أكد سامح شكرى وزير الخارجية أن مصر ستدعو الطرفين لمفاوضات تعقد فى القاهرة برعاية مصرية. وأضاف أنه ليس لديه علم بوجود أى مبادرات من أى أطراف غير المبادرة المصرية لحل الأزمة فى قطاع غزة ووقف إطلاق النار. جاء ذلك ردًا على سؤال لوزير الخارجية حول وجود بعض المبادرات التركية والقطرية لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة خلال المؤتمر الصحفى المشترك بينه وبين نظيره الإسبانى خوسيه مانويل أمس. وأضاف أن هناك جهودًا من دول كثيرة من ضمنها قطر وتركيا وغيرها، وكل هذه الجهود تصب فى نفس الهدف لوقف التصعيد العسكرى الخطير واحتواء الأزمة فى قطاع غزة والعمل على منع تكرارها بالشكل الذى أصبح يزيد من عدم الاستقرار فى المنطقة . وحول ضرورة تشكيل لجنة دولية لحقوق الإنسان للتحقيق فى جرائم إسرائيل قال شكرى إن المجلس الدولى لحقوق الإنسان قام بتشكيل لجنة لتقصى الحقائق فيما يتعلق بالممارسات الإسرائيلية التى تعد فى نطاق جرائم الحرب بقطاع غزة، مشيرًا إلى أن هذه اللجنة تحظى بدعم دولى من مجلس حقوق الإنسان والذى يتمتع بمصداقية. وأضاف شكرى أن مصر ننتظر نتائج هذه اللجنة للتعليق على النتائج، وهذه مسئولية يشترك فيها المجتمع الدولى أجمع، ولابد من تناولها بشكل جدى وواف لنصل لحقيقة الأمر، وإذا ثبت للجنة وجود أى تجاوز لابد أن تكون هناك مساءلة. وحول ما ستقوم به مصر خلال الفترة المقبلة لمحاولة تحقيق وقف إطلاق النار وهل ستتوقف عند المبادرة المصرية، أكد وزير الخارجية أن مصر دعت منذ اللحظة الأولى للعدوان الإسرائيلى على قطاع غزة لوقف إطلاق النار وتدارك أى تصعيد فى الموقف، مؤكدًا أن ذلك هو ما دفع مصر لطرح المبادرة المصرية التى تهدف وتؤدى إلى ذلك. وقال شكرى إن مصر تفاعلت خلال الأيام الأخيرة بالتعاون مع الولاياتالمتحدةالأمريكية وبان كى مون سكرتير عام الأممالمتحدة والجامعة العربية للوصول إلى وقف لإطلاق النار الإنسانى يمتد لمدة 7 أيام لإتاحة الفرصة لحماية الشعب الفلسطينى ويتيح لاستئناف العملية التفاوضية بين الطرفين لوقف إطلاق النار المطلق. وأضاف "شكرى": لم يستطع جون كيرى وزير الخارجية الأمريكى وبان كى مون سكرتير عام الأممالمتحدة ونبيل العربى الأمين العام للجامعة العربية - إلا إطلاق دعوة بالأمس لوقف إطلاق النار فى قطاع غزة، وكان المقابل هو الوقف الجزئى لمدة بسيطة 12 ساعة، وهناك أنباء عن مد الهدنة مما يساعد فى حماية الشعب الفلسطينى ومنع سقوط المزيد من الضحايا من المدنين الأبرياء لاستمرار الجهود المبذولة، مشيرًا إلى أن مصر ستقوم بذلك مع الأطراف والدول الفاعلة لتحقيق الوقف الكامل لإطلاق النار. وقال شكرى إن المبادرة المصرية مطروحة وتشكل إطارًا جامعًا يتناول جميع القضايا ذات الاهتمام المشترك بين الجانبين، وأساسها وقف إطلاق النار وحماية المدنيين وفتح المعابر، ويتم تفعيل ذلك بشكل فورى، على أن يتناول الطرفان باقى الموضوعات خلال مفاوضات تعقد فى القاهرة برعاية مصرية، وأعرب الوزير عن أمله أن يتم ذلك لتحقيق استقرار قطاع غزة وضمان عدم تكرار مثل هذا التصعيد. وأكد الوزير أن مصر ستواصل جهودها واتصالاتها، ولن تدخر أى جهد لمنع التصعيد والتوتر وعدم اتساع رقعة التوتر بالمنطقة والمحيط الإقليمى. وقال سامح شكرى إنه عقد جلسة مباحثات موسعة مع نظيره الإسبانى خوسيه مانويل، وتم خلالها تبادل وجهات النظر حول جميع الموضوعات الإقليمية وفى مقدمتها الأزمة والتصعيد العسكرى فى قطاع غزة وما أدى إليه لفقد أكثر