جاء قرار ألمانيا برفع حظر السفر عن شرم الشيخ بداية جيدة نأمل أن تحذوها باقي الدول، وإن كان قرر رفع الحظر المقصود به شرم الشيخ فقط، وأن التحذيرات مازالت قائمة علي طابا ونويبع ودهب وسانت كاترين كما نص قرار السلطات الألمانية التي طالبت رعاياها بتجنب التنقل داخل شرم الشيخ والطرق البرية وأن تقتصر الحركة علي المطار والفندق فقط. ورغم أن قرار رفع الحظر اعتبره الخبراء خطوة علي الطريق الصحيح واستعادة الحركة السياحية لمصر من السوق الألماني فإن ثمارها كما يقولون تستغرق من ستة إلي تسعة أشهر علي الأقل لاستئناف الحركة السياحية التي تقتضي حجز الطيران والفنادق، وذلك لم يكن ممكناً لموسم الصيف الحالي، ليتم التعاقد علي برامج جديدة مع شركات الطيران الشارتر الأجنبية التي توقفت منذ شهر يناير الماضي وحولت رحلاتها إلي مقاصد أخري. ويري الخبراء أن عودة الحجوزات لمصر مرة أخري يتطلب جداول جديدة تبدأ فوراً من شهر نوفمبر القادم شرط استقرار الحالة الأمنية وألا يحدث ما يعكر الصفو من جديد، وهي دعوة للأجهزة الأمنية لتكون يقظة لكل ما يهدد السياحة في شرم الشيخ أو جنوبسيناء وغيرها. ويؤكد الخبراء أن مصر لديها رصيد كبير جداً من الخبرة في تحضير الطيران العارض والمنتظم ويجب علي وزارة السياحة أن تستفيد بهذه الخبرة بحث منظمي الرحلات وشركات الطيران علي سرعة استئناف برامجها إلي مصر وإلي شرم الشيخ بصفة خاصة بتقديم حزمة سريعة من الحوافز لمنظمي الرحلات لتقصير مدة استئناف البرامج إلي مصر. وحذر الخبراء من الإفراط في التفاؤل وطالبوا بالعمل والتفكير السريع لحث منظمي الرحلات وشركات الطيران العارض علي سرعة إعداد برامجهم الجديدة لمصر، خاصة أن برامج الطيران العارض تستغرق علي الأقل ستة أشهر لإعادة برمجة الجداول وحجز الطائرات التي تنقل الحركة السياحية من دول المصدر إلي المقصد المصري. وعلي الجانب الآخر نرجو ألا تنسينا الفرحة بإلغاء الحظر الألماني السياحة العربية وأهميتها، خاصة أنه للأسف لم تستثمر زيارة العاهل السعودي الملك عبدالله عبدالعزيز وزيارة أمير الكويت وولي عهد الإمارات العربية المتحدة، خاصة أن تلك الزيارات كانت الباب الملكي للسياحة العربية، وللأسف لم نستغلها جيداً للترويج للسياحة العربية هذا الصيف دون الإسراف بتقديم حفلات فنية تم رصد ما يقرب من أربعة ملايين جنيه لها في عدم وجود سياح عرب مثل حفل محكي القلعة وشارع المعز وكانت الفكرة جيدة بشرط أن تقام للسائح العربي الذي لم يكن موجوداً في تلك الفترات وما يتردد عن إقامة حفل غنائي في الساحل الشمالي تحييه الفنانة إليسا بدعوي تنشيط السياحة العربية في حين أن السائح العربي يفضل قضاء إجازته الصيفية بالقاهرة وليس الساحل الشمالي، إضافة إلي طلبها بعدم تصوير الحفل لأي قناة عربية أو أجنبية، والسؤال ما الداعي لمثل هذا الحفل؟ وهذا ما أكده الخبير السياحي محمد ثروت صاحب إحدي الشركات الكبري العاملة في السوق العربي، فقال: إنه لم يعلم شيئاً عن حفلات محكي القلعة أو شارع المعز ولم توجه له الدعوة، وقال إن مثل هذه الحفلات لا تهم السائح العربي، مثلها مثل الساحل الشمالي الذي لم يكن في اهتمامات السائح العربي الذي يفضل القاهرة وشرم الشيخ. واتفق معه في الرأي الخبير السياحي فودة عبدالحميد فودة، صاحب إحدي الشركات الكبري العاملة في السوق العربي، الذي أكد أنه لم يتم توجيه الدعوة له وهو أحد العاملين في السوق العربي، إضافة إلي أن مثل هذه الحفلات لم تكن في اهتمامات السائح العربي. وأكد «فودة» أن السياحة العربية الخليجية قادمة بشكل كبير جداً بعد شهر رمضان، وإشغالات الفنادق في شرم الشيخ كاملة العدد وفنادق القاهرة 20٪. ونعود إلي رفع الحظر من ألمانيا علي شرم الشيخ لنستطلع رأي خبراء السياحة: فيقول الخبير السياحي إلهامي الزيات، رئيس اتحاد الغرف السياحية الذي يري أن قرار ألمانيا برفع الحظر هو الخطوة الأولي علي الطريق الصحيح