أي مصريين بين ضحايا حادث «الكريمية» بمنطقة طرابلس الذي تردد عن مقتل 23 مصريا نتيجة لسقوط صاروخ «جراد» علي المنطقة التي يسكنون فيها . وقال السفير محمد أبو بكر سفير مصر في ليبيا الذي يمارس مهام عمله من القاهرة: أن وزير الداخلية الليبي اتصل به وأبلغه أنه لا يوجد أي مصري قتل في الحادث الذي وقع بمنطقة الكريمية مضيفا «أنه كان يتواصل مع السلطات الليبية بصورة يومية منذ ان ترددت الأنباء عن مقتل عدد من المصريين في الحادث للتأكد من صحة هذه الأنباء . وأوضح أبوبكر أن اتصالات مكثفة كانت تجري أيضا مع المستشفيات الليبية ومصلحة الطب الشرعي بطرابلس لمعرفة ما اذا كانت هناك جثامين لمصريين فيها , مشيرا الي أن الخارجية وصلها تأكيدات بعدم وصول أي جثامين من منطقة الكريمية لمستشفيات طرابلس، عدا جثمان لمصري واحد قتل جراء الاشتباكات التي وقعت بالقرب من المطار بطرابلس . واشار السفير محمد أبو بكر الى ان وزارة الخارجية والسفارة المصرية في طرابلس سعت من بداية توارد الانباء عن مقتل مصريين في الكريمية الي معرفة الملابسات وأسماء الضحايا , وقال : كان من اللافت أن وزارة الخارجية وغرفة العمليات التي شكلتها قبل فترة لمتابعة أوضاع المصريين في ليبيا , لم تتلق أية بلاغات من ذوي مصريين في ليبيا عن تعرضهم للإصابة في هذا الحادث أو القتل كما لم نتلق أية بلاغات من مصريين في ليبيا عن تعرض اي مصري لمكروه في الاحداث التي شهدتها منطقة الكريمية . وأضاف « ما وصلنا من معلومات يؤكد مقتل عدد من الاجانب من جنسيات أفريقية في هذا الحادث تحديدا . وتابع سفير مصر في ليبيا « أن عدم وجود مصريين قتلوا او اصيبوا في حادث الكريمية فإن هذا لا يعني عدم وقوع ضحايا من المصريين المقيمين في ليبيا في حوادث فردية، ولذلك وزارة الخارجية اصدرت تحذيرات للمصريين الذين يقيمون في طرابلس وبني غازي تشدد عليهم فيها علي ضرورة خروجهم الفوري منها لانها مناطق اشتباكات بالأسلحة الثقيلة. ولفت سفير مصر في ليبيا الي أن أعداداً من المصريين من المقيمين في طرابلس خرجت بالفعل من العاصمة الليبية وتحركت براً إلي الحدود التونسية والبعض الآخر تحرك الي مدن ليبية أخري، منوها الي وجود بعثة قنصلية مصرية أرسلتها وزارة الخارجية الي منطقة الحدود التونسية الليبية لتقديم المساعدات للمصريين الراغبين في العودة الي مصر. وأشاد السفير محمد أبوبكر بالمساعدة التي تقدمها السلطات التونسية للبعثة القنصلية المصريين لتسهيل مهمتها في مساعدة المصريين. وأعاد السفير المصري في ليبيا التأكيد علي أن السفارة المصرية علي إتصال دائم بالسلطات الليبية للمتابعة لاستكشاف الحقيقة , وقال « كما أننا نتابع أية أحداث تقع في منطقة الكريمية حيث إنها المنطقة الأكثر سخونة في طرابلس، وسنستمر في استجلاء الحقيقة في ضوء تضارب المعلومات بسبب الأوضاع التي تشهدها ليبيا حاليا. جدير بالذكر ان مصر كانت من أسرع الدول التي حذرت رعاياها من خطورة الاحداث في طرابلس وبني غازي، حيث ناشدت وزارة الخارجية اكثر من مرة المواطنين المصريين الموجودين فى مدينتي بنغازي وطرابلس بمغادرتهما فوراً ودون أى إبطاء حفاظاً على حياتهم فى هذا الاقتتال الداخلي الفوضوي، والتوجه إلي مناطق أكثر أماناً داخل ليبيا أو إلي الحدود الليبية-التونسية عند منطقة رأس جدير، حيث يتواجد طاقم قنصلي مصري علي الجانب التونسي من الحدود لتسهيل عودة المصريين وذلك بالتنسيق الكامل مع السلطات التونسية، مع الالتزام بتعليمات الجانب التونسي بضرورة حمل تذكرة طيران من تونس للقاهرة ومبلغ محدود من المال، كما أهابت الوزارة المواطنين مجدداً بالامتناع الكامل عن السفر إلى ليبيا فى هذه الظروف الأمنية الصعبة التى يخاطر فيها الفرد بحياته.