من 1000 قتيل من المدنيين الأبرياء . وأكد شكرى أهمية تضافر الجهود الدولية لوقف الأعمال العسكرية وحماية شعب غزة والوصول إلى وقف كامل لإطلاق النار وتحقيق ترتيبات تؤدى إلى كسر الحصار الإسرائيلى وفتح جميع المعابر الإسرائيلية وتحقيق الاستقرار وموافاة الشعب الفلسطينى باحتياجاته الكاملة والعمل على إعمار قطاع غزة . وقال شكرى إن الوزير الإسبانى التقى اليوم برئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب. وأشار إلى أنه تم خلال المباحثات تناول الوضع فى سوريا وليبيا والعراق وأهمية التعاون فيما بين البلدين بحكم العلاقات الوثيقة بينهما والممتدة لعقود وزمن بعيد، موضحًا أن هناك تقديرًا للمواقف الإسبانية الداعمة للحقوق العربية. وأضاف شكرى أنه تم تناول عدد من القضايا الثنائية وفى مقدمتها الوسائل الضرورية لتدعيم وتوطيد العلاقات الاقتصادية بين البلدين وتبادل الزيارات الوزارية فى شتى القطاعات لتحقيق الاستفادة المشتركة التى تخدم مصلحة الشعبين. وأعرب شكرى عن تطلعه لتلبية دعوة الوزير الإسبانى للقيام بزيارة إلى إسبانيا فى المستقبل القريب . من جانبه أكد خوسيه مانويل وزير الخارجية الإسبانى أن ما يحدث فى قطاع غزة بالأراضى الفلسطينية غير مقبول، فهناك الكثير من الأطفال والمدنيين قتلوا مما يحرك المشاعر الإنسانية. وشدد مانويل على ضرورة عمل المجتمع الدولى والمطالبة بوقف إطلاق للنار فورًا، مع الأمل أن يؤدى ذلك إلى فتح فرصة جديدة للتفاوض حول النقاط المعنى بها كلا الطرفين الإسرائيلى والفلسطينى . وقال خوسيه مانويل أن إسرائيل تقوم أيضًا بحفظ أمنها وأمن مواطنيها، ونأمل ألا تتكرر المأساة مرة أخرى فى غزة ، ويجب أن تقوم الدولة الفلسطينية على الأراضى التى كانت لها . وأشار إلى أن الحكومة المصرية تدعو إلى السلام والاستقرار، وإسبانيا يمكن أن تقوم بدور للمساعدة فى ذلك . وأكد أن المبادرات القطرية وأى مبادرات أخرى التى تحاول أن تساعد فى الحل للأوضاع فى غزة نرجو أن تساعد فى ذلك. وقال خوسيه إن زيارته للقاهرة تأتى فى إطار التوضيح بأهمية اهتمام إسبانيا بمصر كبلد تربطه مع علاقات تاريخية . وأوضح أن مصر وإسبانيا جزءًا من حوض البحر الأبيض المتوسط، الإقليم الذى يمر بفترة حرجة ومهمة، مشيرًا إلى أن بلاده موجودة وحاضرة هنا أو فى لبنان والصومال ومالى وسط أفريقيا. وأشار إلى أن إسبانيا موجودة فى الكثير من عمليات حفظ السلام فى أماكن مختلفة، وقامت بجهود كثيرة فى هذا السياق للحفاظ على السلام والاستقرار فى مناطق كثيرة من العالم، وقامت بأعمال كثيرة للعمل على حل الأزمات مع المغرب منذ عام ونصف، وقامت بعملية فى البحر المتوسط لحل الأزمات. وأضاف خوسيه مانويل أن العلاقات بين البلدين جيدة، وهناك التزام مشترك لاستمرار الحوار السياسى المشترك بين البلدين، وتريد إسبانيا دعم هذه العلاقات خلال الفترة المقبلة. وفيما يخص الناحية الاقتصادية قال خوسيه مانويل إن العلاقات بين البلدين جيدة، مؤكدًا أنه تم ترك أبواب مختلفة للتعاون الاقتصادى بيننا ومراجعة العلاقات المشتركة وما تقوم به إسبانيا فى إطار برنامج "مسار". وأشار إلى أن هناك تعاونًا مع القاهرة فى مجال العدالة والحقوق الإنسانية وحقوق المرأة، مشيرًا إلى أنه بحث مع نظيره المصرى الأحداث القائمة فى ليبيا، والجميع يعرف أن هناك انتخابات للبرلمان الليبى لتكوين حكومة، مشيرًا إلى وجود مجموعة من التوترات صاحبت تلك الانتخابات، وسيكون للاتحاد الأوروبى دور فى هذا السياق.