وأن القرار جاء في التوقيت المناسب إلا أن الزيادة في الحركة السياحية كما يقول لن تأتي قبل شهر نوفمبر حتي يمتلئ الطيران ولتكون هناك برامج جديدة للطيران الشارتر الذي حول برامجه إلي مقاصد أخري إضافة إلي ذلك أكد «الزيات» ضرورة أن تكون هناك دعاية من شركات السياحة في الخارج لنقول للمواطنين إن هناك برامج جديدة لمصر. وأكد رئيس اتحاد الغرف السياحية أنه مخطئ من يعتقد أن رفع الحظر معناه أن تأتي السياحة غداً، فالزيادة في الحركة السياحية لن تأتي إلا بعد الشتاء القادم بسبب الطيران والدعاية لبرامج جديدة. بينما يري الخبير السياحي ناجي عريان، نائب رئيس غرفة الفنادق أن قرار ألمانيا برفع الحظر خطوة إيجابية بأن العالم الأوروبي والاتحاد الأوروبي اعترف ضمنياً بأن سياسات الرئيس عبدالفتاح السيسي في الطريق الصحيح وأنه ملتزم بخارطة الطريق وملتزم بحقوق الإنسان والإصلاح الاقتصادي، هذا من الناحية السياسية، أما من الناحية السياحية فالأمر يحتاج إلي مضاعفة الجهود وأن عودة السياحة لما قبل 25 يناير 2011 لن تتحقق إلا بعد عام ونصف العام وأقل شيء نبدأ به بعد شهري سبتمبر وأكتوبر ليبدأ عدد من الطيران في المناطق الشاطئية الترفيهية، خاصة أن جميع شركات الطيران الشارتر حجزت برامجها لمقاصد سياحية أخري. ويري نائب رئيس غرفة الفنادق أن المشكلة التي نواجهها الآن عدم رجوع مصر إلي وضعها الطبيعي بسرعة بسبب قيام الشركات الكبري من منظمي الرحلات في الخارج، بطبع بلوشورات بالأسعار قبل الإصلاح الاقتصادي وارتفاع أسعار الوقود والمحروقات وبالتالي من الصعب تغيير التعاقد ولا يمكن تغيير القانون في الاتحاد الأوروبي، فهناك عقود تلغي ونتعرض لخسائر كبيرة خاصة أن البيع الآن شامل المأكولات والمشروبات العادية والكحولية وحتي يتم تعديل الأسعار نحتاج إلي موسم كامل وتحدث عملية مفاوضات بين الشركات المحلية والأجنبية والشركات الأجنبية التي ترغب في العمل مع مصر لن تتنازل عن مكسبها وهذا ليس في صالحها ونادراً جداً ما يحدث ذلك. ويري نائب رئيس غرفة الفنادق أن الحل السريع الآن أن تسمح للشركات التجارية الكبري غير الشارتر بالنزول في المقاصد المصرية وأن يسمح لها بالنزول في القاهرة ثم تتجه إلي المقاصد السياحية سواء كانت شاطئية أو ثقافية وهذا يكون لمدة محددة حتي تتعافي السياحة وتعود شركات الشارتر مرة أخري وعلي الطيران المدني أن يتفهم جيداً ذلك بالسماح للشركات التجارية أن تهبط في المناطق السياحية سواء في المقاصد الثقافية أو الشاطئية كشرم الشيخ والغردقة وليكن رحلتين أسبوعياً لسرعة عودة السياحة. وتري الخبيرة السياحية هالة الخطيب أمين عام غرفة الفنادق أن قرار ألمانيا برفع الحظر قرار جيد ولكن تأثير التحذيرات الحالية يكاد يرقي لنفس التأثير السلبي علي الحالة النفسية للسائح القادم إلي مصر ويمنعه من السفر إلي مصر، لأنه لم ير توازناً ليلغي نظرته لمصر، أو الانطباع العام عن الحالة في مصر وما اكتسبه من التحذيرات فهو لا يري ولا يقرأ غير السيئ ولا يقرأ أي أخبار إيجابية، ولكن دورنا أن نقلل من مفعول التحذيرات والمشكلة الكبري أن مصر لا يوجد لديها حملة علاقات عامة في السياحة، بل لديها حملة إعلان مباشر وهذا ليس الحل الأمثل في مثل الظروف الحالية. وتؤكد أمين عام غرفة الفنادق أنه في مثل هذه الظروف لا يصلح إلا عرض مصر كلها ولكن مهم جداً أن أعلن عن المناطق السياحية بشكل منفرد بعد التأكد من تأمينها لأسواق بعينها وضروري أركز علي متطلبات هذه الفئات من السائحين وعلي مطالبهم وأن تكون هناك حملة إعلامية وحملة علاقات عامة، فرفع الحظر خطوة جيدة ولكن لن تعود السياحة في القريب العاجل لأن السائح مازال قلقاً من كل الأخبار السلبية وأري أن السياحة لن تعود بالشكل الذي نقوم به الآن أو بالطرق التي نسير عليها، فالوقت الآن وقت التركيز وضرورة مخاطبة كل سوق بمفرده بعد دراسته جيداً وهذا دور هيئة تنشيط السياحة.