حكم قراءة القرآن على الميت على القبر؟ وهل يصل ثوابها إليه؟ يقول فضيلة الدكتور على جمعة مفتى الديار المصرية فى كتابه البيان لما يشغل الأذهان، إن العلماء أجمعوا على ان القراءة على القبر لا تحرم ولا يأثم فاعلها، بل ذهب جماهير العلماء من الحنفية والشافعية والحنابلة إلى استحبابها، لما روى انس مرفوعا «من دخل المقابر فقرأ فيها (يس) خفف عنهم يومئذ وكان لهم بعددهم حسنات»، ولما صح عن ابن عمر – رضى الله عنه – أنه أوصى إذا دفن أن يقرأ عنده بفاتحة البقرة وخاتمتها. أما المالكية فقد ذهبوا إلى كراهة القراءة على القبر، ولكن الشيخ الدردير – رضى الله عنه – قال «المتأخرون انه لا بأس بقراءة القرآن، الذكر، وجعل ثوابه للميت، ويحصل له الأجر إن شاء الله». فإن الخلاف على هذه المسألة ضعيف، ومذهب من استحب قراءة القرآن واجازها هو الأقوى حتى ان بعض العلماء رأى ان هذه المسألة مسألة إجماع وصرحوا بذلك وممن ذكر هذا الإجماع الامام ابن قدامة المقدسى الحنبلى حيث قال: «وأى قربة فعلها وجعل ثوابها للميت المسلم، نفعه ذلك إن شاء الله... إلى ان قال: «قال بعضهم اذا قرئ القرآن عند الميت أو أهدى اليه ثوابه، كان الثواب لقارئه ويكون الميت كأنه حاضرها، فترجى له الرحمة ولنا، ما ذكرناه إنه إجماع المسلمين، فإنهم فى كل عصر ومصر يجتمعون ويقرأون القرآن ويهدون ثوابه إلى موتتاهم من غير نكير). ونص العلماء على وصول ثواب القراءة للميت وأخذوا ذلك من جواز الحج عنه ووصول ثوابه إليه، ولأن الحج يشتمل على الصلاة والصلاة تقرأ فيها الفاتحة وغيرها، وما وصل كله يصل بعضه فثواب القراءة يصل الميت خصوصا اذا دعا القارئ ان يهب الله تعالى مثل ثواب قراءته للميت. وعلى ما تقدم فإن أغلب العلماء، بل يكاد يكون الإجماع على جواز القراءة على الميت، وأما عن إهداء الثواب للميت فذهب الشافعية الى انه يصل كدعاء بأن يقول مثلا: «اللهم اجعل مثل ثواب ما قرأت لفلان «لا إهداء نفس العمل والخلاف فى هذه المسألة يسير. والله تعالى أعلم.