18 ساعة فقط .. هكذا كان عمر أقصر وزارة مصرية في تاريخ 130 وزارة تم تشكيلها منذ ثورة 1952.. ففي مثل هذا اليوم منذ 62عاماً تشكلت وزارة "الهلالى باشا" أكثر وزارات "مصر الملكية" شهرة وأقصرهن عمرًا في تاريخ مصر، حتى أن نبأ تشكيلها ذيع بعد "بيان الثورة الأول" في الإذاعة المصرية صباح 23 يوليو 1952. وزارة " أحمد نجيب الهلالي باشا" .. هي الوزارة الأخيرة في عهد الملك فاروق .. تم تشكيلها خلفًا لوزارة "حسين سري باشا" بعد عدة وزارات ائتلافية ووفدية منذ 1948 هي على الترتيب "وزارة إبراهيم عبد الهادي باشا، وزارة حسين سري باشا، وزارة مصطفى النحاس باشا، وزارة علي ماهر باشا، وزارة أحمد نجيب الهلالي باشا، وزارة حسين سري باشا"، والتي عاد بعدها "الهلالي" من جديد ليشكل آخر وزارة في تاريخ "القصور الملكية". "أحمد نجيب الهلالي باشا" الحقوقي وأستاذ التاريخ بالجامعة المصرية، تولى وزارته الأولى في مارس 1952، بعد اشتعال الأوضاع عقب حريق القاهرة وحادث "مذبحة الإسماعيلية"، ورفع شعار "التطهير قبل التحرير"، وشن هجومًا قاسيًا على "حزب الوفد"، واعتقل جميع العناصر الوطنية، فضلاً عن حل البرلمان، وإعلان الأحكام العرفية في البلاد، وفرض الرقابة على الصحف، وسقطت هذه الوزارة في الثاني من يوليو 1952. يرحل "الهلالي باشا" مؤقتاً ويأتي "حسين سري"، ثم ما يلبث أن يرحل في الأسبوع الثالث من يوليو، ليعود من جديد "الهلالي باشا"، ويكلفه الملك بتشكيل الوزارة، ويدخل "قصر عابدين" عشية ليلة 23 يوليو 1952 برفقة الوزراء لعرضهم على "جلالة الملك" وحلف اليمين الدستورية أمامه، ثم يستقيل بعدها ب18 ساعة، ويتولى "علي ماهر باشا" الوزارة مؤقتًا في الفترة من 24 يوليو وحتى السابع من سبتمبر 1952، حتى يأتي "اللواء نجيب" قائد الثورة "رئيسًا للوزراء" ثم "وزارة جمال عبد الناصر" ثم "وزارة نجيب" من جديد، ثم تعود "وزارة عبد الناصر".