من أهم المواقف المهمة التى تتعلق بسعد بن معاذ رضى الله عنه فى هذا الشهر الكريم - رضي الله عنه - هو تفطيره لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما رواه ابن ماجه بسند مواقف سعد صحيح عن عبدالله بن الزبير، قال: أفطر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عند سعد بن معاذ - رضي الله عنه - فقال: (أفطر عندكم الصائمون، وأكل طعامكم الأبرار، وصلَّت عليكم الملائكة). فرسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد أفطر عند سعد بن معاذ - رضي الله عنه - وهذا خير جزيل ساقه الله سبحانه وتعالى للصحابي الجليل سعد بن معاذ - رضي الله عنه - من وجهين أما الوجه الأول: فهو تفطير رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو القائل كما في حديث زيد بن خالد الجهني قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: (من فطر صائمًا، كان له مثل أجره، غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئًا). فبهذا العمل حصل لسعد بن معاذ - رضي الله عنه - أجرٌ عظيمٌ من صيام رسول الله - صلى الله عليه وسلم وهو أتم الصيام وأكمله وأوفره أجرًا أما الوجه الثاني: دعوة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لسعد بن معاذ - رضي الله عنه - بهذا الإفطار؛ حيث قال له: (أفطر عندكم الصائمون، وأكل طعامكم الأبرار، وصلَّت عليكم الملائكة)، وكم في هذه الدعاء من الخير لسعد بن معاذ - رضي الله عنه؟! وفي هذا الدعاء ثلاثة أمور الأول: دعاء له بأن يفطر عنده الصائمون، وإفطار الصائمين عنده يقتضي كثرة الأجر المترتب على فطرهم عنده؛ لأن له مثل أجورهم، من غير أن ينقص من أجورهم شيئًا، وكلما كثُر إفطار الصائمين عنده، كثُر أجره بالمقابل. أما الأمر الثاني: الدعاء له بأن يأكل طعامه الأبرار، والأبرار هم القائمون بحقوق الله، وحقوق عباده، الملازمون للبر في أعمال القلوب وأعمال الجوارح،وهذا يترتب عليه كثرة الخير له؛ إما بدعائهم له، أو بما يحصل منهم من العلم والإعانة على الخير، ويحتمل أيضًا أن يكون الذين يأكلون طعامه هم أصحابه، وبهذا يكون أصحابه هم الأبرار، ونعمة الصحبة التي تعود عليه بالخير فى حين أن الأمر الثالث يتمثل فى الدعاء له بصلاة الملائكة عليه، وصلاة الملائكة عليه هي دعاؤهم واستغفارهم له؛ كما في قوله - سبحانه: «إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا» (الأحزاب).